تحليل اخباري: قادة مجموعة العشرين يسعون لعلاج الاقتصاد العالمي العليل

موسكو 4 سبتمبر 2013 /يجتمع صانعو سياسات دول مجموعة العشرين هذا الأسبوع في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية للمرة الثامنة لقياس نبض الاقتصاد العالمي ووصف روشتة العلاج.

ورغم أن العلاج الفوري للاقتصاد العالمي الذي يعاني من انتعاش متهادي ونمو متباطئ غير متوقع، يقول الخبراء ان هناك حاجة الى استراتيجية مشتركة لدعم النمو الاقتصادي القوي للدول المتقدمة والاقتصادات الناشئة على السواء في مجموعة العشرين.

--نمو قوي كهدف مشترك

حددت روسيا التي تتولي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام أجندة استراتيجية تهدف إلى اشعال دورة جديدة من النمو الاقتصادي من خلال تحفيز الاستثمار وتعزيز ثقة السوق والشفافية وتحسين الفعالية التنظيمية.

وعلى خلفية تقلب الأسواق المالية وارتفاع معدلات البطالة في أنحاء العالم، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الأخير المتعلق بالقمة المرتقبة في سانت بطرسبرغ إن الهدف الرئيسي لمجموعة العشرين في هذه اللحظة هو " تحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن".

ووفقا لرئيسة خبراء الكريملين كسنيا يودايفا، مساعدة الرئيس الروسي في القمة، فإن الطبيعة الدورية للنشاط الاقتصادي يمكن أن تفسر جزئيا الركود في أوربا، بيد أن غياب مصادر جديدة للنمو هو السبب الرئيسي للتباطؤ الاقتصادي العالمي.

وأكدت المسؤولة دور الاستثمار في تعزيز الاقتصادات، إذ انه " بوضوح المصدر الجديد للنمو وعلى المدي الطويل"، على ما ذكرت لوكالة ((شينخوا)).

وقال المنظمون الروس للقمة إن " قررات مهمة" سوف تتخذ لتحفيز الاستثمارات. وصيغت خارطة طريق للاستثمار والتمويل على المدي الطويل وسوف تنفذ خلال الرئاسة الاسترالية للقمة.

وبالنسبة للأسواق الناشئة، هناك حاجة الى إجراء إصلاحات هيكلية لتعزيز الكفاءة الاقتصادية وانتاجية العمل وتحويل القوي العاملة من قطاعات أقل كفاءة الى قطاعات أكثر كفاءة.

-- الحكومة العالمية من أجل المصالح المشتركة

في عالم معولم أصبحت فيه الاقتصادات مترابطة على نحو متزايد، يمكن أن تؤثر الاجراءات المالية والنقدية التي تتبناها دولة ما، تؤثر بسهولة على بقية العالم. وفي مثل هذه الظروف، تقتصي الحاجة لتنسيق السياسات أو حتى نظام حوكمة عالمي عادل، بدلا من المسكنات قصيرة المدى، وذلك للمساعدة في تحقيق النمو الاقتصادى المطرد، وفقا للخبراء.

على سبيل المثال، قال المحللون انه لمعالجة الآثار عير المباشرة لخطوة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تقليص التيسير الكمي، فإنه يتعين التنسيق بين الأسواق المباشرة والإنذار المبكر من السلطات الأمريكية، وهو ما ينبغي مواصلة مناقشته في القمة.

وإلى جانب تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي المحتملة، رأى الخبراء مسودة مجموعة العشرين لمعالجة الإصلاح الضريبي العالمي كانجاز كبير للحوكمة الاقتصادية في الإطار المتعدد الاطراف.

وكما قال بوتين من قبل فإن خطة عمل مجموعة العشرين حول تآكل قاعدة الربح وتحويل الارباح "يمكن أن تعتبر أبرز خطوة نحو تحديث وتنسيق سياساتنا الضريبية خلال 100 عام".

وفيما يتعلق بالاستراتيجيات المالية المحتمل أن يعتمدها قادة مجموعة العشرين لتعزيز النمو المستدام، قالت يودايفا إنه لا "يوجد نهج موحد" لجميع الدول حيث يختلف الوضع الاقتصادي من بلد لآخر. ولكن الهدف الأسمى واحد ويكمن في "تحسين الوضع المالي على المدى المتوسط".

ودعا الخبراء الى التنسيق بين الدول الاعضاء لتيسير اصلاح النظام المالي الدولي واقامة صيغة جديدة لحصص صندوق النقد الدولي، مشيرين الى ان عملية الاصلاح وإعادة الهيكلة يمكن أن تتم عندما تستوعب كل دولة عضو المصالح الوطنية والمشتركة.

وخلال القمة يتوقع المنظمون الروس أن يدعم قادة العالم عملية إصلاح صندوق النقد الدولي وزيادة حصص الدول الناشئة في الصندوق من أجل بناء نظام مالي عالمي متزن.

/مصدر: شينخوا/