تحليل: إختفاء الطائرة الماليزية ينبه بضرورة تحديث منظومة الصندوق الأسود

بعد إختفاء طائرة MH370 التابعة للطيران الماليزي، قامت الصين والعديد من الدول الأخرى بإرسال عدد كبير من السفن الحربية والطائرات للقيام بمهام البحث، كما تم إستعمال العديد من المنشآت والبحرية والبرية والجوية والفضائية. لكن مرت إلى حد الآن 5 أيام على اختفاء الطائرة، ولم يتم العثور على أي أثر.

ومع تقدم الوقت، وانتظار الجميع حدوث معجزة، هناك سؤال يحوم في رؤوس الكثيرين: كيف يمكن أن تختفي طائرة بمثل هذا المستوى التقني وهذا الحجم مابين السماء والبحر دون أن تترك أي أثر؟ كيف يمكن ألا تتوصل كل هذه الجهود الضخمة التي خصصت للبحث إلى خيط موثوق؟ أما السؤال الآخر فهو: كيف يمكن تجنب تكرار هذا الحادث الخطير؟

بالنظر إلى البيانات التي تم الكشف عنها إلى حد الآن، فإن هذا الحادث يقرع جرس الإنذار لشركات الطيران في نقطتين على الأقل.

أولا، ضرورة تحديث منظومة الصندوق الأسود

تحتوي الطائرات العصرية في الوقت الحالي على جملة من الضمانات الأمنية وأنظمات الملاحة ومنشآت ومنظومات الإتصال، بما في ذلك نظام معالجة إتصالات وتقارير الطائرة (ACARS). مثلا، في حادث سقوط طائرة إيرباص 447 التابعة للخطوط الفرنسية في المحيط الأطلسي في عام 2009، قام نظام الطائرة بإرسال 24 رسالة حول "الأحداث" التقنية قبل 4 دقائق من الحادث. وفي كل حادث أو مشكلة طيران، يتم اللجوء إلى الصندوق الأسود لمعرفة ماذا حدث بالضبط. والآن بعد مضيى أكثر من 100 ساعة على اختفاء الطائرة الماليزية، لايزال الجميع لايعرفون بالضبط متى وأين وقع الحادث، وهذا يدل على أن البيانات المتعلقة بأمن الطيران وسلسلة المنشآت، قد لاتنفع في وقت الحاجة.

في عالمنا الحالي، يمكن تحديد الموقع من خلال الهاتف، ناهيك عن تكنولوجيا التحكم عن بعد في الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية، فهل عجز الطيران المدني على تطوير نظام للمراقبة وإرسال المعلومات أكثر فعالية؟ وفي هذا السياق قال بعض الطيارين المدنين، بعد إختفاء الطائرة الماليزية MH370، أنه ينبغي تحديث الصندوق الأسود التقليدي الى الذي ينقل ويخزن المعلومات فوريا من خلال نظام الأقمار الصناعية، وهذه التقنية قيد الاستخدام وينبغي تحسينها وتعميمها. من جهة أخرى، يجب الإسراع في توحيد منظومة التموقع العالمي لطائرات الطيران المدني الدولي، ويجب تقليل عدد المناطق العتماء قدر الأمكان داخل منظومة المراقبة والمتابعة عبر الرادار، كما يجب تحسين نمط ووسائل شبكة ربط الإتصالات بين الطيارين ونظام الإدارة الجوية. حيث على البشرية أن تستلهم الدروس الكافية من هذا الحادث المأساوي، والتفكير في إستعمال وسائل تقنية أفضل لتعويض النقص في الوسائل التقنية القديمة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/