23 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في إطار سعيها لتنويع اقتصادها والتقليص التدريجي من اعتمادها على النفط، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز دور قطاع التكنولوجيا في الاقتصاد الوطني، ولا سيما في دبي، التي أصبحت نقطة جذب بارزة لشركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل "بايت دانس"، "هواوي"، و"علي بابا". حيث تتنامى أهمية هذه الشركات في دبي بشكل كبير، ويشهد قطاع التكنولوجيا في المدينة ازدهارا غير مسبوق، ما يضعها في قلب التحول الاقتصادي في المنطقة.
وتمثّل "مدينة دبي للإنترنت" مركزا محوريا لهذا التحول، حيث تحتضن العديد من الشركات العالمية الكبرى مثل "مايكروسوفت"، "جوجل"، و"أمازون"، إضافة إلى منافسين صينيين مثل "تيك توك" التي تملكها شركة "بايت دانس".
تتواجد الشركة الأم لتيك توك في برج متميز بمدينة دبي للإنترنت، وتُشغل عدة طوابق تطل على ساحل المدينة المذهل. في هذا السياق، قالت أنجيلا جي، التي عملت في المكتب الإقليمي لتيك توك في دبي لمدة عامين، إن الشركة قدمت حوافز مغرية للموظفين الصينيين الراغبين في الانتقال للعمل في دبي، حيث استوعب المكتب مئات الموظفين. مضيفة "دبي تُمثل لي عصرا من التطور الاقتصادي السريع، حيث تستمر شركات التكنولوجيا في ضخ الأموال لتوسيع أعمالها وتوظيف المزيد من الكوادر".
وقد نجحت دبي في تقليص الاعتماد على صناعة النفط بشكل كبير، وباتت تبحث عن محركات نمو جديدة، على غرار قطاع التكنولوجيا، الذي يعد أحد أهم هذه المحركات. ويعود النجاح الكبير لقطاع التكنولوجيا جزئيًا إلى المبادرات الحكومية المحلية، مثل خطة "المدينة الذكية" وإنشاء مناطق حرة مثل "مدينة دبي للإنترنت" و"واحة دبي للسيليكون"، التي توفر بيئة أعمال مفتوحة للشركات الأجنبية.
وتعتبر السياسات الودية التي تطرحها دبي تجاه قطاع التكنولوجيا بمثابة فرصة ذهبية للشركات الصينية من أجل توسيع نطاق أعمالها في أسواق جديدة. حيث يقول وانغ يو، وهو وكيل عقارات مقيم في دبي منذ عشر سنوات، إن الجالية الصينية في المدينة تشهد زيادة ملحوظة، وبات بعض المغتربين الصينيين بإمكانهم تحمل الإيجارات المرتفعة في المناطق الراقية مثل "نخلة جميرا".
من جانبها، أسست "هواوي" بالفعل مكتبا إقليميا في "مدينة دبي للإنترنت"، حيث تحولت المدينة إلى مركز رئيسي لأنشطة الشركة في مجالات الاتصالات والخدمات السحابية والإلكترونيات الاستهلاكية في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب أحد مندوبي المبيعات في متجر "هواوي" في دبي، حققت هواتف الشركة الذكية إقبالا كبيرا من المستهلكين المحليين والصينيين على حد السواء خلال السنوات الأخيرة.
وفي مجال الخدمات السحابية، تشهد دبي منافسة شرسة بين "هواوي"، "علي بابا"، "مايكروسوفت"، "جوجل"، و"أمازون" على جذب العملاء المحليين. كما افتتحت "علي بابا" مركزا للبيانات في دبي، إضافة إلى مركز تدريب مخصص لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في معرض دبي الدولي للاتصالات. وتستمر منصة "علي إكسبريس" الخاصة بـ"علي بابا" في إرسال البضائع الصينية إلى منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مجموعة متنوعة من المنتجات التي تتراوح بين السيارات الكهربائية ونظارات الواقع المعزز.
أما في قطاع السيارات، فيظهر الاتجاه ذاته بوضوح، حيث تنتشر صالات عرض السيارات الصينية مثل "بي واي دي"و "نيو" و"زيكر"، على طول شارع الشيخ زايد الرئيسي، إلى جانب العلامات التجارية الفاخرة التقليدية مثل "رولز رويس" و"بنتلي".
ويشير تقرير صادر عن شركة "رولاند بيرغر" للاستشارات الإدارية إلى أن سوق الشرق الأوسط يمثل "إمكانات نمو عالية للغاية" لشركات السيارات الصينية، موضحا أن مرحلة تطور هذا السوق تشبه فترة ازدهار السيارات الصينية في أوائل القرن الواحد والعشرين.
وكانت شركة "بوني أي آي، المتمركزة بقوانغتشو قد توصلت إلى شراكة استراتيجية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، لإطلاق برنامج تجريبي لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في وقت لاحق من هذا العام، في خطوة تهدف إلى توفير خدمات النقل بدون سائق.