بكين   مشمس 10/-4 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

خشية من أن يقضي "الوسواس القهري للتسوق عبر الإنترنت" على متعة الحياة

2012:11:14.15:32    حجم الخط:    اطبع

سلطت الحادثة التي جدت يوم 11 نوفمبر الأنظار من جديد على التجارة الإلكترونية في الصين . حيث ناهزت قيمة الصفقات عشرات المليارات، ماعكس القوة التنافسية الكبرى التي تتمتع بها التجارة الإلكترونية هذا القطاع الناشئ. وفي هذا الصدد أشار رئيس المكتب التنفيذي لمجموعة علي بابا السيد مايون بثقة تامة إلى أن هذا النمط الجديد من التسويق، والتسلسل التجاري الجديد، ومحيط الأعمال الجديد يعد ثورة في نظام الأعمال التقليدي. لكن، معنى الإستهلاك، ليس معنى بسيطا يتمثل في بيع وشراء المنتجات. وفي الوقت الذي تستعد فيه الصين لإستقبال "عصر التجارة الإلكترونية"، نتمنى أن ننجح في هذا المجال، كما من الضروري التعامل بحذر مع التأثيرات السلبية التي قد يفرزها التسوق عبر الإنترنت.

اذا لم نستطع التعامل مع التسوق عبر الإنترنت بعقلانية، فإن ذلك قد يؤدي إلى الرغبة في الإستهلاك المفرط. وقد أوردت بعض وسائل الإعلام، أن هناك من اعتكف يوما كاملا بليله ونهاره دون أكل ولاشرب من أجل شراء البضائع على الإنترنت، حتى عثر عليه مغمى عليه بجانب الحاسوب، ثم تم نقله على الفور إلى المستشفى. حتى وإن سلمنا بوجود تخفيضات كبيرة على البيع عبر الإنترنت، لكن هذا النمط من التسوق الذي لايراعي صحة الإنسان، يبقى فاقدا للعقلانية. كما أن امتيازات التسوق عبر الإنترنت تعد سيفا ذو حدين، ومن السهل أن تسمح بنشوء سلوك الإستهلاك غير العقلاني. وفي النهاية، قد تؤدي إلى ادمان بعض المستهلكين على التسوق عير الإنترنت، ومن ثم تؤدي إلى احداث ظاهرة "مرض الوسواس القهري للتسوق عبر الإنترنت " بدرجات متفاوتة . وهناك بعض الأشخاص يقومون بالتسوق يوميا على الإنترنت، ويستغرقون وقتا طويلا في اختيار المنتجات، وبعد شرائها يكتشف بأنه لاحاجة له بها، وهذا لاشك بأنه اهدار للوقت والمال.

ان التأثيرات التي أحدثها التسوق عبر الإنترنت لم تشمل الحياة الشخصية فقط، بل بصدد التأثير على النمط السلوك الجماعي. إذ لايعد التسوق في المحال التجارية في الحياة العادية سلوكا شخصيا، بل هو نمط لتبادل المشاعر بين الناس. فالخروج للتسوق في المحال التجارية مع العائلة والأصدقاء أثناء الأعياد والعطل، لاشك بأنه يعمق المشاعر المتبادلة. بل هناك العديد من الصداقات تنشأ انطلاقا من المحال التجارية أوالمطاعم. لكن الإنترنت حولت التسوق يتحول إلى "خط واحد مستقيم"، وجعل بعض الشباب لايرغبون في مغادرة البيت كامل اليوم. ورغم أن تسليم البضائع إلى غاية باب البيت قد جلب الكثير من التسهيلات، لكنه من الممكن جدا ان يفقد الناس رغبتهم في المشاركة في الحياة الإجتماعية، ويؤدي إلى تراجع قدرتهم على الحوار مع الآخرين، والإبتعاد تدريجيا عن التيار الرئيسي للمجتمع.

وفي ظل التطور السريع الذي تشهده الإنترنت، تعد مواصلة ثقافة التجارة التقليدية، احدى المسائل الجديدة التي يجب أن نواجهها. حيث يعود الازدهار الطويل لبعض العلامات التجارية القديمة، إلى إعتمادها على نمط الخدمات "وجه لوجه". أما التسوق عبر الإنترنت، فرغم تطوره السريع، إلا أنه من الصعب أن يحقق تراكما ثريا كهذا. وبالنظر من زوايا معينة، من الممكن أن يؤدي إتجاه تراجع نظام التجارة التقليدية، إلى إنقطاع ثقافة التجارة التقليدية. وتحت وطأة صدمة التسوق عبر الإنترنت، أصبحت المحال التجارية في شارع وانغفوجينغ ببكين وشارع تشنغهوانغمياو بشنغهاي أقل حركية، فهل شوارع مدننا خالية من الناس إذا.

حتى وان كان ماقاله مايون صحيح بأن التجارة الإلكترونية بصدد احداث "انقلاب ثوري"، فعلينا أن نتحكم في النطاق، ويجب ألا نهمل توارث نمط التجارة التقليدي. وفي ظل عصر التجارة الإلكترونية، على كل شخص منا أن يحافظ على هدوئه، ويفكر مليا في توجيه نمط حياته، وألايتصرف بعدم مبالاة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات