إعانة سنوية لكل طفل: سياسة صينية جديدة لدعم الأسر وتحفيز الإنجاب

29 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أعلنت الصين، في 28 يوليو، عن إطلاق "خطة دعم مالي لتربية الأطفال". وسيتم تطبيق سياسة الدعم الجديدة على المواليد الذين ولدوا بداية من 1 يناير 2025، حيث ستقوم الحكومة بتقديم إعانة مالية سنوية للأسر قدرها 3600 يوان لكل طفل، سواء كان الأول أو الثاني أو الثالث، حتى يبلغ سن الثالثة. ووفق تقديرات رسمية، يُتوقع أن يستفيد من هذه الإعانات أكثر من 20 مليون طفل سنويا، ما يشير إلى حجم التأثير المتوقع لهذا القرار على المستوى الوطني.

ويمكن للأسر الانخراط في هذا النظام من خلال تقديم مستندات بسيطة مثل شهادة الميلاد وسجل الأسر. وتتوفر خيارات التسجيل عبر الإنترنت من خلال منصات مثل "علي باي" و"وي تشات"، فضلا عن منصات الخدمات الحكومية المحلية. وفي الوقت نفسه، تم الحفاظ على خيار التسجيل الورقي، عبر المكاتب الحكومية ومراكز القرى والأحياء، لضمان شمولية النظام وتيسيره لجميع المواطنين، بمن فيهم أولئك في المناطق النائية أو التي تعاني من ضعف في التغطية الرقمية.

ويظن سونغ جيان، البروفيسور بمعهد علوم السكان والصحة، أن معيار الـ3600 يوان هو الحد الأدنى الوطني، ويمكن أن يُسمح للمقاطعات والبلديات بزيادته وفقا لوضعها الاقتصادي والديمغرافي.

فيما دعا خبراء إلى اعتماد سياسات مرافقة تشمل توسيع خدمات الحضانة، وتمديد إجازات الإنجاب، وتشجيع ساعات العمل المرنة. وأوضحوا أن الدعم المادي وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون جزءًا من حزمة متكاملة من الإجراءات تعزز بيئة الإنجاب والثقة الاجتماعية.

ويذكر أن الصين تتبنى سياسات دعم للاطفال، على غرار التعليم الإلزامي للأطفال فوق سن الثالثة، ولكن سياسات الدعم المخصصة للرضع دون سن الثالثة ظلت قليلة نسبيا. ويرى سونغ جيان بأن خطة الدعم الجديدة، ترسل إلى المجتمع رسائل إيجابية، مفادها أن رعاية الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع والدولة.

ويعتقد الخبراء أن خطة الدعم المالي لتربية الأطفال ستمثل نقلة نوعية في سياسات الأسرة في الصين، وقد تفتح الباب أمام تحسين بيئة الإنجاب واستعادة توازن السكان على المدى الطويل، خاصة إذا ما تم تعزيزها بسياسات مكملة. كما تعكس التزاما جديدا من الدولة بتخفيف أعباء الأسر، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحقيق التنمية المستدامة للسكان.