الصفحة الرئيسية >> العالم

عراقجي: لم يتم التوصل إلى أي اتفاق لاستئناف المفاوضات مع أمريكا حتى الآن ولا نية حالياً لاستقبال غروسي

/مصدر: شينخوا/   2025:06:27.09:27

طهران 26 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء اليوم (الخميس)، أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق لاستئناف المفاوضات مع أمريكا حتى الآن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا نية حالياً لاستقبال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وأكد عراقجي، في برنامج "حوار إخباري خاص" أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق لبدء مفاوضات جديدة، بل لم يجرِ أي حديث عن التفاوض أصلاً، ولا توجد أي أرضية حالياً للمفاوضات، وفقا لوكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء الإيرانية.

وقال إن الدبلوماسية كانت حاضرة دائماً، قبل الحرب لتجنبها، وأثناء الحرب وبعدها، وطبعاً المفاوضات جزء من الدبلوماسية، وعندما نتحدث عن المفاوضات فهذا لا يعني بالضرورة التوصل إلى اتفاق، بل لإثبات الحجة.

وأضاف الدبلوماسية ما تزال قائمة، وتبادل الرسائل والحوارات مستمر، أما ما إذا كنا سنعود إلى المفاوضات مع أمريكا، فيجب تقييم الأمر، فالدبلوماسية مسألة ترتبط بحسابات الكلفة والفائدة، المهم هو مصالحنا، وإذا اقتضت مصالحنا، فسيُتخذ القرار المناسب.

وتابع عراقجي "لدينا تجربة أن أمريكا خانت أثناء المفاوضات، وهذا موضع اعتبار لدينا خلال تقييماتنا".

وفيما يخص العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطلب غروسي زيارة طهران، قال عراقجي "في الوقت الحالي، لا توجد خطة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستقبال غروسي، كما يجب دراسة مسألة وجود المفتشين بعناية، للتأكد من توافقها مع أحكام القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، وإذا ثبت هذا التوافق، فقد يُتخذ قرار بهذا الشأن".

وأضاف "في الوضع الراهن، ومع ما تعرضت له بعض المنشآت النووية من دمار، فإن عمليات التفتيش تعني عملياً جمع معلومات دقيقة حول حجم الأضرار".

وتابع إن الأضرار كانت كبيرة وجسيمة بشكل عام، لكن القرار النهائي بشأن هذا الموضوع يجب أن يُتخذ في إطار المجلس الأعلى للأمن القومي وضمن القوانين المحلية.

وحول المفاوضات السابقة مع الولايات المتحدة، قال عراقجي "قدموا مقترحاً تضمن بنوداً كثيرة لم تكن مقبولة بالنسبة لنا، ورفضناه. وأبلغناهم أنه مرفوض، وأننا سنقدّم مقترحنا في الجلسة التالية، لكن ذلك المقترح لم يصلهم لأن العدوان وقع".

وأضاف أنه منذ البداية، أوضحنا أن أي اتفاق محتمل يجب أن يقوم على ركيزتين: استمرار التخصيب في إيران ورفع العقوبات، ويمكن أن تكون هناك ركيزة ثالثة تتمثل في تقديم ضمان لعدم السعي نحو سلاح نووي، إذا توفرت هذه المحاور، فإمكانية التوصل إلى اتفاق قائمة، لكنهم يئسوا وغيّروا المسار.

وحول موضوع التخصيب والخطوط الحمراء الإيرانية، قال عراقجي "كل هذه الأمور قيد التقييم، الأضرار لم تكن قليلة، ونحن بصدد تقييمها، ونقوم بمراجعة سياستنا، ما يزال الوقت مبكراً للحُكم على وجود أرضية للتفاوض".

وتابع عراقجي "كان الملف النووي الإيراني يسير نحو حل سلمي، لكن الآن، مع اندلاع الحرب وسفك الدماء، تغيرت الظروف تماماً، ولم يعد من السهل التوصل إلى اتفاق كما في السابق".

وأضاف "الخطأ الأمريكي لم يساعد على حل الملف النووي، بل جعله أكثر تعقيداً وصعوبة .....".

وفيما يتعلق بسلوك الأوروبيين وتساؤله حول "أي طاولة مفاوضات؟"، قال عراقجي "من المؤكد أن هناك تساؤلاً: أي طاولة مفاوضات؟ أولئك الذين يقولون لنا "عودوا إلى طاولة المفاوضات"، عليهم أن يوضحوا: أي طاولة؟ في حديثي مع الوفد الأوروبي في جنيف، لم تكن هناك مفاوضات بالمعنى الدقيق، بل حوار، وكان هناك تواصل مشترك مسبقاً، وكانت النقاشات جادة وحادة، وتقرر أن نتحدث وجهاً لوجه".

وأكد عراقجي، في برنامج "حوار إخباري خاص"، إيران لم تقبل بوقف إطلاق النار لكنها أعلنت وقف العمليات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السياسة التي تم إقرارها كانت تنص على أنه إذا أوقف العدو هجماته دون شروط مسبقة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستنهي ردودها أيضاً، وفقا لوكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء الإيرانية.

وأضاف إن سبب هذه السياسة واضح، إذ إن الطرف المقابل هو من بدأ العدوان، وإيران كانت فقط تدافع عن نفسها. وبالتالي، مع توقف هجمات العدو، تنتفي الحاجة للدفاع.

وأوضح أنه في طريق العودة إلى طهران، تلقّي رسالة من الطرف المقابل تفيد بوقف الهجمات اعتباراً من الساعة الرابعة فجراً بتوقيت طهران، وتم إجراء التنسيقات اللازمة مع الجهات المعنية، وفي النهاية، أُبلغ الطرف المقابل أن إيران لا تقبل بوقف إطلاق النار، لكنها لن تواصل عملياتها طالما أوقفت إسرائيل هجماتها.

ولفت عراقجي إلى أن نظامين نوويين، أحدهما قوة عظمى تمتلك السلاح النووي، والآخر مدعوم من قبل دولتين تمتلكان السلاح النووي وربما أيضاً من بعض الدول الأوروبية، جميعهم اجتمعوا وخططوا لإجبار إيران والشعب الإيراني على الاستسلام، لكنهم فشلوا في مسعاهم.

وأكد "لقد صمدنا لسنوات طويلة من أجل ألا يُحرَم الشعب الإيراني من حقوقه النووية، وتحمّلنا أنواع العقوبات والضغوط".

وتابع، لقد طُبّقت سياسة "الضغوط القصوى" خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم تمّ تشديدها، استخدموا كل الوسائل، بما فيها التهديد والحوار، لحرمان الشعب الإيراني من حقوقه القانونية، لكن أياً من تلك الوسائل لم يفلح.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية في وقت سابق اليوم (الخميس) مقتل 627 شخصا وإصابة 4935 آخرين خلال الهجوم الإسرائيلي على البلاد.

وشنت إسرائيل في 13 يونيو الجاري هجوما واسعا ضد إيران دام 12 يوما لضرب برنامجها النووي، وهو ما ردت عليه طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل.

ودخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة بقصف ثلاثة مواقع نووية (فوردو ونطنز وأصفهان) في الجمهورية الإسلامية، التي قصفت قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر ردا على الهجوم الأمريكي قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب، عن وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل الثلاثاء الماضي.

صور ساخنة