بكين   مشمس جزئياً~مشمس 17/4 

تعليق: خطر تحول الصين الى أكبر مستورد عالمي للنفط

2013:03:27.16:46    حجم الخط:    اطبع

أظهرت بيانات هيئة معلومات الطاقة الأمريكية أن الواردات الأمريكية من النفط الخام خلال شهر ديسمبر من العام الماضي قد إنحسرت عند 5.98 مليون برميل، في المقابل أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات الصين من النفط الخام خلال نفس الفترة قد بلغت 6.12 مليون برميل. ورغم أن أمريكا لا تزال أكبر مشترى عالمي للنفط من حيث الإحصاءات السنوية، لكن مع دخول أمريكا عصر "ثورة الغاز الصخري" وإرتفاع الطلب الصيني على الطاقة أصبح تجاوز الصين لأمريكا لتصبح أكبر مستورد عالمي للنفط أمرا آت عاجلا أم آجلا.

هذا التبادل على طلب النفط بين الصين وأمريكا يعد إنذارا بالنسبة للصين. حيث تظهر بيانات اللجنة الوطنية للإصلاح والتنمية للعام 2012 بلوغ كمية الإنتاج الصينية للنفط 204 مليون طن، في المقابل بلغت الواردات 280 مليون طن، ووصلت نسبة التبعية الصينية للنفط الأجنبي 58%.

الأمن النفطي يقرع جرس الإنذار

بالنظر من الجانب الإقتصادي، فإنه مع إتجاه الصين إلى أن تكون أكبر مستورد عالمي للنفط، فإن كمية كبيرة من الثروات سيتم تخصيصها لإستيراد النفط، وهذا سيؤدي من جهة إلى الوقوع تحت سيطرة الآخرين، ومن جهة ثانية سيرفع تكلفة "الصناعة الصينية"، ما سيؤثر على تنافسية السلع الصينية.

في المقابل نسبيا يمكن القول أنه مع دخول أمريكا عصر "ثورة الغاز الصخري"، فإن ضمانات وفرة الطاقة وأسعارها المنخفضة نسبيا من الممكن أن تعيد هيكلة الصناعة الأمريكية، والآن تستغل الشركات الأمريكية "ثورة الغاز الصخري" لإستعادة إنتاجها المحلي، على غرار مافعلت آي بي آم وإنتل وكاتربيلار وجينيرال إلكتريك، وإذا إستمر هذا الإتجاه فحتما أنه لن يكون خبرا سارا بالنسبة للصين.

أما بالنظر من الجانب الجيوسياسي، نجد أنه بإستثناء روسيا القريبة فإن أهم مراكز النفط الصيني تتركز أساسا في منطقة الخليج. ويعد الوضع السياسي والعسكري المعقد في الشرق الأوسط أكبر تهديدا لإستقرار النفط.

على مدى العشر سنوات الماضية إتخذت الصين سلسلة من الإجراءات لضمان أمنها الطاقي، وهنا نجحت في جوانب وفشلت في جوانب أخرى. مثلا، حققت الشركات الصينية نتائج جيدة في مجال دمج وشراء الموارد النفطية بالخارج، كما تتموقع الصين في مراتب متقدمة عالميا من حيث إستغلال الطاقة الجديدة، من جهة أخرى حققت الصين إختراقات كبيرة في إستغلال النفط البحري، لكن لاتزال الصين متأخرة على مستوى إستغلال الغاز الصخري وغيرها من التقنيات الأكثر ثورية.

إن العجلة الإقتصادية الصينية الكبيرة لا تزال في حاجة ملحة للإستقرار النفطي لكي تستمر في الدوران، أما المدن الصينية فلكي تتخلص من شبح الضباب الملوث تحتاج أيضا لكميات كبيرة من الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى. وبالنظر من جانب المصلحة الجوهرية، فإنه مع إتجاه الصين لتصبح أكبر مستورد عالمي للطاقة، أصبحت إستراتيجية أمن الطاقة الصينية أكثر بروزا، لأن الذعر الذي كان يساور أمريكا من نقص الطاقة سيتحول في المستقبل إلى الصين. لذلك، فإنه إذا لم تتوصل الصين إلى وسائل تضمن لها إستقلالها الطاقي، فإن مستقبل الصين سيكون تحت سيطرة الآخرين.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات