ساكرامنتو، الولايات المتحدة 22 يوليو 2025 (شينخوا) كشفت دراسات حديثة أجرتها كبرى البنوك في وول ستريت ومراكز بحثية أكاديمية، إلى جانب بيانات رسمية صادرة عن الشركات، أن العبء الأكبر للرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقع على عاتق الشركات ودافعي الضرائب الأمريكيين، وليس على المصدرين الأجانب كما كان متوقعا.
وأفاد فريق سيتي للاقتصاد العالمي يوم الثلاثاء بأن الشركات الأمريكية تتكبد معظم عبء الرسوم، مع احتمال تضييق هوامش الربح أكثر مع دخول الجولة التالية من التعريفات حيز التنفيذ.
ووفقا لتقرير أصدره معمل ميزانية ييل في 14 يوليو، فإن الرسوم زادت التكاليف بنسبة 2.1 بالمائة، وقللت القوة الشرائية السنوية للأسرة الأمريكية بمقدار حوالي 2800 دولار.
واللافت أن الأسر ذات الدخل المنخفض تفقد ثلاثة أضعاف الدخل المتاح مقارنة بالأسر ذات الدخل المرتفع، بسبب ارتفاع الإنفاق على الضروريات مثل الغذاء والملابس.
ووضعت مؤسسة تاكس فاونديشن غير الحزبية قيمة "الضريبة الجمركية" لكل أسرة عند 1296 دولار، متوقعة أن تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.8 بالمائة خلال العام المقبل.
وكشف بنك غولدمان ساكس في مذكرة للعملاء في 3 يوليو أن الشركات ستنقل 70 بالمائة من التكلفة المباشرة للرسوم الجمركية إلى المستهلكين من خلال رفع الأسعار.
بدورها، أعلنت شركة متاجر التجزئة وولمارت في 17 يوليو رفع أسعار السلع الأساسية "بسبب الرسوم الجمركية الجديدة"، وحذرت من أن مواد العودة إلى المدارس قد تكون التالية.
وكشف تحليل لصحيفة ((وول ستريت جورنال)) نشر الأحد أن شركة أمازون رفعت أسعار السلع منخفضة التكلفة مثل مزيلات العرق ومشروبات البروتين ومستلزمات العناية بالحيوانات الأليفة.
وفي قطاع التصنيع، كشفت ((جنرال موتورز)) أن فواتير الاستيراد المرتفعة محت مليار دولار من أرباحها في الربع الثاني، وقد تمحو ما يصل إلى 5 مليارات دولار سنويا إذا استمرت الرسوم.
وقالت وكالة بلومبرغ في نشرة بريدية أرسلت يوم الثلاثاء إن "من الواضح أن الشركات والمستهلكين الأمريكيين هم من يدفعون ثمن تعريفات ترامب"، مشيرة إلى أن جنرال موتورز كانت أحدث شركة تكشف كيف ترفع هذه الرسوم التكاليف.
وأضافت "هذا يفسر لماذا لم ترتفع أسعار السيارات في بيانات التضخم الأسبوع الماضي، بينما ظهرت زيادات قوية في أسعار سلع مستوردة شائعة مثل الألعاب والأجهزة المنزلية، مما يؤكد نقل هذه التكاليف للمستهلكين".
وقال معمل الميزانية إن "الرسوم الجمركية فعليا تمثل ضريبة على الشركات والمستهلكين الأمريكيين"، مضيفا أن سياسة الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة تعمل كضريبة مبيعات محلية أكثر من كونها عقوبة أجنبية كما تصورها مصمموها.