بكين أول يناير 2013/بعد الإقتراب لدرجة خطيرة للغاية من "الهاوية المالية"، أفادت وسائل الإعلام بأن الساسة في الولايات المتحدة توصلوا إلى اتفاق لتفادي زيادات حادة في الضرائب وخفض شديد في الإنفاق.
ولا يعرف حتى الآن الكثير عن هذا الإتفاق. ولم يتضح أيضا ما إذا كان تشريع أيا كانت تفاصيله حول القضية يمكن أن تكتب له النجاة في الكونغرس الأمريكي الذي يعاني استقطابا شديدا.
فالكثيرون يحذرون منذ فترة طويلة من الخطر المحتمل للإنزلاق في "الهاوية المالية". ولكن بعض المراقبين يرون أنه يتعين على الولايات المتحدة، التي يصل إجمالي الدين الحكومي لها إلى قرابة 16.4 تريليون دولار أمريكي، يتعين عليها مكافحة شر أكبر من "الهاوية المالية" وذلك فيما يتعلق باستدامتها المالية طويلة الأجل .
إن الدين الحكومة الأمريكي، الذي يتجاوز 100 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، يجعل أزمة الديون السيادية البغيضة التي أطاحت بعدة حكومات أوروبية وقادت إلى مظاهرات عارمة في اليونان تبدو كما لو كانت مجرد "حازوقة".
وباعتبارها القوى العظمي الوحيدة في العالم، فالولايات المتحدة ليست اليونان. ومازالت العملة الخضراء هى العملة المهيمنة في النظام النقدي العالمي.
بيد أن علم الاقتصاد والمنطق السليم لا يكذبان. فالناس أو الحكومات يمكن أن ينفقوا أكثر من مواردهم لبعض الوقت، ولكنهم لا يستطيعوا ببساطة أن يعيشوا للأبد على رخاء يقوم على الدين.
وبالنسبة للأمريكيين، فقد أصبحت حكومتهم مدينة منذ فترة طويلة. ومنذ عام 2002، لم يذق العم سام طعم أى فائض حكومي بسبب اقتراضه بشدة لدعم الحروب المكلفة في الشرق الأوسط ولتحفيز الاقتصاد وإخراجه من حالة ركود في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
ومع تجاوز الولايات المتحدة على نحو مؤقت "الهاوية المالية"، تتاح أمام كل من البلاد والعالم الآن فرصة نادرة لمناقشة القضية التي تأخر تناولها كثيرا والمتعلقة بالاستدامة المالية طويلة الأجل للولايات المتحدة.
وإذا كانت أكثر من 600 مليار دولار من زيادة الضرائب وخفض الأنفاق تسمى "هاوية مالية"، فإن اجمالي الدين الحكومي الأمريكي لن يخلق سوى "جحيم مالي".
وتكمن القضية الأكثر إثارة لقلق السياسة الأمريكيين في أنهم إذا كانوا على وشك السقوط في "هاوية"، فأنهم على الأرجح بعيدين عن التوصل إلى إتفاق لمساعدة بلادهم على تجاوز السقوط في "جحيم".
وفي ديمقراطية مثل الولايات المتحدة، فإن زيادة الضرائب وخفض الإنفاق والجرعة الإضافية من الدواء اللازمة لعلاج مرض ديونها المزمن ثبت منذ فترة طويلة أنها لا تحظى جميعا بتأييد بين الناخبين. لهذا، فضل الساسة تأجيل بحث القضية مرة أخرى.
ولكن كما نعلم جميعا، فأن القضية لن تحل من تلقاء نفسها أبدا. ففي بعض الأحيان ، يمكنك أن تقذفها بعيدا وتسقط بشدة على الأرض أو تسقط في "جحيم" لا يمكن أن تخرج منه أبدا كما في حالة الولايات المتحدة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn