الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

تقرير إخباري: شركات أجنبية تتطلع إلى سوق إعادة الإعمار في سوريا وسط وجود تحديات

/مصدر: شينخوا/   2025:10:31.09:07
تقرير إخباري: شركات أجنبية تتطلع إلى سوق إعادة الإعمار في سوريا وسط وجود تحديات

دمشق 30 أكتوبر 2025 (شينخوا) مع اتخاذ سوريا خطوات مبكرة نحو إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب، توافدت مئات الشركات الأجنبية والمحلية على دمشق لاستكشاف ما يصفه الكثيرون بفرصة هائلة وتحدٍّ جسيم في آن واحد، وهو إحياء البنية التحتية المدمرة للبلاد.

وخلال هذا الأسبوع، افتتح في العاصمة السورية دمشق، المعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا "إعمار 2025" في مدينة المعارض بمشاركة 260 شركة من 23 دولة، برعاية السلطات السورية المعنية بالاقتصاد والصناعة والطاقة والأشغال العامة.

ويمثل هذا الحدث منصة استراتيجية للتعاون الاقتصادي والاستثمار، مسلطا الضوء على مشاريع وخطط جديدة مرتبطة بمرحلة إعادة الإعمار التي طال انتظارها في البلاد، مع التركيز على الطاقة والصناعة والبناء والبنية التحتية.

بالنسبة للعديد من العارضين، يُمثل الدمار الذي شل المدن والمرافق وشبكات النقل في سوريا فرصة نادرة للمساهمة والاستثمار في إعادة إعمار البلاد.

وصرح نائب رئيس المبيعات والتسويق في شركة ((إلكتريك هاوس)) السعودية مصطفى البارودي، لوكالة أنباء (( شينخوا))، بأن سوريا بلدٌ مُدمرٌ على مدى سنوات، وعانى من مشاكل كبيرة في البنية التحتية، ويُمثل الوضع الحالي فرصةً سانحةً، لأن سوريا اليوم تعاني من انعدام الخدمات، وهنا نرى الفرصة، لنكون موردًا رئيسًا للمواد اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد.

وأشار البارودي، مع ذلك، إلى أن نقص الخدمات والبنية التحتية العاملة ما يزالان يُمثلان العقبة الرئيسة أمام الاستثمار، قائلا إن "التحدي الأكبر هو أيضًا نقص الخدمات، البنية التحتية نفسها هي العقبة الرئيسية أمام أي استثمار".

كما أعرب ممثلو شركة ((فلات جلاس)) السعودية عن تفاؤلهم بإمكانية ازدهار الصناعات المرتبطة بإعادة الإعمار في سوريا.

وقال مدير قسم المبيعات في الشركة المتحدة للزجاج المسطح السعودية صهيب زياد أبو الرقيع، لـ((شينخوا))، "هذه فرصة لجميع الشركات، وليست لشركتنا فقط، مواد البناء ومواد إعادة الإعمار هي أساس هذا المعرض، إنه معرض لإعادة الإعمار، يعتمد جزء من إعادة الإعمار على منتجاتنا، لذا فهي بطبيعة الحال فرصة لنا ولشركات البناء والتشييد الأخرى لدخول سوريا، كبادرة حسن نية ونشاط تجاري".

ومع ذلك، تواجه الشركات عقبات متعددة، بدءًا من الحواجز الأمنية وصولًا إلى سوق ما يزال يبحث عن موطئ قدم له بعد سنوات من الصراع.

وقال أبو الرقيع إن "التحديات التي نواجهها هي أن الناس لا يعرفوننا بعد".

وتابع "لقد جئنا إلى هذا المعرض، لعرض منتجاتنا والتواصل مع الناس، ولإظهار أننا هنا ومستعدون لتوفير ما هو مطلوب".

وينظر مستثمرون آخرون إلى إعادة إعمار سوريا ليس فقط كقضية إنسانية، بل كفرصة تجارية كبرى، وقال محمد نور الراعي، المهندس الكيميائي في شركة ((سيراميك)) الرياض، ومقرها المملكة العربية السعودية، لـ((شينخوا)) "ستشهد السوق السورية، في مرحلة إعادة الإعمار، نشاطًا وطلبًا هائلين.

وتابع "لن تتمكن المصانع المحلية من تلبية ذلك، لذا هناك فرصة حقيقية للمصنعين السعوديين، بصفتهم منتجين مجاورين يتمتعون بقدرات إنتاجية كبيرة، للمساعدة في تغطية احتياجات السوق السورية".

وأشار الراعي إلى أن "التحديات بالنسبة لنا تتمثل في المسافة الطويلة، وصعوبة نقل البضائع، والإجراءات الحدودية والجمركية".

بينما تأمل السلطات السورية في استقطاب شركاء دوليين لتسريع إعادة الإعمار، يقول الخبراء إن العقوبات طويلة الأمد، والقيود التمويلية، والفجوات اللوجستية ما تزال تُعقّد الاستثمار واسع النطاق، ومع ذلك، تُسلّط فعاليات مثل "إعمار 2025" الضوء على استعداد متزايد لدى الشركات الإقليمية - وخاصة من دول الخليج - لإعادة الانخراط اقتصاديًا مع سوريا.

صور ساخنة