بكين 12 نوفمبر 2012 / في الوقت الذي تواجه فيه صناعة الغاز الصخري (غاز حجر الأردواز) في الولايات المتحدة العرض المفرط، قررت الصين تحفيز انتاج الغاز الطبيعي غير التقليدي بصورة اقوى، بينما يأمل أكبر بلد في العالم من حيث إنبعاثات الكربون في استخدام الوقود البديل للحد من الاعتماد على الفحم وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
وقالت وزارة المالية الصينية مؤخرا انها ستقدم دعما قدره 0.4 يوان(6.3 سنت) لكل متر مكعب من الغاز الصخري المنتج بين عام 2012 حتى عام2015. ويمكن أيضا إطلاق الإعانات الإضافية من قبل الحكومات المحلية لتلبية الاحتياجات الإقليمية، وفقا للوزارة.
"لقد تجاوز دعم الغاز الصخري التوقعات"، وفقا لمذكرة من بنك استثمار شركة ((انترناشيونال كابيتال)) الصينية (سي أي سي سي). وقال التقرير الصادر عن الشركة ان برنامج الدعم يدل على أن الحكومة تريد أن تنتج الغاز الصخري تجاريا في أقرب وقت ممكن.
ويقدر ان الصين تمتلك أكبر إحتياطي للغاز الصخري في العالم. وقالت مؤسسة موديز، شركة متخصصة في خدمات الأبحاث الاقتصادية والتحليلات المالية، في مارس ان هذا الاحتياطي يكفي لدعم استهلاك الغاز للبلاد لما يقارب 200 سنة، ما يجعلها مستقلة أكثر في إمدادات الطاقة.
وتعتزم البلاد استخراج 6.5 مليار متر مكعب من الوقود سنويا بحلول عام 2015 وتسويق الإنتاج بحلول نهاية العقد الحالي. ومع ذلك، قال محللون ان الهدف أعلى مما ينبغي تحقيقه. وأجرت الصين جولتين فقط من المزادات لكتل الغاز الصخري للاستغلال ، مع آخر عقد في أكتوبر.
وتقدر بحوث الاستثمار التي نشرها بنك ((يو بي إس)) مؤخرا أن أعمال الغاز الصخري في الصين سوف تكون مربحة للاستغلال على نطاق واسع إذا كانت تكاليف الاستخراج لاحتياطات البلاد الأولية أدنى من 2.3 يوان لكل متر مكعب. وتستغرق العملية ما لا يقل عن 5 إلى 10 سنوات، وفقا للتقدير.
وقال جيانغ شين مين، الباحث في معهد بحوث الطاقة الوطني التابع للجنة الدولة للتنمية والاصلاح ، هيئة تنظيم رئيسية للاقتصاد الصيني ان البلاد بحاجة لحفر 20 ألف بئر للغاز الصخري بحلول عام 2020، لكنها أكملت 63 بئرا حتى الآن .
ويتوقع المحللون انه حتى لمجرد تحقيق هدف 6.5 مليار متر مكعب لعام 2015, تحتاج الصين لحفر أكثر من مائة بئر للغاز الصخري سنويا في السنوات الثلاث المقبلة.
ووفقا لوزارة الاراضي والموارد الصينية، تمتلك الصين 25.08 تريليون متر مكعب من الغاز الصخري في احتياطياتها القابلة للاستغلال.
وفي الولايات المتحدة، تضاعف انتاج الغاز الصخري أربع مرات من 2007 إلى 2010، وخفضت أسعار الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوياتها خلال الـ10 سنوات الماضية .
وقال باو شو جينغ، كبير المهندسين في مركز أبحاث البترول في شركة((سينوبك))، ثاني أكبر شركة للطاقة في الصين، ان احتياطيات الصين مدفونة على عمق يبلغ ضعفي عمق الغاز الصخري الأمريكي , وتتركز في المناطق الجبلية والقاحلة التي تشكل تحديات جيولوجية أكثر تعقيدا.
يتعين على مستخرجي الغاز الصخري في الصين إنفاق 40 حتي 80 مليون يوان في المتوسط لحفر بئر واحدة. وتتراوح التكاليف في الولايات المتحدة من 17 حتي 23 مليون يوان، بحسب باو.
وقيد استغلال كتل الغاز الصخري أيضا بموارد المياه الشحيحة في الصين. وقال يانغ كون، كبير المهندسين في شركة تنمية النفط والغاز التابعة لمجموعة ((هواديان)) الصينية ان استخراج هذا الغاز عادة ما يتطلب 20 ألف متر مكعب من المياه لكسر كل بئر، في حين توجد العديد من كتل الغاز الصخري في المناطق التي لا تستطيع موارد المياه فيها أن تلبي الحاجات اليومية للسكان المحليين.
ويعيق عدم وجود الخبرات التكنولوجية كذلك طموح الصين لوضع الغاز الصخري في السوق. وقال يانغ ان المستخرجين في الصين يستطيعون القيام بالحفر والكسر بأنفسهم، لكنهم لا يزالون يعتمدون على الشركات الأجنبية في بعض الإجراءات مثل رصد الهزات الأرضية المتناهية الصغر .يذكر ان الشركة لديها أكبر قدرة مركبة للطاقة الكهربائية التي تعمل بالغاز الطبيعي في الصين.
وعلى الرغم من أن إنتاج الوقود البديل لا يزال في مراحله الأولى،تستعد الحكومة الصينية والشركات لتسريع وصول طفرة الغاز الصخري التي يعتقدون كثيرا انها ستعيد تشكيل إمدادات الطاقة للبلاد في المستقبل.
وشاركت 83 شركة، ثلثها من الشركات الخاصة، في المزاد الثاني الشهر الماضي، للمزايدة على 20 كتلة للغاز الصخري. ولكن في الجولة الأولى، كانت هناك كتلتان فقط ودعيت إليها 6 شركات مملوكة للدولة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn