30 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في اكتشاف علمي نادر، عثر عالم الحشرات الصيني تشاو لي، مدير متحف تشنغدو هواشي للحشرات، على سبع نباتات من "سحلبية الشبح" النادرة خلال مهمة بحثية في إحدى الغابات البدائية بجبال أيلاو، جنوب غرب مقاطعة يوننان الصينية.
تُعرف هذه النبتة العجيبة في باسم "زهرة العالم السفلي" بسبب طبيعتها الغامضة.
وأوضح تشاو لي أن هذه النبتة البلورية، التي تنتمي إلى فصيلة الخلنجيات وليس إلى الأوركيد كما يوحي اسمها، تقضي أكثر من 300 يوم سنويا مختبئة تحت الأرض، ولا تظهر فوق السطح سوى لفترة وجيزة لا تتجاوز 40 يوما بين شهري أبريل ويونيو، حيث تزهر وتثمر قبل أن تعود إلى سباتها الطويل.
وأضاف تشاو لي أن هذه الزهرة تعتمد بشكل كامل على بيئتها المحيطة للبقاء، حيث تنمو في الظلام وتعتمد على المواد العضوية المتحللة كمصدر للغذاء، كما تحتاج إلى ظروف دقيقة تشمل تربة غنية بالدبال، ووجود فطريات معينة مثل فطر المجاري المائية والفطر الأخضر، وبيئة باردة ورطبة.
وقد أُكتشفت العينات السبع ضمن مساحة لا تتجاوز المتر المربع الواحد وعلى ارتفاع 2450 مترا، ما يشير إلى مدى هشاشة وانتقائية بيئتها. وتنتشر هذه النبتة في عدد قليل من المقاطعات الصينية مثل يوننان، سيتشوان، قوانغشي وشنشي، وهي مدرجة ضمن القائمة الحمراء للتنوع البيولوجي في الصين بوصفها "مهددة بالانقراض على الصعيد الوطني".
ودعا تشاو لي الجمهور إلى احترام هذا الكائن النادر وعدم الاقتراب منه، مشددا على أن "جمال هذه النبتة البلوري لا يمكن أن يعيش إلا في موطنها الأصلي، وإذا تم لمسها أو قطفها، فإنها تذبل بسرعة وتتحول إلى اللون الأسود".
كما أشار العالم الصيني إلى أن بذورها بالغة الصغر وتفتقر إلى مخزون غذائي، ما يجعل من المستحيل إنباتها خارج بيئتها الطبيعية دون وجود نظامها البيئي الدقيق والتكافلي.
وتُعد سحلبية الشبح مصدر إلهام في العديد من روايات الفانتازيا وأدب فنون القتال، حيث يُشار إليها غالبًا على أنها "عشبة قادرة على إحياء الموتى"، في تجسيد شعبي للأسطورة التي تحيط بها.