القيادة الآلية للسيارات "تدق أبوابنا"

سيارة القيادة الآلية لشركة غوغل

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 23 يوليو عام 2013 – الصفحة رقم 22

قال محللون من بنك أمريكا للإستثمار وشركة بايبر جافراي أن سيارات القيادة الآلية ستحقق 240 مليار دولار كقيمة إنتاج سنوية خلال الفترة القادمة. ورغم أن سيارات القيادة الآلية لاتزال شيئا نادرا في الوقت الحالي، إلا أنها ستصبح مظهرا عاديا بحلول عام 2020. وذكر تقرير صادر عن وكالة كي بي أم جي للمحاسبة أن القيادة الآلية ستحدث ثورة جديدة في السيارات خلال القرن الـ 21.

كما من الممكن تسمية سيارات القيادة الآلية بالسيارات الذكية أو السيارة الروبوت. وقد بدأت الأبحاث المتعلقة بهذا النوع من السيارات في ثمانينات القرن الماضي. وفي سنة 1995 أجرت جامعة كارنجغي ميلون الأمريكية تجربة "عبور أمريكا بالسيارة دون اعتماد الأيدي في القيادة"، حيث قطعت السيارة مسافة 4600 كلم. وتم التحكم في المقود من خلال شبكة عصبية إصطناعية، لكن بقي المسرع والكابح في حاجة تحكم السائق. وفي سنة 2004، قامت وكالة الأبحاث المتقدمة التاب لوزارة الدفاع الأمريكية برصد جوائز لتشجيع مصنعي السيارات الأمريكيين على تطوير أنظمة القيادة الآلية.

وفي الوقت الحالي قام غالبية مصنعي السيارات العالميين المشهورين بإختبارات على سيارات القيادة الآلية، كما قاموا بتحديد أهداف متوسطة وطويلة المدى. وفي سنة 2010، إعترفت شركة غوغل لأول مرة بأن سيارة القيادة الآلية التي قامت ببحثها وتطويرها قد أنهت إختبارات إمتدت على 220 ألف كلم. أما مجموعة دايملر فقد حازت على قدرات القيادة الآلية لسيارات مرسيدس بنز مستوى S من نسخة العام 2013، حيث يمكنها رفع السرعة والتوقف أو السماح للمرجل بالعبور بطريقة آلية حتى أثناء الزحام.

وتحتاج سيارات القيادة الآلية إلى إمتلاك نظامين: أولا، نظام التحسس الذكي، وثانيا التحكم الذكي، وقد وصل هذان الصنفان من التكنولوجيا إلى مرحلة النضج في الوقت الحالي. حيث يمكن لنظام التحسس من خلال الكاميرات، والرادارات وآشعة الليزر تتبع السيارات ومن ثم التحكم في السيارة. ويمكن للمسطرة الليزرية قيس المسافات مقارنة بالسيارات الأمامية والخلفية بدقة عالية، كما يمكن لنظام التموقع العالمي تحديد موقع وتوقيت السيارة على الكرة الأرضية، حيث لايتجاوز مدى الخطأ 10 سمنتميترات. أما الخارطة الرقمية فتقوم بتحويل البيانات الفعلية إلى خارطة إفتراضية.

وبالمقارنة مع القيادة التقليدية، تمتلك القيادة الآلية العديد من الإيجابيات: أولا، السلامة: حيث تعد حوادث الطرقات خامس أكبر مصدر للموت بالنسبة للبشرية، في حين تمتلك سيارات القيادة الآلية القدرة على تجنب الحوادث المرورية، وبإمكانها تخفيض هذه الحوادث إلى مستوى الصفر. ثانيا، الإقتصاد في الموارد: يستغرق كل أمريكي ساعة واحدة للذهاب والعودة من العمل، في حين أن سيارة القيادة الآلية، إلى جانب كونها ترفع من جودة حياة الإنسان، تمكن أيضا من تخفيض وقت الزحام المروري ووقت البحث عن مكان لركن السيارة، كما تعد أكثر صداقة للبيئة.

ويشير المختصون إلى أن معضلة سيارات القيادة الآلية تكمة أساسا في تكلفتها المرتفعة وليست في المشاكل التقنية، بل في المشاكل القانونية ونفسية الناس. فمن سيتحمل المسؤولية في حالة وقوع حادث مروري؟ هل يتحملها مُصنع السيارة أم مُصنع نظام القيادة الآلية، أم الأجهزة الحكومية المسؤولة على حماية المواصلات؟ من جهة أخرى لايزال من الصعب على الإنسان تقبل مشهد القيادة الآلية للسيارة وسط أمواج السيارات. لكن تقرير "كي بي آم جي" يعتقد بأن السوق إلى جانب أنه سحتضن القيادة الآلية خلال المستقبل، ستكون القيادة الآلية أيضا أحد قوى دفع نمو صناعة السيارات. حيث من المتوقع أن يحل عهد السيارات الآلية بسرعة أكثر مما نتوقعها.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/