الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

شي يدعو الصين والاتحاد الأوروبي إلى توفير المزيد من الاستقرار واليقين للعالم من خلال علاقات ثنائية مستقرة وسليمة

/مصدر: شينخوا/   2025:07:24.16:27
شي يدعو الصين والاتحاد الأوروبي إلى توفير المزيد من الاستقرار واليقين للعالم من خلال علاقات ثنائية مستقرة وسليمة

بكين 24 يوليو 2025 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم (الخميس) الصين والاتحاد الأوروبي إلى توفير المزيد من الاستقرار واليقين للعالم من خلال علاقات ثنائية مستقرة وسليمة بين الجانبين.

أدلى شي بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اللذين يزوران بكين لحضور قمة الصين والاتحاد الأوروبي الـ25.

وأشار شي إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي والذكرى السنوية الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة، وقال إن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وصلت إلى منعطف تاريخي حاسم آخر.

وأضاف أنه على مدى السنوات الـ50 الماضية، حققت الصين والاتحاد الأوروبي نتائج مثمرة في التبادلات والتعاون، ما أسفر عن نجاح مشترك للجانبين وفوائد للعالم. ولفت شي إلى أن الخبرة والرؤية المهمتين اللتين يجب على الجانبين استخلاصهما من هذا، أنه يتعين عليهما احترام بعضهما بعضا ، والسعي نحو إيجاد أرضية مشتركة مع الإقرار بوجود اختلافات، والالتزام بالانفتاح والتعاون والسعي للمنفعة المتبادلة.

وقال شي إن ذلك يشكل المبادئ المهمة والاتجاه الصحيح للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في المستقبل، مضيفا أنه لمواجهة التحول العالمي المتسارع الذي لم يحدث منذ قرن من الزمان، والتقلب والاضطراب في العالم، يتعين على قادة الصين والاتحاد الأوروبي التحلي ببعد النظر وتحمل المسؤولية مجددا، واتخاذ الخيارات الاستراتيجية الصحيحة التي تلبي تطلعات الشعوب وتصمد أمام اختبارات التاريخ.

وأوضح شي أن الصين والاتحاد الأوروبي قوتان مؤثرتان في دعم التعددية والانفتاح والتعاون، مؤكداً أن ذلك يوجب على الجانبين تعزيز التواصل والثقة وتعميق التعاون في ظل الوضع الدولي الأكثر تحدياً وتعقيداً، من أجل توفير المزيد من الاستقرار واليقين للعالم من خلال علاقات مستقرة وسليمة بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وقد طرح شي ثلاثة مقترحات لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي مستقبلاً.

أولا، يتعين على الجانبين التمسك بمبدأ الاحترام المتبادل، وترسيخ المفهوم المتمثل في أن الجانبين ينظران إلى العلاقات بينهما كشراكة.

وقال شي إن الصين دولة محبة للسلام، وملتزمة بالوئام والشمول والتعاون وتحقيق نتائج مربحة للجميع. وأضاف أنه رغم اختلاف الصين والاتحاد الأوروبي في التاريخ والثقافة، وفي مسارات وأنظمة التنمية والمرحلة التي وصل كل من الجانبين إليها في التنمية، إلا أن هذه الاختلافات لم تكن عائقا في سبيل إقامة العلاقات الدبلوماسية أو نمو العلاقات الثنائية في الماضي، ولا ينبغي أن تعيق تطوير العلاقات الثنائية في المستقبل.

وأوضح شي أن التحديات الحالية التي تواجه الاتحاد الأوروبي لا تأتي من الصين، وأنه لا يوجد تضارب جوهري في المصالح أو تناقضات جيوسياسية بين الصين والاتحاد الأوروبي. ولفت إلى أسس العلاقات بين الجانبين وسماتها السائدة المتمثلة في تغليب التعاون على التنافس وتغليب التوافق على الاختلافات، ظلت ثابتة.

وأضاف أن الصين لطالما نظرت إلى علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وطورتها من منظور استراتيجي وطويل الأمد، واعتبرت الاتحاد الأوروبي قطبا مهما في عالم متعدد الأقطاب، ودعمت باستمرار التكامل الأوروبي والاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي.

وأعرب عن أمله في أن يحترم الاتحاد الأوروبي المسار والنظام اللذين اختارهما الشعب الصيني، وأن يحترم المصالح الجوهرية للصين وشواغلها الرئيسية، وأن يدعم تنميتها وازدهارها.

وأكد شي أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لا تستهدف طرفا ثالثا ولا تخضع لطرف ثالث ولا يتحكم فيها طرف ثالث. ودعا الجانبين إلى تعميق التواصل الاستراتيجي، وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة، وتعزيز تصور صحيح عن بعضهما البعض.

ثانيا، قال شي إنه يتعين على الجانبين التمسك بالانفتاح والتعاون، وإدارة الخلافات والاحتكاكات بشكل سليم.

وأشار شي إلى أن التاريخ والواقع يُظهران أن الاعتمادية المتبادلة بين الدول ليست خطرا، وأن المصالح المتقاربة ليست تهديدا، وأن تعزيز القدرة التنافسية لا ينبغي أن يعتمد على بناء الجدران أو الحواجز، لأن فك الارتباط الاقتصادي وقطع سلاسل الإمداد لن يسفرا سوى عن العزلة الذاتية.

وقال شي إن "الحد من الاعتمادية" لا ينبغي أن يؤدي إلى الحد من التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين الجانبين، التي تتسم في طبيعتها بالتكامل والمنفعة المتبادلة، قادرة على تحقيق توازن ديناميكي من خلال التنمية.

وأشار شي إلى أن التنمية عالية الجودة والانفتاح رفيع المستوى في الصين سيوفران فرصا وإمكانات جديدة للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، داعيًا الجانبين إلى تعزيز الشراكة الخضراء والرقمية، وتعزيز الاستثمار والتعاون المتبادلين.

وأكد شي أنه من المأمول أن تظل سوق التجارة والاستثمار في الاتحاد الأوروبي مفتوحة، وأن يعزف الاتحاد عن استخدام الأدوات الاقتصادية والتجارية التقييدية، ويخلق بيئة أعمال سليمة للشركات الصينية التي تستثمر وتعمل في الاتحاد الأوروبي.

ثالثا، دعا شي الجانبين إلى ممارسة التعددية ودعم القواعد الدولية والنظام الدولي.

وقال شي إنه في مواجهة الخيار الحاسم بين الحرب والسلام، وبين التنافس والتعاون، وبين الانعزال والانفتاح، فإن التعددية والتعاون القائم على التضامن يبقيان النهج الوحيد القابل للتطبيق.

وشدد على ضرورة أن تتمسك الصين والاتحاد الأوروبي بالقواعد الدولية التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية وبالنظام الدولي الذي وضع بعد الحرب، وأن يعززا نظام حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا يتماشى مع العصر، ويعملا معا لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ.

وأشار شي إلى استعداد الصين لتعزيز التنسيق مع الاتحاد الأوروبي لضمان نجاح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المقرر انعقاده العام الجاري في بيليم، والإسهام بشكل أكبر في الاستجابة العالمية لتغير المناخ والتحول الأخضر. وقال شي إن الصين مستعدة أيضاً لتبادل السياسات والتعاون العملي مع الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي، والعمل معا على تعزيز عالم متعدد الأقطاب يتسم بالمساواة والنظام، وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع.

وأكد كوستا وفون دير لاين أن مقترحات شي الثلاثة بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين لها أهمية حيوية. وقالا إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين قبل خمسين عاما، تعاون الجانبان في مجموعة واسعة من المجالات، وأصبح كل منهما شريكا تعاونيا وتجاريا رئيسيا للآخر. وأكدا أن ذلك أسهم في الازدهار الاقتصادي لكلا الطرفين وفي رفاهية الشعب الصيني وشعوب الاتحاد الأوروبي.

وأشار القائدان بالاتحاد الأوروبي إلى أن الصين برزت كدولة صناعية وتكنولوجية رائدة، وأنها انتشلت مئات الملايين من براثن الفقر. وقالا إن التنمية التي حققتها الصين ألهمت العالم بشكل كبير، وإن الاتحاد الأوروبي يؤمن بأن الصين ستحقق تنمية أكبر، ويدعم الجهود الرامية إلى ذلك.

وأكدا أن الاتحاد الأوروبي والصين قوتان رئيسيتان في العالم، وأن العلاقات بينهما ذوات أهمية حيوية لكلا الجانبين والعالم. وأكدا أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يلتزم بتعميق العلاقات بين الجانبين، وإدارة الخلافات بطريقة بناءة، وتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في التعاون الثنائي المتوازن والمتبادل والمفيد للطرفين.

وقالا إن الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى "فك الارتباط الاقتصادي أو قطع سلاسل الإمداد" عن الصين، ويرحب بالشركات الصينية للاستثمار والعمل في أوروبا.

وقال القائدان إنه في ظل عالم مضطرب وغير مستقر، فإنهما يدعوان الجانبين الصيني والأوروبي إلى دعم التعددية، وحماية مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، وتسهيل إيجاد حلول للقضايا الإقليمية الساخنة، وحماية السلام والاستقرار العالميين.

وأعربا عن تطلع الاتحاد الأوروبي إلى العمل مع الصين لصياغة مرحلة أكثر روعة في السنوات الـ50 المقبلة من العلاقات بين الجانبين.

صور ساخنة