الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

تقرير إخباري: بدء سريان وقف إطلاق النار في السويداء السورية

/مصدر: شينخوا/   2025:07:17.09:33

دمشق 16 يوليو 2025 (شينخوا) دخل وقف إطلاق النار الهش في محافظة السويداء جنوبي سوريا حيز التنفيذ مساء اليوم (الأربعاء) بالتزامن مع بدء انسحاب قوات سلطة الدفاع وانتشار قوى الأمن الداخلي في أنحاء المدينة عقب أيام من المواجهات الدامية، بحسب وسائل إعلام رسمية.

وجاء الانسحاب من السويداء بعد ساعات فقط من تنفيذ طائرات حربية إسرائيلية سلسلة من الضربات الجوية على العاصمة دمشق، في خطوة قالت إسرائيل إنها تأتي دعما للطائفة الدرزية في السويداء.

وشهدت السويداء ذات الغالبية الدرزية اشتباكات منذ يوم الأحد الماضي بعد أن هاجم مسلحون من البدو شابا درزيا قرب بلدة المسمية على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، مما أشعل موجة من عمليات الخطف المتبادل والانتقام.

وتطور الأمر بعد ذلك، مع إرسال سلطتي الدفاع والداخلية قوات إلى المحافظة، وتصاعدت حدة الأحداث سريعا إلى مواجهات مفتوحة.

وأسفرت الاشتباكات والعمليات الميدانية والضربات الإسرائيلية منذ الأحد عن مقتل ما لا يقل عن 302 شخص، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتوصلت السلطات السورية وقيادات روحية درزية إلى اتفاق ينص على وقف كامل لإطلاق النار، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإعادة دمج السويداء بالكامل ضمن سلطة الدولة السورية، حسب ما أعلنته سلطة الداخلية.

كما ينص الاتفاق على نشر حواجز أمنية داخل المدينة يديرها أبناء المحافظة، وتشكيل لجنة رقابة مشتركة من الجهات الرسمية والمشيخة لمراقبة التنفيذ.

وأكد المرجع الروحي الأعلى للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ يوسف جربوع، التوصل إلى الاتفاق، داعياً إلى الالتزام به.

غير أن الشيخ البارز حكمت الهجري، رفض الاتفاق في بيان منفصل، معتبرا أن القتال مشروع ويجب أن يستمر حتى "تطهير السويداء من القوات الحكومية والمليشيات المسلحة"، حسب وصفه.

وسبق سريان الهدنة، تصعيد خطير تمثل بشن الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع حساسة وسط العاصمة دمشق.

وأفادت تقارير محلية بأن خمسة صواريخ على الأقل استهدفت مبنى قيادة الجيش وسلطة الدفاع في ساحة الأمويين، إضافة إلى محيط قصر الشعب الرئاسي.

وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام المحلية دمارا واسعا وأعمدة دخان تتصاعد من قلب العاصمة.

وأعلنت سلطة الصحة مقتل مدني واحد وإصابة 19 آخرين، فيما لحقت أضرار جسيمة بمبنى القيادة وعدد من المؤسسات المجاورة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات استهدفت مواقع "أُطلقت منها عمليات ضد الطائفة الدرزية"، مشيرا إلى أن الهدف منها هو "ردع العدوان وحماية المجتمعات الضعيفة".

من جانبها، أدانت الخارجية السورية الهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بـ"الاعتداء السافر على السيادة السورية وانتهاك صارخ للقانون الدولي".

فيما قالت سلطة الدفاع في بيان منفصل إن "ما حدث اليوم من إسرائيل جاء مغايرا لتوقعاتنا"، في إشارة إلى الآمال التي كانت معقودة على الهدنة للتهدئة.

وكانت محافظة السويداء قد بقيت نسبياً بمنأى عن النزاع السوري خلال السنوات الماضية، لكنها شهدت حالة من الانفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة، وسط مطالب متزايدة من أبناء الطائفة بالحكم الذاتي والحماية من التهميش السياسي والديمغرافي.

صور ساخنة