تعليق: المعالجة السعرية لن تشفي "مرض صناعة الألواح الشمسية" في الإتحاد الأوروبي

صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية- الصادرة يوم 29 يوليو عام 2013- الصفحة رقم:01

بعد مفاوضات شاقة بين الصين والإتحاد الأوروبي، توصل ممثلو صناعة الألواح الشمسية الصينية والمفوضية الأوروبية إلى تعهد سعري حول النزاع التجاري المتعلق بالألواح الشمسية الصينية المصدرة إلى أوروبا. ومن خلال هذا الإتفاق تمكنت الصين والإتحاد الأوروبي من تجنب حرب تجارية، حيث سيستمر تصدير منتجات الألواح الشمسية الصينية إلى أوروبا مع محافظتها على سعر سوقي محدد. وقد حظيت هذه النتيجة بترحيب من الأوساط الصناعية والحكومية.

لكن رغم ذلك، يبقى التعهد السعري يمثل تأثيرا خطيرا على التجارة الحرة وآليات السوق المحددة للسعر، كما أن ذلك لن يحل المشكلة الرئيسية لصناعة الألواح الشمسية في أوروبا. وفي ظل بيئة أسعار المنتجات الحالية، فإن التعهد السعري من الممكن أن يحدث إزعاجا كبيرا للصناعة الصينية في سوق الألواح الشمسية الأوروبية.

أين تكمن المعضلة الحقيقية لصناعة الألواح الشمسية في الإتحاد الأوروبي؟ تكمن في الفاعلية المنخفضة والتكلفة العالية. فالتكلفة العالية تعود أساسا إلى الرواتب العالية للإداريين السامين والعمال. ولمعالجة مثل هذه الصناعات التي مرضت حد النخاع، فإن أفضل دواء هو ضغط المنافسة الأجنبية. أما الإستعانة بالحمائية التجارية لتخفيض الضغط ظرفيا على هذه الصناعة في الإتحاد الأوروبي، لا يمكن إلا أن تضعف الضغوط والقوة على إصلاحها جذريا.

ليس هذا فحسب، بل ان المنافس الأكبر لصناعة الألواح الشمسية العالمية ليست المنافسة الأجنبية، وإنما الوقود الأحفوري. حيث شهدت صناعة الألواح الشمسية نموا سريعا خلال بداية القرن الحالي في ظل الارتفاع المدوي لأسعار النفط والغاز. ونظرا لأن لضعف تنافسية الطاقة الشمسية على مستوى إستقرارية الإمدادات الطاقية مقارنة بمحطات الطاقة الحرارية، فإنه إذا لم يتم تخفيض التكلفة في أسرع وقت ممكن، فإن هذه الصناعة برمتها قد تنهار في ظل البيئة السعرية الحالية. ومع تراجع أسعار الفحم المستخرج من بحر بوهاي الصيني من 1200 يوان\ للطن إلى 600\للطن، إلى جانب الضغوط التي تمارسها ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة على أسعار الغاز في الأسواق العالمية، حيث من المتوقع أن يصبح الغاز الصخري بديلا للنفط، وهذا ماسيصعب إستمرار أسعار النفط في الإرتفاع. وفي ظل هذه الخلفية، فإن تثبيت سعر الألواح الشمسية في السوق الأوربية، سيؤدي بالسوق الأوربية إلى الإضمحلال أو الإضمحلال النهائي.

وبالعودة إلى النزاع الصيني الأوروبي حول منتجات النسيج في عام 2005، وإمضاء"مذكرة بين جمهورية الصين الشعبية ومفوضية الإتحاد الأوربي حول جزء من سلع النسيج المصدرة إلى أوروبا"، ثم فرض قيود على حصص 10 منتجات نسيج صينية مصدرة لأوربا، تم حجز كميات كبيرة من منتجات النسيج التي تم إستيرادها من الصين بناء على طلبات داخل الموانئ الأوربية، حيث واجهت سوق الملابس في الإتحاد الأوروبي نقصا شديدا في العديد من أنواع الملابس، في حين تحول لورد ماندلسون الذي كان يشغل منصب رئيس المفوضية التجارية للإتحاد الأوربي خلال توقيع المذكرة الصينية الأوروبية حول منتجات النسيج من "صورة البطل" إلى "صورة المعضلة".

فكيف يمكن لوزارات التجارة بالإتحاد الأوروبي الإتعاظ بما سبق؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/