عُقد منتدى دافوس الصيفي 2025 في تيانجين في الفترة من 24 إلى 26 يونيو الجاري. وحقق عدد الحضور في منتدى دافوس الصيفي لهذا العام رقمًا قياسيًا في السنوات الأخيرة، حيث جمع قادة سياسيين من دول عديدة وأكثر من 1700 ممثل من مختلف مناحي الحياة من أكثر من 90 دولة ومنطقة، مما يُظهر الإرادة المشتركة لجميع الأطراف للحفاظ على العولمة الاقتصادية ونظام التجارة الحرة، ويرسل إشارة قوية للتعاون المربح للجميع وتحقيق الإنجازات المشتركة.
قال ممثلو مجتمع الأعمال الذين شاركوا في المنتدى، إن الشركات ذات التمويل الأجنبي في الصين شهدت نموًا مستدامًا للاقتصاد الصيني لسنوات عديدة، وإن استقرار السياسات الصينية والتخطيط طويل الأجل لهما قيمة خاصة في الوضع العالمي الحالي مع تزايد عدم اليقين. وفي الآونة الأخيرة، ومع تنفيذ سياسات النمو المستقرة، أظهر الاقتصاد الصيني مرونة كبيرة، ورفعت العديد من المؤسسات الأجنبية مثل مورغان ستانلي ودويتشه بنك وغولدمان ساكس توقعاتها بشأن النمو الاقتصادي الصيني. ولقد أثبتت الحقائق مرارًا وتكرارًا أنه بفضل أهداف التنمية الواضحة، وتوجيهات التخطيط المتماسكة، وإجراءات الإصلاح الصارمة، والسياسات الاقتصادية الكلية العملية، لا تزال الصين تتمتع بالثقة والقدرة على الحفاظ على نمو اقتصادي سريع حتى في ظل تزايد الصدمات الخارجية. ويعتقد بورج براندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الإجراءات المتتالية التي اتخذتها الصين لضمان تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية بطريقة متينة لن تساعد في تحقيق هدف النمو الاقتصادي هذا العام البالغ نحو 5% فحسب، بل ستضع الأساس ويمهد الطريق للسنوات العشر المقبلة أيضاً.
تواصل الصين توسيع انفتاحها، وتسعى جاهدةً لخلق قصص مربحة للجميع في ظل ارتباطها الوثيق بالاقتصاد العالمي. وبصفتها ثاني أكبر سوق استهلاكية واستيرادية في العالم، يبلغ حجم استهلاك الصين قرابة 50 تريليون يوان، واستثماراتها أكثر من 50 تريليون يوان، ووارداتها أكثر من 20 تريليون يوان، مع إمكانات نمو هائلة في جوانب عديدة. وتفتح الصين أسواقها بنشاط على العالم، وتكثف تنفيذ استراتيجية توسيع الطلب المحلي، وتتخذ إجراءات خاصة لتعزيز الاستهلاك، مما يعزز نمو الصين لتصبح "قوة استهلاكية" واسعة النطاق، مستندةً إلى "قوة تصنيعية" متينة، مما سيفتح سوقًا متزايدة الاتساع للشركات من جميع أنحاء العالم. وقال ميريك دوسيك، المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن حجم الصين الاقتصادي وسوقها الاستهلاكية الشاملة لعبا دورًا هامًا في تطوير قوة إنتاجية جديدة، ومكّنا الصين أيضًا من لعب دور مهم في النظام البيئي الأوسع في آسيا. ومستفيدةً من التوسع المستمر للانفتاح الصيني، تعاونت المزيد من الدول مع الصين لمشاركة نتائج التنمية في التجارة والتكنولوجيا وغيرها من المجالات، مما وفر باستمرار مساحةً متزايدةً لعكس اتجاه تدهور التجارة الدولية وإضفاء المزيد من الثقة على الاقتصاد العالمي.
وفي هذا المنتدى، أصبح الابتكار التكنولوجي الصيني موضوعًا ساخنًا. وقد انطلقت الصين بنجاح في قيادة الابتكار الصناعي من خلال الابتكار التكنولوجي، وتعزيز التكرار التكنولوجي من خلال التحديث الصناعي، مما جذب انتباه جميع الأطراف. وتُشارك الصين تقنياتها الأصلية ومشاريعها المبتكرة مع العالم، وتدعم البحث والتطوير المشترك الدولي، وتشجيع التطبيقات، وتشجع الابتكار والتطوير في مختلف البلدان من خلال التعاون المفتوح. وأعرب العديد من ضيوف المؤتمر عن تطلعهم للعمل مع الصين لتعزيز التعاون في التقنيات الناشئة والتحول الصناعي وغيرها من المجالات، سعيًا وراء فرص تنمية جديدة. ويعتقد لي هي سوب، الأمين العام لأمانة التعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، أن الصين تُركز على الابتكار العلمي والتكنولوجي في مجالات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والصناعات الخضراء، لتعزيز تطوير قوة إنتاجية عالية الجودة، ولعب دور قيادي في بناء محركات النمو المستقبلية، ودعم الانتعاش الاقتصادي العالمي.
إن السير مع الصين يعني السير مع الفرص. والصين تتبنى بثبات العولمة الاقتصادية الشاملة، وتدعم التجارة الحرة والتعددية، وستعمل مع جميع الأطراف لحماية المصالح المشتركة في التعاون ذي المنفعة المتبادلة، وتحقيق النجاح المشترك في توسيع النمو، والمساهمة بقدراتها التنموية في تلبية احتياجات الاقتصاد العالمي.