مقابلة : باروسو: الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والصين ضرورية للنمو والرخاء

بروكسل 19 نوفمبر 2013/صرح رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو لوكالة أنباء (شينخوا) ان الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والصين تعد ضرورية للنمو والازدهار فى الجانبين وانه يتعين اتخاذ منهج طويل الأجل لتعزيز علاقاتهما.

وقال باروسو فى مقابلة خاصة مع شينخوا قبل مغادرته لحضور قمة الاتحاد الأوروبي والصين فى بكين "ان العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين يجب ان تواصل كونها مصدرا رئيسيا للنمو الاقتصادي والوظائف والتنمية والابتكار فى الجانبين."

وخلال قمة يوم الخميس، سيحتفل كبار القادة من الصين والاتحاد الأوروبي بالذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما سيحددون نمط التعاون فى المستقبل.

مما يذكر ان الجانبين، فى العقد الماضى، حافظا على علاقات أوثق حيث قاما بتعزيز الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية.

وقال باروسو " اننا فى مرحلة هامة وان القمة تعد ذات أهمية خاصة . .. ومن المهم أيضا التطلع إلى التعاون فى العقد القادم بين الاتحاد الأوروبي والصين."

مستقبل القمة

سيجتمع باروسو ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ خلال القمة.

وقال باروسو "أنا سعيد للغاية باجتماعي مع الرئيس شي جين بينغ"، مضيفا "لقد أسهم بشكل إيجابي جدا فى قمة مجموعة العشرين الأخيرة واننا نعمل يدا بيد مع الصين والشركاء الآخرين لضمان استمرار الاقتصاد العالمي فى التعافي."

مما يذكر ان قمة الاتحاد الأوروبي والصين، التى تغطي القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، من المتوقع ان تبدأ فى المفاوضات حول معاهدة اسثمار ثنائية التى يقول عنها الخبراء انها ستزيل الحواجز أمام الوصول إلى السوق وستعزز الاستثمارات الثنائية.

كما يتضمن الاجتماع أنشطة جانبية حول الحضرنة والأعمال التجارية والابتكار والطاقة والسياسة الاقليمية وتنظيم الأعمال للشباب.

وذكر باروسو ان الاتحاد الأوروبي يتوقع تقدما فى المعالجة المشتركة للقضايا العالمية الكبرى مثل التنمية العالمية المستدامة وتغير المناخ والتعاون فى مجموعة العشرين والأمن فى المناطق المجاورة لكل منهما.

وأضاف "كرسنا أنفسنا فى السنوات الأخيرة لتحسين التفاهم المتبادل والثقة مع أهمية تحقق منافع فى الأمور المعقدة مثل ايران أو مكافحة القرصنة، حيث يمكن لجهودنا تحقيق تقديم اسهامات حقيقية فى الأمن العالمي."

وقال الرئيس انه مقتنع قناعة قوية بان طموحات الصين تجاه الاقتصاد الاخضر والحضرنة الضخمة سوف تقدم الكثير من فرص الاعمال التجارية للجانبين. وان الشركات الأوروبية ذات الخبرات الفنية العالية بمقدورها مساعدة 1.35 مليار صيني فى تحقيق نوعية جيدة من الحياة.

واضاف باروسو "ان الاتحاد الأوروبى والصين قد أصبحا يعتمدان على بعضهما البعض بشدة"، حيث دعا الجانبين إلى تبني منهج طويل الأجل لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية.

وأشار بقوله "نتطلع إلى تحديد الاتجاه لزيادة تعزيز شراكتنا الاستراتيجية الشاملة لمواجهة التحديات المستقبلية."

محادثات الاستثمار

مما يذكر انه فى الوقت الذى تتجاوز فيه التجارة البينية متوسط مليار يورو كل يوم، فان الاستثمارات الثنائية بعيدة عن التوقعات، بوجود 2 فى المائة فقط من الاستثمارات الاجنبية المباشرة للمنطقة فى الصين، مقارنة مع ما يقرب من 30 فى المائة فى الولايات المتحدة.

و ذكر باروسو ان المفوضية الأوروبية قد منحت تفويضا الشهر الماضى للتفاوض بشأن معاهدة الاستثمار الثنائي مع الصين، مضيفا ان القمة يتعين ان تكون الوقت المناسب للبدء فى المفاوضات.

وأشار بقوله "ستعزز هذه الاتفاقية تدفقات الاستثمار الثنائي عن طريق تقديم إطار عمل أسهل وأكثر أمنا ومتوقعا للمستثمرين لعلاقات استثمار طويلة الأجل."

تجدر الإشارة إلى ان الاتحاد الأوروبى الذى يضم 28 دولة عضو لديه أكبر سوق فردي مع نصف مليار مستهلك وإجمالي ناتج محلي سنوى يبلغ 12.6 تريليون يورو.

مما يذكر ان الصين من ناحية أخرى هى ثانى أكبر اقتصاد عالمي مع نمو سريع حيث يعمق التصنيع و الحضرنة.

التحديات التجارية

يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين، فى الوقت الذى تعد الصين ثانى أكبر شريك بالنسبة للاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة، وأكبر مصدر للواردات بالنسبة للاتحاد الأوربي.

وفى العام الماضي، فان اجمالي التجارة الثنائية تجاوز 430 مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة بأربعة أضعاف مقارنة بعشر سنوات ماضية، ما عمل على توفير فرص عمل واستثمار للجانبين.

وبالرغم من ذلك، فان أزمات الديون السيادية والأزمات الاقتصادية فى أرجاء أوروبا قد عملت كسيف ذو حدين فى العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين. وان التعاون تم تعزيزه فى الوقت الذى تفاقمت فيه النزاعات فى الطاقة الشمسية والصناعات الأخرى.

وفى معرض الحديث عن النزاعات التجارية التى حلت بعد ذلك من قبل الجانبين، قال باروسو "تقف الاحتكاكات الثنائية فى بعض الأحيان فى طريق تنمية الرؤية طويلة الأجل."

وقال "يتعين علينا البناء على الخبرات التى تم تحقيقها فى هذه النزاعات للجلوس حول المائدة والبحث بتحضير مسبق وحل القضايا قبل ان تتحول إلى نزاعات."

/مصدر: شينخوا/