مقابلة: الأمين العام لمنتدى بوآو الآسيوي: التعاون الإقليمي أصبح أكثر أهمية في ظل الاضطرابات

الرياض 29 نوفمبر 2025 (شينخوا) أكد الأمين العام لمنتدى بوآو الآسيوي تشانغ جيون، أنه مع مواجهة العالم سلسلة من التحديات الجسيمة، أصبح التعاون الإقليمي أكثر أهمية، حيث لا يساعد على مواجهة الضغوط الناتجة عن الأحادية والحمائية فحسب، بل يعزز أمن سلاسل الصناعة والإمداد وتنويعها واستقرارها أيضا، مما يقوي صمود الاقتصاد الإقليمي.

وجاءت تصريحات تشانغ، يوم الخميس في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش مؤتمر الرياض لمنتدى بوآو الآسيوي 2025، الذي عقد يومي الأربعاء والخميس في العاصمة السعودية.

وقال تشانغ، إن العالم يشهد تغييرات وتحولات عميقة. فمن جهة، لا تزال الأنشطة الاقتصادية والتجارية العالمية تحت الضغوط الناتجة عن الأحادية والحمائية، حيث أصبح أمن سلاسل الصناعة والإمداد واستقرارها أولوية مشتركة لجميع الدول. ومن جهة أخرى، يدخل الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من التحول، مع استمرار ظهور محركات نمو جديدة تمثلها الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر، مما يخلق فرصا جديدة للتعاون الإقليمي والتحول الاقتصادي.

وتابع : "من خلال عقد هذا المؤتمر، نأمل في تشجيع جميع الأطراف على تعزيز التضامن والتعاون، ومواجهة التحديات معا، وضمان الأمن الاقتصادي واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وفي الوقت نفسه، بذل جهود مشتركة لتعزيز صمود الاقتصاد الوطني والإقليمي من خلال التنمية المتنوعة في ظل التحول الاقتصادي العالمي، بما يتيح استكشاف مساحات وإمكانات أكبر للتنمية."

وركز مؤتمر الرياض للمنتدى هذا العام على عنوان "التحول نحو التنويع الاقتصادي الإقليمي والتنمية المستدامة".

وقد حضر الحدث أكثر من 300 شخصية من الأوساط السياسية والاقتصادية والأكاديمية، يمثلون أكثر من عشر دول ومناطق وعددا من المنظمات الدولية، بما في ذلك بان كي-مون، رئيس منتدى بوآو الآسيوي والأمين العام السابق للأمم المتحدة، للمشاركة في مناقشات حول مواضيع مثل صمود الاقتصاد الإقليمي، التحول في مجال الطاقة والتنمية المستدامة.

وأوضح تشانغ أن المشاركين اتفقوا على نطاق واسع على أن الالتزام بالتنمية المفتوحة هو النهج الصحيح لمواجهة التحديات العالمية. فالانفتاح لا يعني فقط فتح الأسواق، بل يعكس أيضا مبادئ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، بالإضافة إلى الشمولية والتعلم المتبادل والتعاون المربح للجميع، ومعارضة الأحادية والحمائية بحزم.

وأضاف: "كما أدرك المشاركون أن تحول الاقتصاد العالمي هو اتجاه لا رجوع عنه، ولذلك دعوا إلى زيادة الاستثمار في الصناعات المستقبلية والناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، الاقتصاد الأخضر والطاقة الجديدة لتعزيز الصمود الاقتصادي واستكشاف مساحات جديدة للتنمية."

وأشاد المشاركون بمساهمات الصين في تعزيز التعاون المفتوح، ودفع الحوكمة الاقتصادية العالمية، ودفع التحول في مجال الطاقة.

وقال تشانغ إن العديد من المتحدثين أكدوا أن الصين، بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تلتزم بثبات بالتعددية، وتتبع مسار التنمية المفتوحة، وقد اتخذت سلسلة من الإجراءات لتوسيع الانفتاح عالي المستوى، ما يرسل ثقة ورسائل إيجابية إلى العالم.

وتابع "كما شارك بعض العلماء ورجال الأعمال السعوديين تجاربهم في التعاون مع الصين، مؤكدين أن التعاون المستقبلي يحمل وعودا كبيرة. وأشاروا إلى قمة الآسيان-الصين-مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في مايو من هذا العام، معتبرين أنها مبادرة استراتيجية مهمة للغاية."

وأضاف أن تعزيز التعاون الثلاثي بين الصين والآسيان ومجلس التعاون الخليجي سيوفر فرصا جديدة لتحسين إطار التعاون الإقليمي وتعزيز التعاون متبادل المنفعة بين جميع الأطراف.

ومن المقرر عقد المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2026 في الفترة من 24 إلى 27 مارس المقبل في بلدة بوآو في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين.

وقال تشانغ إن المشاركين أكدوا بالكامل على الدور الهام للمنتدى، مشددين على أنه في ظل الظروف الحالية "سيلعب دورا أكبر في مساعدة جميع الأطراف على فهم التطورات الجديدة بشكل أفضل، وخلق فرص جديدة وتوسيع مجالات التعاون الجديدة، بما يحقق التنمية المشتركة ويبني مستقبلا أفضل معا". /نهاية الخبر/