الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

مقالة : توسيع منطقة تيدا الصناعية يعزز الاستثمارات الصينية في مصر

/مصدر: شينخوا/   2025:07:25.10:10
مقالة : توسيع منطقة تيدا الصناعية يعزز الاستثمارات الصينية في مصر
منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية (تيدا) في مدينة العين السخنة بمحافظة السويس، مصر. (صورة أرشيفية من شركة تيدا للاستثمار / نشرة عبر شينخوا)

القاهرة 24 يوليو 2025 (شينخوا) يعزز توسيع منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية "تيدا"، العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، بما يحفز التدفقات الاستثمارية الصينية لمصر، ويجذب استثمارات صناعية متنوعة لمنطقة تيدا.

ووقعت شركة (تيدا مصر) الصينية، أخيرا عقد تطوير أرض صناعية بمساحة 2.86 كيلو متر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمدينة العين السخنة بمحافظة السويس شرق القاهرة.

زخم جديد للتعاون المصري الصيني

وقال تساو هوي المدير التنفيذي لـ "تيدا مصر"، إن توسيع منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية "تيدا" يشير إلى "دخول المنطقة مرحلة جديدة من التطوير، مما سيعطي زخما جديدا للتعاون الودي بين الصين ومصر والتنمية الاقتصادية الإقليمية".

وجاء توقيع العقد في ضوء اقتراب شركة تيدا من إنهاء أعمال تطوير وتنمية المساحة التي سبق تخصيصها لها، والبالغة 7 كيلو مترات مربعة، لتصبح بذلك المساحة الإجمالية المخصصة للشركة نحو 10 كيلو مترات داخل المنطقة الصناعية بالعين السخنة.

ومن المقرر أن تتولى تيدا تنفيذ أعمال البنية التحتية للمساحة الجديدة باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار.

وأضاف تساو، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذا المشروع "يعزز توسيع التجارة والاستثمار بين البلدين، ويثري مفهوم التعاون الاستراتيجي بينهما، ويسهم أيضا في توفير فرص عمل في مصر وزيادة الإيرادات وتعزيز القوة الاقتصادية، وتسريع عملية التصنيع والتنمية الاقتصادية الإقليمية".

وأوضح أن توسيع منطقة تيدا له دلالات استراتيجية متعددة، فهو أولا يرسي أسس التنمية، ويحسن بشكل كبير القدرة الاستيعابية للصناعة، ويوفر ضمانات رئيسية للتنمية المستدامة طويلة الأجل لمنطقة تيدا للتعاون.

وتابع تساو أن "مصر أصبحت وجهة جاذبة للاستثمار، وتوفير أرض (صناعية) عالية الجودة في الوقت المناسب خيار حتمي لمنطقة تيدا لمواكبة موجة استثمارات الشركات الصينية في مصر بكفاءة، وخدمة البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق".

7 مليارات دولار استثمارات متوقعة

ورأى أن توقيع عقد تطوير الأرض الجديدة يمثل "استمرارا لنجاح وتعميق وتطوير نموذج تيدا، وسيسهم توسيع نطاق منطقة تيدا للتعاون في بناء منصة أقوى، وجذب استثمارات صناعية متنوعة، وتعميق عملية التصنيع المحلية، ومساعدة الشركات الصينية على فتح أسواقها، ومواصلة ترسيخ مكانتها كنموذج للتعاون الاقتصادي والتجاري والتنمية الصناعية المستدامة بين الصين ومصر".

وأردف تساو أن تيدا تخطط لتطوير المنطقة الجديدة بالكامل في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، مع التركيز على جذب شركات التصنيع الراقية، بما في ذلك تلك العاملة في مجالات الطاقة الجديدة، والسيارات وقطع الغيار، والكيماويات.

واستطرد أنه بعد اكتمال المنطقة الجديدة، من المتوقع أن تجذب منطقة تيدا ككل ما بين 300 إلى 350 شركة، باستثمارات إجمالية تتراوح بين 6 إلى 7 مليارات دولار، ما يوفر لمصر من 30 إلى 40 ألف فرصة عمل مباشرة.

واختتم تساو تصريحاته مؤكدا "سنعمل على أن تصبح منطقة تيدا مدينة صناعية نموذجية في إطار (الحزام والطريق)، تتميز ببنية تحتية وأنظمة إنتاجية كاملة، وتأثير اقتصادي إقليمي قوي، مع قابلية عالية للتنمية المستدامة".

شراكة استراتيجية حقيقية وجادة

بدوره، قال الدكتور ضياء الفقي عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، إن توسيع منطقة تيدا الصينية "أمر مهم جدا في هذا التوقيت، وفي هذه المرحلة من التعاون المصري الصيني".

واعتبر الفقي، في تصريح لـ((شينخوا))، أن توسيع هذه المنطقة الصناعية "فرصة مناسبة تحفز الاستثمارات الصينية في مصر، وتجذب الشركات التي تسعى إلى إقامة مصانع جديدة وضح استثمارات صينية جديدة في مصر".

وأضاف أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس توفر تسهيلات كبيرة، وتوسيع المنطقة الصناعية الصينية بها فرصة جيدة تشجع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر.

وتابع أنه "بالتأكيد هذه الخطوة تدعم تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، وهي رسالة بأن البلدين يعملان معا بإرادة سياسية كبيرة وثقة متبادلة، وهي خطوة تؤكد أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين هي شراكة حقيقية وجادة".

وأردف أن "مصر جادة في توطين الصناعة، والصين جادة في نقل التكنولوجيا إلى مصر، والتكنولوجيا الصينية الآن في الصناعة متقدمة، وكل هذا يصب في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية المصرية الصينية".

وأشار الفقي إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما فيها المنطقة الصناعية الصينية، تشهد طفرة كبيرة في الاستثمارات الصينية، في ظل إقبال الكثير من الشركات الصينية على إقامة مصانع بها، وهذا "مؤشر إيجابي".

ونجحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خلال السنوات الثلاث الماضية في جذب استثمارات صينية تجاوزت 4 مليارات دولار، وفق رئيس الهيئة العامة للمنطقة وليد جمال الدين في تصريحات سابقة.

وأوضح الفقي أن رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يقوم حاليا بجولة ترويجية في الصين لتعريف الشركات هناك على الإمكانيات والتسهيلات المتوفرة في المنطقة الاقتصادية، قبل أن يضيف أن مثل هذه الجولات ضرورية أيضا لجذب الاستثمارات الصينية.

وتوقع ألا يكون توسيع المنطقة الصناعية الصينية في مصر الأخير بل ستكون هناك توسعات أخرى في المستقبل.

نجاح نموذج تيدا

وشاطره الرأي الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب، بقوله إن توسيع المنطقة الصناعية الصينية "خطوة محسوبة ومهمة تعكس قناعة الجانب الصيني بجدوى الاستثمار وأهميته في منطقة محور قناة السويس، التي صارت وجهة إقليمية جاذبة للصناعات الموجهة للتصدير، بفضل موقعها والامتيازات الحكومية والاتفاقيات التجارية الواسعة" التي أبرمتها مصر.

ورأى الديب، وهو مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريح لـ((شينخوا))، أن "هذا القرار يبعث إشارات طمأنة للمستثمرين الصينيين بأن الحكومة المصرية ملتزمة بتذليل العقبات وتوفير البنية التحتية الحديثة، واعتقد أن هذا التوسع سوف يدعم زيادة التدفقات الاستثمارية الصينية لمصر من خلال استقطاب شركات جديدة وتوسيع أعمال الشركات القائمة خاصة فى ظل التسهيلات المصرية والعلاقات المتميزة بين البلدين".

وأشار إلى "نجاح نموذج شركة تيدا في إدارة المشروعات الصناعية"، وأكد أن توسيع منطقة تيدا "سوف ينعكس بصورة إيجابية على حجم الاستثمارات الصينية في مصر، وتوطين الصناعة في مصر، ونقل الخبرات والتكنولوجيا، وتعميق العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبكين".

صور ساخنة