مستشار ألماني سابق يحث على إيجاد حل تفاوضي للنزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين

برلين 26 يونيو 2013 /يقول المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر إنه ينبغى أن يفهم أعضاء الاتحاد الأوروبي أن الحمائية لا تساعد في جعل أنشطتهم التجارية تنافسية.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، دعا إلى نهج يقوم على المفاوضات لتسوية النزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين فيما يتعلق بالمنتجات الشمسية.

وقال شرودر، الذي شغل منصب مستشار ألمانيا خلال الفترة من 1998 إلى 2005، "اتفق مع موقف الحكومة الألمانية في أن النزاع التجاري لابد من حله عبر المفاوضات".

ودعا الحكومة الألمانية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية، قائلا إنه "لا معنى لأن يعمد الجانبان إلى فرض المزيد من التعريفات العقابية".

ففي وقت سابق من الشهر الجاري، فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات عقابية على الألواح الشمسية الصينية. وستستمر الرسوم العقابية الحالية ونسبتها 11.8 في المائة حتى 6 أغسطس، وسترتفع بعدها إلى 47.6 في المائة إذا ما فشلت المفاوضات.

وتشعر الحكومة الألمانية بقلق إزاء تحرك بروكسل حيث يقول نائب المستشار ووزير الاقتصاد فيليب روسلر أن فرض رسوم عقابية على الألواح الشمسية الصينية "خطأ جسيم".

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، قال شرودر إن الشراكة بين الصين وأوروبا تقود إلى نتائج متكافئة الكسب فيما تجلب الحمائية التجارية الضرر.

كما أعربت الشركات الألمانية عن مخاوفها إزاء قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم مكافحة إغراق مؤقتة على المنتجات الشمسية الصينية.

وفي بيان صدر في وقت سابق من الشهر الجاري، ذكر اتحاد الصناعة الألمانية أنه يأسف لقرار الاتحاد الأوروبي ويناشد بشكل عاجل الجانبين إيجاد حل مقبول للطرفين.

وذكر شرودر أن "التعريفات العقابية على المنتجات الصينية لن تجعل الصناعة الشمسية الألمانية ذات قدرة تنافسية"، مضيفا أن "الشركات التي تتمتع بخصائص مميزة ونشاط دولي في آن واحد هى فقط القادرة على البقاء".

وقال المستشار السابق إن الاقتصاد الصيني يشهد تطورا هائلا وبات يتمتع تكنولوجيا بقدرة تنافسية أعلى، الأمر الذي لن يقود إلى ارتفاع مستويات الأجور في وارتفاع أسعار المنتجات في الصين فحسب، وإنما سيخلق أيضا فرصا جديدة أمام الشركات الألمانية للتعاون مع شركاء صينيين.

وذكر أنه لا يهم سواء جاء المنافسون من الولايات المتحدة أو الصين أو أوروبا، مضيفا أن الشئ الوحيد المهم هو وجود تكافؤ في الفرص للجميع.

وفي معرض تعليقه على الإجراءات التي اتخذتها بعض دول الاتحاد الأوروبي لحماية اقتصادها في مواجهة الخسائر التي نجمت جراء أزمة الديون في منطقة اليورو، قال شرودر إنه ينبغي أن تفهم دول الاتحاد الأوروبي أن الحمائية لا تساعد في جعل أنشطتها التجارية تنافسية.

وقال شرودر "قبل عشر سنوات كان نُوصف بأننا رجل أوروبا المريض. واليوم أصبحنا محرك النمو"، مسترجعا إصلاحات الرعاية الاجتماعية والشؤون العمالية التي ناصرها وشهدت انخفاض الضرائب وحررت سوق العمل.

وأضاف أن الدول الأوروبية الأخرى لابد أن تجرى إصلاحات أيضا.

وحول أزمة الديون الإقليمية التي مازالت قائمة، ذكر شرودر أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إتخاذ المزيد من الخطوات لتجاوز الأزمة، بما في ذلك تنسيق أقوى للسياسات المالية والاقتصادية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمزيد من الإجراءات المؤيدة للنمو.

وذكر المستشار السابق أن "النمو في أوروبا هام للصين والعكس بالعكس"، وأضاف قائلا "كلا نا يعتمد على الآخر".

/مصدر: شينخوا/