بكين   مشمس 6/-5 

قادة الاتحاد الأوروبي يعلقون المحادثات بشأن الميزانية بعد الاخفاق في تضييق هوة الخلاف

2012:11:23.15:13    حجم الخط:    اطبع

علق كبار قادة الاتحاد الأوروبي محادثات عسيرة بشأن إطار ميزانية الاتحاد للسنوات السبع المقبلة (2014 - 2020) بعد اجتماع استمر حتى وقت متأخر من الليل وسط مطالبات مختلفة للدول الاعضاء .

فقد قال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي في حسابه على تويتر إن الجلسة الأولي للقمة الخاصة التي استمرت يومين انتهت بعد منتصف الليل، فيما يتوقع أن تتواصل المفاوضات ظهر اليوم (الجمعة).

وكشفت المصادر أن فان رومبوي قدم اقتراحا معدلا تطلب من الدول الأعضاء دراسته طوال ليلة أمس قبل استئناف مفاوضاتهم.

وذكر فان رومبوي في وقت سابق أن القمة تهدف إلى ضمان ان يكون الاتحاد الأوروبي لديه قدر كاف من التمويل لأداء مهامه مع أخذ القيود المالية التي يتعذر تجنبها في الحسبان.

وفيما بدا عازما على إبرام اتفاق بعدما اثار اقتراحه الأول بخفض الميزانية بمقدار حوالى 80 مليار يورو مناقشات محمومة، عقد فان رومبوي محادثات مع 27 من قادة الاتحاد الأوروبي من صباح وحتى مساء يوم الخميس لتذليل العقبات التي تعترض المفاوضات. ولكن هوة الخلاف بين الزعماء الأوروبيين ظلت كبيرة.

وقيل أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيدت خفضا متوسطا في ميزانية الاتحاد ، فيما أصر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على ضرورة ان تستمر الميزانية في اعطاء الأولوية لنمو السياسة الزراعية المشتركة والحفاظ عليها.

وذكر أولاند يوم الخميس عقب وصوله إلى بروكسل أن "أوروبا في خطر ... وقد جئت للبحث عن حل وسط".

تجدر الإشارة إلى ان ما يسمى بالاطار المالي متعدد السنوات سيحدد سقف انفاق الاتحاد الأوروبي وهيكله للسنوات السبع المقبلة، بالرغم من ان ميزانيته الفعلية يتم تقريرها سنويا في مفاوضات منفصلة.

وكان عدد قليل من الدول الأعضاء بما فيها اليونان وكذا المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي قد فضل الإبقاء على الميزانية وقيمتها تريليون يورو أو زيادة حجمها في الفترة من 2007 إلى 2014 .

ودعا المعسكر الأخر، الذى قادته بريطانيا وهدد باستخدام الفيتو ضد أي زيادة في الميزانية، إلى تقشف على مستوى الاتحاد الأوروبي في وقت الأزمة ، بالرغم من الاختلاف بين بعضهم البعض بشأن ماهية المشروعات التي سيتم خفض ميزانيتها.

وذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الخميس "في الوقت الذي نتخذ فيه قرارات صعبة داخل البلاد بشأن الانفاق العام، سيكون من الخطأ تماما أن نقدم مقترحات من أجل زيادة انفاق الاتحاد الأوروبي".

وجاءت آراء الدول الأعضاء الأخرى وفق أجندتها الوطنية حيث تصر فرنسا وأسبانيا على خفض الميزانية في القطاع الزراعي وتعارض الدول الاعضاء الأشد فقرا في وسط وشرق أوروبا خفق الانفاق في البنية التحتية.

وذكر رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي أن "أسبانيا تشعر بقلق بشأن مزارعيها ".

وسوف يستمر الاجتماع على الأرجح حتى يوم السبت شريطة ألا تنهار المحادثات، حيث قالت ميركل إنه قد يلزم عقد قمة أخرى حول الميزانية في مطلع العام المقبل.

وتعكس ميزانية الاتحاد الأوروبي، وهى منبع كل من التضامن والتوتر، صراع المصالح الوطنية وكذا وجهات النظر المتعارضة حول كيفية حل الأزمة وانقاذ مستقبل أوروبا.

وإذا لم يتسن التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام المقبل، فان سقف ميزانية 2013 سيشهد بدخوله عام 2014 تعديلا في نسبة التضخم بواقع 2 في المائة، الأمر الذي قد يثير حالة من عدم اليقين حيال المشروعات طويلة الأجل .

/مصدر: شينخوا/

تعليقات