ستيفن نديجوا/ باحث دكتوراه في العلاقات الدولية، نيروبي، كينيا
26 نوفمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصبحت سردية "مشروعٌ ضخمٌ للبنية التحتية في أفريقيا ليس رمز للتقدم، بل كقصة تحذيرية من الافتراس" مألوفةً بشكلٍ مُرهِق. وضخمت وسائل الإعلام الغربية هذا الموضوعَ مؤخرًا، على سبيل المثال، نُشر مقالان في مجلة منتدى الدفاع الأفريقي بعنوان "كينيا تُعاني ضائقة مالية بسبب قروض السكك الحديدية القياسية (SGR) الصينية" و"مبادرة الحزام والطريق الصينية تُكشَف تهديد اقتصادي وبيئي".
بصفتي متابع لمسيرة كينيا التنموية عن كثب، أجد هذا الوصف ليس تبسيطيًا فحسب، بل يتناقض جوهريا مع الواقع. وإن الادعاء بأن خط سكة حديد مومباسا-نيروبي القياسي في كينيا هو بمثابة "فخ"، هو تجاهل لطموحات كينيا السيادية والفوائد الملموسة والقابلة للقياس التي يحققها هذا المشروع الوطني بالفعل.
يعد وصف بعض وسائل الإعلام الغربية لكينيا على أنها مُخدوعة ومُثقلة بالديون، بعيد كل البعد عن الحقيقة، حيث أن خط السكك الحديدية القياسية (SGR) في كينيا لم يكن مُدبّرا في عاصمة أجنبية وفُرض على مُتلقٍّ سلبي، بل كان الركيزة الأساسية لخطة التنمية الكينية "رؤية 2030"، وهو استراتيجية سيادية لمعالجة عجزٍ حرج في البنية التحتية أعاق النمو الاقتصادي لعقود، وإن الخط القديم المُتهالك الذي حلّ محله عقبةً أمام ازدهار الأمة، وكان استبداله ضرورةً وطنية. وإن تصوير هذا الخيار الاستراتيجي المُتعمّد على أنه "فخ" هو تجاهل للفاعلية الكينية ورؤيتها المستقبلية.
علاوة على ذلك، تنهار رواية "فخ الديون" عند أدنى تدقيق. وتُظهر تقارير ديون الخزانة الوطنية الكينية باستمرار محفظة متنوعة. ووفقًا لأحدث البيانات الشاملة، فإن الغالبية العظمى من ديون كينيا الخارجية مستحقة لمؤسسات متعددة الأطراف وحاملي سندات تجارية. ورغم أن قرض بنك التصدير والاستيراد الصيني لخط السكك الحديدية القياسية (SGR) كبير، إلا أنه يُشكل مكونًا واحدًا ضمن استراتيجية مالية أوسع نطاقًا وأكثر إدارة.
إن تقييمات صندوق النقد الدولي لاستدامة ديون كينيا، مع تحذيرها من المستويات العامة، لم تُحدد قط خط السكك الحديدية القياسية (SGR) كالتزام معزول واستغلالي. وهذه صورة مالية دقيقة، وليست صورة كاريكاتورية لعبودية ديون متجانسة.
لكن ما يفشل فيه السرد الغربي بشكل واضح هو تجاهله للإنجازات الملموسة لخط سكة حديد مومباسا-نيروبي. فمنذ إطلاق خط مومباسا-نيروبي في يونيو 2017، حقق المشروع نجاحًا باهرًا. وبحلول يونيو 2025، نقل قطار ماداراكا إكسبريس بأمان أكثر من 15 مليون مسافر.
والأمر الأكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد هو أن خط السكك الحديدية نقل ما يقرب من 40 مليون طن من البضائع خلال الفترة نفسها. وهذه ليست إحصائية مجردة، بل تمثل آلاف الشركات التي أصبحت تتمتع الآن بشبكة لوجستية موثوقة وعالية السرعة، مع تقليص أوقات النقل من أكثر من 48 ساعة برًا إلى رحلة متوقعة مدتها ثماني ساعات بالسكك الحديدية. ويمثل هذا تعزيزًا مباشرًا وقابلًا للقياس للقدرة التنافسية الوطنية. وقد كان إطلاق خط نيروبي-نيفاشا اللاحق في أكتوبر 2019 خطوة استراتيجية لإطلاق العنان للإمكانات الصناعية لوادي ريفت.
وحتى في ما يتعلق بالبيئة، فإن النقاد انتقائيون في اختيار الحقيقة. لم تتجاهل المخاوف المتعلقة بمنتزه نيروبي الوطني، بل عولجت بإجراءات تخفيفية كبيرة ومكلفة: شُيّدت جسور للحياة البرية بتكلفة إضافية بلغت 12% للحفاظ على مسارات هجرة الحيوانات. وهذه الخطوة الاستباقية، إلى جانب دور مشروع SGR في إبعاد آلاف الشاحنات الملوثة عن طرقنا السريعة، تُعتبر المشروع إضافة إيجابية صافية للبصمة البيئية لكينيا.
باختصار، إن خط سكة حديد مومباسا-نيروبي القياسي ليس تهديدًا وهميًا، بل هو طريق ذو نتائج ملموسة. لقد خدم ملايين المواطنين وعزز التجارة الإقليمية منذ عام 2017. وهو ثمرة شراكة استراتيجية بين كينيا والصين، مبنية على المصلحة المشتركة. ويسير خط السكك الحديدية بخطى ثابتة، ويحمل طموحات الأمة على قضبانه. وينبغي أن نحتفي بهذا الإنجاز الوطني الضخم على حقيقته: خطوة جريئة نحو المستقبل الذي تبنيه كينيا لنفسها.



الصين تصدر تميمة عام الحصان
زفاف صديق للبيئة: المحاصيل بدلا من الورود والهدايا جاهزة للالتقاط
جينهوا، تشجيانغ: استخدام روبوتات التفتيش والنقل الذكية للصوب الزراعية رسميًا
هامي، شينجيانغ: حيوانات صغيرة "تنمو" من ثقوب الأشجار
عاملات النظافة في جامعة داليان للغات الأجنبية يبدعن مظلّات مصنوعة من الجنكة
شينغان، جيانغشي: حصاد الفطر الأسود
"ياقوت أمريكا الشمالية" يتجذر في بلدة صغيرة في الصين
خفي، الصين: أول روبوت تعليمي بشري بالحجم الكامل في العالم يُدرّس فصلًا دراسيًا
ذرة الزينة في يوننان، حبّاتها مثل الأحجار الكريمة
تسليم أول سفينة نقل ركاب كبيرة الحجم تعمل بالوقود المزدوج إلى إيطاليا
طيار يتجول بمركبته الصغيرة فوق ساحة بهانغتشو
ثمار الموز في قوانغشي تبدأ دخول الأسواق