بكين 26 يوليو 2025 (شينخوا) تحت أنظار العالم، من المقرر أن تعقد الصين والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية في السويد.
وفي وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار على الصعيد العالمي، فإن الجهود التي يبذلها البلدان لتعزيز الحوار من أجل التوصل إلى توافق والسعي إلى تحقيق نتائج متبادلة المنفعة، لا تتماشى مع مصالحهما المشتركة فحسب، بل تلبي أيضا تطلعات المجتمع الدولي.
وعلى مدى الأشهر الماضية، عملت الصين والولايات المتحدة على إعادة علاقاتهما التجارية إلى مسارها الصحيح بعد فترة من التوتر. ويسلط هذا التقدم المشجع الضوء على حقيقة أساسية مفادها أن تعميق التواصل لتعزيز التفاهم، والحد من التصورات الخاطئة، وتوسيع آفاق التعاون تمثل أمورا حيوية لضمان التنمية الصحية والمستقرة والمستدامة للعلاقات الثنائية.
فبعد المحادثات الاقتصادية والتجارية التي جرت في جنيف، خفضت الدولتان مستويات الرسوم الجمركية الثنائية بشكل ملحوظ. وفي أعقاب المحادثات الاقتصادية والتجارية التي جرت في لندن، حافظ الجانبان على تواصل وثيق، حيث أكدا تفاصيل الإطار الذي تم التوصل إليه في لندن، وعززا العمل على تنفيذه قدما.
وقد راجعت الصين ووافقت على طلبات تصدير الأصناف الخاضعة للرقابة والمؤهلة للتصدير وفقا للقانون، بينما ألغت الولايات المتحدة سلسلة من الإجراءات التقييدية التي كانت قد فرضتها على الصين في أوائل يوليو.
وبعثت هذه الخطوات الملموسة بإشارات إيجابية على تنامي الثقة، وساعدت على تحفيز تعافي التجارة الثنائية.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الهيئة العامة الصينية للجمارك أنه في أعقاب التقدم الإيجابي في المحادثات الاقتصادية والتجارية الأخيرة في جنيف ولندن، ارتفع حجم التجارة بين البلدين إلى أكثر من 350 مليار يوان (حوالي 49 مليار دولار أمريكي) في يونيو مقارنة بأقل من 300 مليار يوان (حوالي 42 مليار دولار) في مايو.
ويكمن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة في المنفعة المتبادلة والتعاون القائم على الكسب المشترك. وبينما تدخل الصين الجولة الجديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية بنوايا صادقة، فإنها ستتمسك بحزم بمبادئها ومصالحها الأساسية.
في الواقع، لم يكن الطريق من جنيف إلى لندن خاليا من العقبات. ولا تزال الخلافات والتوترات التي طال أمدها بين الجانبين قائمة، وسيستلزم حلها بعض الوقت. وبينما ترحب الصين بتعميق الحوار، فإنها تُدرك تماما أيضا الطبيعة طويلة الأمد والمعقدة والصعبة لتجسير الفجوات بين البلدين.
بيد أن وجود خلافات لا يستبعد إمكانية تحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك بشأن القضايا الرئيسية، ولا يمنع الجانبين من إظهار مستوى المسؤولية المنتظر من الدول الكبرى.
وتُشكل الجولة المقبلة من المحادثات الاقتصادية والتجارية فرصة محورية لضخ قدر كبير من الاستقرار والثقة في الاقتصاد العالمي، في وقت تمس فيه الحاجة إليهما بشدة. وعلى الرغم من التحديات المقبلة، تظل إدارة الخلافات والسعي إلى التعاون من خلال الحوار السبيل الوحيد القابل للتحقيق من أجل المضي قدما.
ولا يمكن للصين والولايات المتحدة تحقيق نتيجة مربحة للجانبين إلا من خلال التمسك بالمساواة واحترام شواغل بعضهما البعض.