اكد الرئيس شي جين بينغ خلال لقائه برؤساء الوفود الأجنبية في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون مؤخراً، الخطوات الحثيثة التي اتخذتها جميع الأطراف لبناء بيتٍ جميلٍ لمنظمة شنغهاي للتعاون. مشددًا على أنه في ظل الوضع الدولي المتسم بالفوضى والاضطرابات، يجب على منظمة شنغهاي للتعاون تحديد مسارها، وتعزيز ثقتها، والعمل بكفاءة، وبذل المزيد من الجهود لضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم. ومنذ توليها رسميًا الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون في يوليو من العام الماضي، دأبت الصين على القيام بأنشطةٍ وعززت التعاون بتوجيهٍ من "البيوت المشتركة الخمسة" للرئيس شي جين بينغ، وهي بناء الوحدة والثقة المتبادلة، والسلام والهدوء، والازدهار والتنمية، وحسن الجوار والصداقة، والإنصاف والعدالة.
تُعدّ الصين والإمارات العربية المتحدة عضوين مهمين في دول الجنوب العالمي، ولطالما التزمتا بتعزيز الوحدة وإحياء الجنوب العالمي. وبصفتها شريكًا حواريًا في منظمة شنغهاي للتعاون، تُشارك الإمارات العربية المتحدة بنشاط في بناء المنظمة، وتُعدّ ناشطةً في تعزيز "روح شنغهاي". وقد صرّح عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي في بداية انضمام الإمارات العربية المتحدة إلى منظمة شنغهاي للتعاون، بأنّ الإمارات العربية المتحدة مستعدة لبناء جسور التعاون بين دول المنظمة لتعميق التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة. وقبل فترة ليست بعيدة، عُقد بنجاح المنتدى الاقتصادي العالمي الأول لدول الجنوب، الذي استضافته الصين والإمارات العربية المتحدة، في أبوظبي. وأشاد المندوبون بالدور المهم لمنظمة شنغهاي للتعاون، وساهموا بحكمتهم في تعزيز الوحدة والتعاون في دول الجنوب العالمي من خلال مواصلة الاستفادة المثلى من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس وغيرها من الآليات.
الإمارات العربية المتحدة من بين دول الشرق الأوسط التي أقامت تعاونًا عمليًا واسع النطاق وعميقًا ومثمرًا مع الصين. وقد حقق البلدان العديد من نقاط التعاون النوعية في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وحققا إنجازاتٍ رائدةً إقليميًا وعالميًا بشكل متكرر. وهذا العام، نفذت الصين سلسلةً من الأنشطة في ثمانية مجالات رئيسية من مبادرة التنمية العالمية تحت شعار "عام التنمية المستدامة لمنظمة شنغهاي للتعاون". واستنادًا إلى هذا التعاون الجيد القائم، ستعمل الصين والإمارات العربية المتحدة على تعميق وتوسيع نطاق التعاون العملي في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين ومنظمة شنغهاي للتعاون بشكل أكبر.
تمارس منظمة شنغهاي للتعاون تعددية الأطراف الحقيقية، وتعارض بشدة الهيمنة والسيطرة والتنمر، وتدعو إلى الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتتمسك بالتشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، مما يوفر منصة ونموذجًا جديدًا للتعاون المتعدد الأطراف لتحسين الحوكمة العالمية. وقد لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مناصرة ملتزمة للتعددية، دورًا نشطًا في السنوات الأخيرة في قضايا ساخنة مثل صراع غزة وأزمة أوكرانيا والمحادثات النووية الإيرانية. وفي مواجهة التحول المتسارع في قرن من الزمان والصراعات الجيوسياسية المتصاعدة، ستواصل الصين والإمارات العربية المتحدة تعزيز التواصل والتنسيق في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وممارسة التعددية من خلال إجراءات ملموسة، وتحسين الحوكمة العالمية، والحفاظ على النظام الدولي، والسعي لبناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مصير مشترك للبشرية.
ستُعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر من هذا العام، وهي تُمثل إنجازًا هامًا آخر في مسيرة تطور المنظمة. ومن هذه الانطلاقة الجديدة، ستواصل الصين العمل مع الإمارات العربية المتحدة لتطبيق شعار "تعزيز روح شنغهاي: منظمة شنغهاي للتعاون تعمل"، ودفع المنظمة نحو مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، تتسم بوحدة أكبر وتعاون أكبر وحيوية أكبر وفعالية أكبر من خلال التعاون الصيني ـ الإماراتي رفيع المستوى، وتوفير "حلول منظمة شنغهاي للتعاون" للحوكمة العالمية، والمساهمة بـ"قوة منظمة شنغهاي للتعاون" في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
(بقلم/ تشانغ يي مينغ، سفير الصين لدى دولة الامارات العربية المتحدة، النسخة الصينية لصحيفة الشعب اليومية 29/07/2025)