رام الله 3 أغسطس 2025 (شينخوا) دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم (الأحد) باحات المسجد الأقصى شرق مدينة القدس تحت حماية أمنية مشددة، ما أثار ردود فعل فلسطينية منددة ورافضة لتلك الخطوة.
وقالت محافظة القدس في السلطة الفلسطينية في بيان إن الشرطة الإسرائيلية سمحت اليوم لأكثر من 2500 مستوطن يتقدمهم بن غفير، باقتحام المسجد الأقصى.
وتابعت أن المقتحمين أدخلوا أدوات وشعارات، وأدوا صلوات دينية علنية أمام المسجد القبلي، في سابقة غير معهودة.
من جهتها، أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن بن غفير زار باحة الحرم القدسي، وأدى الصلاة في المكان بمناسبة حلول التاسع من آب حسب التقويم العبري، وهو يوم صوم وحداد في التقاليد اليهودية، مشيرة إلى أن عددا من الأشخاص اليهود رافقوه خلال الزيارة.
وأعلنت الشرطة أنها أوقفت أو أبعدت نحو 30 يهوديًا عن المكان بعد أن خالفوا أنظمة الزيارة المقررة للحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي.
وأكدت الشرطة في بيان أنها "تعمل باستمرار للحفاظ على الأمن والنظام في الأماكن المقدسة، وتتيح الزيارات في الحرم وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي".
وأكد بن غفير خلال الزيارة ضرورة "ممارسة السيادة الكاملة، كما أثبتنا أنه يمكن فرض السيطرة على الحرم، يمكن أيضًا السيطرة على غزة وتشجيع الهجرة الطوعية منها"، على حدّ تعبيره.
وتعليقا على ذلك، حملت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء ((وفا)) الحكومة الإسرائيلية كامل المسوؤلية عن تداعيات هذه الأعمال.
وطالب البيان الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا العدوان الإسرائيلي قبل فوات الأوان.
بدورها، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بيان إن ما تقوم به إسرائيل داخل الأقصى من خلال مسؤوليها السياسيين هو "انتهاك لقدسيته ولملكية المسلمين الخالصة له، فلا يحق لغيرهم ممارسة العبادة فيها، وهذا أمر يقتضي العمل بشكل جاد على إيقافه".
فيما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان من خطورة المسيرات الاستفزازية في البلدة القديمة من القدس المحتلة بقيادة الوزير المتطرف بن غفير.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فاعتبرت في بيان ما جرى "جريمة متصاعدة بحق المسجد وإمعان في العدوان الممتدّ على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته، واستفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان".
وزار بن غفير الأقصى عدة مرات منذ بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر2023، وكذلك منذ توليه منصبه في نهاية عام 2022.
ويعتبر الحرم القدسي عند اليهود الذين يطلقون عليه اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان مكانا مقدسا، فيما يقول الفلسطينيون إن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونما هو للمسلمين وحدهم.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.