باريس 4 يوليو 2025 (شينخوا) اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث تعهد الجانبان بالعمل معا على تعزيز التعددية وتقوية التنسيق في التصدي لصراعات الهيمنة والمواجهة بين التكتلات.
وخلال لقائهما في قصر الإليزيه، طلب ماكرون من وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، نقل أطيب تمنياته وتحياته الودية إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأشار ماكرون إلى أن فرنسا والصين تتقاسمان توافقا واسعا حول العديد من القضايا الهامة، من بينها مناصرة التعددية والالتزام بالقوانين الدولية. وأن فرنسا والصين، وهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، تتحملان مسؤوليات أكبر في ظل ما يشهده عالم اليوم من تحديات تتمثل في تزايد حالة عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ.
وقال ماكرون إن الجانب الفرنسي يتطلع إلى تعزيز تنسيق السياسات مع الصين بشأن القضايا الدولية المتعلقة بالاقتصاد والمالية والحوكمة العالمية، والعمل معا على مواجهة التحديات العالمية، وضخ المزيد من الحيوية في التعددية، والحيلولة دون انزلاق العالم في صراعات الهيمنة والمواجهة بين التكتلات.
وذكر أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والصين اتخاذ خيارات إستراتيجية تمكن كل منهما من أن يكون صديقا وشريكا موثوقا به ويمكن التنبؤ به بالنسبة للطرف الآخر، وذلك في إطار الذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. كما يولي الجانب الفرنسي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الفرنسية-الصينية ويرحب بقدوم المزيد من الاستثمارات الصينية إلى فرنسا لتطوير علاقة اقتصادية وتجارية أكثر توازنا.
وأعرب عن أمله في زيارة الصين مرة أخرى في الوقت المناسب.
من جانبه، نقل وانغ تحيات الرئيس شي الحارة إلى ماكرون، مشيرا إلى أن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا لتنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، والإعداد للتبادلات رفيعة المستوى في المرحلة المقبلة، وتعميق التعاون في جميع المجالات.
وأشار وانغ إلى أن الصين وفرنسا شريكتان إستراتيجيتان شاملتان وقوتان رئيسيتان لتحقيق الاستقرار في العالم، مؤكدا أنه كلما ازداد اضطراب الوضع الدولي، زادت القيمة الإستراتيجية للعلاقات الصينية-الفرنسية.
وقال وانغ إن الصين ترى أن مسار التعددية القطبية لا يمكن وقفه، وأن العولمة لا رجعة فيها، مشددا على ضرورة اغتنام الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة كفرصة لمواصلة تعزيز الدور الجوهري للأمم المتحدة وضمان اضطلاعها بدورها الواجب.
وأضاف أن الصين على استعداد لتدعيم التواصل الإستراتيجي والتعاون المتكامل مع فرنسا، والممارسة المشتركة للتعددية، ومعارضة التنمر الأحادي، ومقاومة المواجهة بين التكتلات، من أجل ضخ المزيد من اليقين والقدرة على التنبؤ في عالم يشهد تغيرات واضطرابات، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع، والعمل معا لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وذكر أن الصين تمضي قدما في تحقيق تنمية عالية الجودة، وتلتزم ببناء نظام اقتصادي منفتح جديد على مستوى أعلى، وتهيئة بيئة أعمال ذات مستوى عالمي تكون موجهة نحو السوق، وقائمة على القانون، ومتسمة بالانفتاح الدولي، بالتوازي مع العمل النشط على دفع إستراتيجية توسيع الطلب المحلي.
وتابع قائلا إن الصين على استعداد لتعميق التعاون متبادل المنفعة مع فرنسا، وتأمل أن يوفر الجانب الفرنسي بيئة أكثر ملاءمة وعدلا أمام الشركات الصينية للاستثمار والعمل في فرنسا.
ونوه وانغ إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي توصلا إلى حل لمسألة مشروب البراندي من خلال مشاورات ودية، معربا عن أمله في أن تضطلع فرنسا، باعتبارها قوة كبرى جوهرية في الاتحاد الأوروبي، بدور في حث جانب الاتحاد الأوروبي على معالجة النزاعات التجارية والاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي بشكل مناسب والاستجابة بفعالية لشواغل الصين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، والوضع في غزة، والقضية النووية الإيرانية وغيرها من المواضيع.