الشركات المتعددة الجنسيات ما زالت متحمسة للاستثمار في الصين

على الرغم من أن المحللين يلاحظون أنه هناك بوادر انسحاب لرؤوس الأموال الدولية من الاقتصادات الناشئة مثل الهند والبرازيل، لكن لا تزال لدى الشركات المتعددة الجنسيات مصلحة كبيرة في الاستثمار في الصين، لأنها تؤمن بتوقعات اقتصادية إيجابية وبوجود سوق كامنة بالصين.

يذكر أن رؤوس الأموال الدولية التي تعود إلى أوروبا والولايات المتحدة قد صدمت الاقتصادات الناشئة. ومع ذلك، تمكنت الصين من تأمين نمو تدفق الاستثمارات الأجنبية .

وصلت رؤوس الأموال الأجنبية التي استخدمتها الصين بشكل فعلي إلى 97.026 مليار دولار أمريكي في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام بزيادة 5.77 بالمئة على أساس سنوي، وفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة مؤخرا.

وقد شهدت رؤوس الأموال الأجنبية التي استخدمتها الصين بشكل فعلي نموا إيجابيا لمدة تسعة أشهر متتالية منذ فبراير هذا العام.

ووصلت الاستثمارات من الولايات المتحدة و28 دولة بالاتحاد الأوروبي إلى 3.039 مليار دولار أمريكي و6.402 مليار دولار أمريكي على التوالي خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، بزيادة 12.41 بالمئة و22.26 بالمئة على التوالي على أساس سنوي.

وأعلنت مجموعة فويث، أكبر الشركات العائلية في أوروبا، في فبراير 2012 إنها تعتزم زيادة استثمار 400 مليون يورو في الصين خلال السنوات الخمس المقبلة لتوسيع أعمالها في البلاد .

إلى جانب فويث، زادت العملاقة الفرنسية لمواد البناء سانت جوبان أيضا استثماراتها في الصين.

الجدير بالذكر أن المرحلة الثانية لإقامة مركز البحوث والتنمية لشركة سانت جوبان في شانغهاي، التي استثمرت 7 ملايين يورو، دخلت خدمة فعلية في 27 سبتمبر. وبلغت قيمة الاستثمارات لشركة سانت جوبان في المرحلتين الأولى والثانية 26 مليون يورو.

وقال بيير أندريه دي تشلندر، المدير التنفيذي لشركة سانت جوبان, إن شركته تركز على الاستفادة من السوق الصينية وستخصص استثمارات جديدة في الصين.

وشكلت الاستثمارات في الصين 10 بالمئة من استثمارات سانت جوبان الإجمالية في جميع أنحاء العالم، وسوف ترتفع هذه النسبة في المستقبل.

رغم ما تشهده الصين من تحديات تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التكاليف، إلا ان خبراء الشركات الأجنبية يعتقدون أنه لا يزال هناك المزيد من الفرص في الصين وذلك بفضل المكاسب الضخمة للإصلاح وتسارع عملية التحضر وترقية النمط الاستهلاكي للمواطنين الصينيين.

وقال شين دان يانغ، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، في بيان صحفي, إن الصين تواجه قضايا ملحة مثل ارتفاع التكاليف المحلية الواسعة النطاق والمنافسة الشرسة في السوق الدولية والتحول المتسارع للطلبات إلى البلدان الأخرى .

وأضاف شين أن زيادة التكاليف الشاملة قد تهز مكانة الصين كمصنع للعالم، لذا ينبغي على الصين أن تنظر إلى التحول الاقتصادي إلى منتجات ذات قيمة مضافة أكبر.

وعلى الرغم من العوامل السلبية المذكورة أعلاه ، لا تزال الشركات الأجنبية متحمسة جدا للاستثمار في الصين.

وقال فانس بيل، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة صناعات شاو، إن شركته ترى أن الوقت الراهن مناسبا جدا للدخول إلى السوق الصينية.

يذكر أن تعزيز الصين للتحضر وتوفير الطاقة وحماية البيئة سيجلب المزيد من الفرص، وفقا لوو هاو ون، ممثل عام لشركة سانت جوبان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف وو أن بناء منطقة شانغهاي للتجارة الحرة ينتج أيضا فرصا كبيرة للشركات داخل الصين وخارجها.

/مصدر: شينخوا/