الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

السياحة الريفية في الصين، من بيع المنتج إلى التجربة الثقافية الغامرة

السياحة الريفية في الصين، من بيع المنتج إلى التجربة الثقافية الغامرة

11 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ على مدار السنوات الخمس الماضية، عاشت يانغ تشنغلان، وهي شابة من قومية دونغ من مواليد الثمانينيات، تحوّلا جذريا في مسار عملها. فمن داخل قريتها الجبلية في جنوب غرب الصين، انتقلت من مجرد "بيع المنتجات" إلى "تسويق أنماط الحياة". وصنعت لنفسها قصة ملهمة تعبّر عن روح الابتكار والتجديد في السياحة الريفية المعاصرة.

تقول يانغ، التي تقيم بقرية فنغدينغ لقومية دونغ بمقاطعة قويتشو: "في السابق كنت أبيع أقشمة وملابس قومية دونغ التقليدية، أما اليوم فأصبحت أسوق على تجربة ثقافية كاملة. أتيح فيها للزوار القدوم إلى الجبال والغوص في نمط حياة دونغ الأصيل."

هذا التحول لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة لتغيرات واسعة في سلوك المستهلك والسوق المحلي. ففي عام 2016، عادت يانغ إلى قريتها بعد سبع سنوات من العمل خارج البلدة، وأطلقت مشروعها الخاص مستفيدة من المهارات التي ورثتها عن نساء قومية دونغ في صناعة الأقمشة المطرزة والملابس التقليدية. وقادت فرقا من النساجين والمطرزين والصباغين المحليين، ونجحت في تجاوز مبيعات سنوية بلغت مليون يوان.

ومع مرور الوقت، لم تكتف يانغ بالإنتاج، بل أسست ورشا تفاعلية لصناعة وصباغة قماش قومية دونغ، ولتجربة ارتداء الأزياء العرقية. وتمكنت هذه الورش من استقطاب الطلاب والسياح والتجار من مختلف أنحاء الصين. ليعيشوا تجربة الحياة الجبلية التقليدية، مقابل رسوم تبدأ من 100 يوان وتصل إلى عدة مئات وسط إقبال لافت.

وتضيف يانغ بأن المستهلكين اليوم باتوا يهتمون أكثر بالتجربة، وليس فقط بالمنتج. ومن خلال ورش العمل، يعيش الزوار تفاصيل الحياة اليومية في القرى الجبلية، ويعودون حاملين معهم منتجاتنا وذكريات فريدة.

هذا التوجه الجديد ساهم في تعزيز المبيعات، حيث بلغ متوسط الدخل السنوي في العامين الأخيرين ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين يوان.

ويقول وو تشيلين، أحد سكان مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان، والذي زار قويتشو مرارا لمتابعة فعاليات "دوري القرى الممتاز" لكرة السلة: "نحن لا نأتي فقط لمشاهدة مباريات كرة السلة التي تنبض بالحيوية والثقافة المحلية، بل لنغوص في العادات والتقاليد التي تعكس نمط حياة صحيا ومستداما."

وتعكس البيانات الرسمية هذا التوجه بوضوح، حيث أفادت وزارة الثقافة والسياحة الصينية بأن عدد زوار السياحة الريفية قد بلغ 707 ملايين خلال الربع الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 8.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما بلغ إجمالي الدخل الناتج عن هذه السياحة 412 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 5.6%. ويعزى هذا النمو إلى تطلع الناس إلى حياة ريفية أصيلة ومليئة بالمعنى.

ومن "بيع المناظر الطبيعية"، إلى "بيع المنتجات"، وصولا إلى "تسويق نمط الحياة"، تمر السياحة الريفية في الصين بتحوّل نوعي يستجيب لتطلعات المستهلكين المتغيرة. وفي هذا السياق، يقول يانغ لو، نائب مدير مكتب الثقافة والسياحة في مقاطعة رونغجيانغ، " يجب أن لايكتفي السياح بالاستمتاع بالمناظر الخلابة، بل ينبغي أيضا تعزيز تجربة المستهلك لديهم، وتقديم محتوى يحمل قيمة إنسانية وثقافية عميقة."

صور ساخنة