بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    سعي صيني إلى دفع تطور الحضرنة والحضارة الأيكولوجية معا

    2013:12:26.14:16    حجم الخط:    اطبع

    "المدن يملؤها الضباب الدخاني، والأنهار تغيرت ألوانها، والغابات قطعت....علينا أن نعتذر للجبال والأنهار. " كانت هذه نهاية فيلم "على القياس الشخصي" الذي يعرض الآن في قاعات السينما الصينية، والذي كشف عن التبعات الكارثية التي جلبها التطور السريع للمدن الصينية.
    الواقع منبع الفن. خلال أكثر من 30 سنة من الإصلاح والإنفتاح، أصبحت الصين ثاني أكبر إقتصاد عالمي، وتقدمت خلالها عملية الحضرنة بسرعة رهيبة. وفي عام 2012، بلغ عدد سكان المدن 710 مليون نسمة، ووصل معدل الحضرنة المتوسط العالمي تقريبا. لكن العديد من المناطق ظلت تضحي ببيئة المحيط من أجل اللهث وراء التنمية الإقتصادية، وأصبحت المشاكل البيئية تتابع في الظهور.
    ولهذا أبدى الإجتماع المركزي لأعمال الحضرنة الذي عقد مؤخرا إهتماما غير مسبوق بالحضارة الإيكولوجية، وطرح بأن التمدن يعد مرحلة تاريخية طبيعية، ويجب التمسك بالحضارة الأيكولوجية، والسعي إلى دفع التنمية الخضراء، التنمية المستديرة، والتنمية منخفضة الكربون، والتقليل من التدخل والإضرار بالطبيعة.
    وأشار أحد الخبراء إلى أن الحكومة الصينية تسعى في الوقت الحالي إلى إدماج الحضارة الأيكولوجية داخل عملية الحضرنة، وتسعى إلى بناء حضرنة صديقة للبيئة، وتحقيق التنمية المستديمة للمدن والإقامة المريحة للسكان من خلال نظرية "التنمية الخضراء".
    "الصين ستنشئ نموذج الحضرنة الجديد، والجديد هو ربط الحضارة الأيكولوجية بعملية الحضرنة." على حد قول الأستاذ بالمعهد الوطني للإدارة تشانغ جان بين.
    وأشار إلى أن تتالي ظهور الضباب الدخاني يدل على أن الصين قد وصلت إلى فترة محلة جدا لمعالجة المشاكل البيئية، فالصين في الحاجة إلى إعادة "الدين التاريخي" تجاه المحيط.

    وفي ظل التراجع التدريجي لإمتيازات الأرض والسكان، فإن مواصلة نموذج التنمية المرهق سيجعل منافع نجاعة التمدن تتراجع تدريجيا، كما أن طريق التمدن سيكون أضيق شيئا فشيء.
    وفي هذا السياق يقول مدير مرزكز أبحاث تنمية المدن والبيئة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية بان جيا هوا أن إهتمام الحكومة المركزية بالحضارة الأيكولوجية ليس شكلا، وإنما تنفذ إجراءات لتعزيز بناء البيئة الإيكولوجية، وتعمل على تأسيس مدن خضراء يحلو فيها العيش، ولا يمكن أن تواصل السير في الطريق القديمة المخربة للبيئة.
    ويؤكد بان جيا هوا على أن الحضرنة مركز عملية الحضرنة يجب يهتم بطاقة تحمل بيئة الموارد. وإذا فاقت طاقة التحمل، فإن البيئة ستبدأ في التقهقر، ولا يمكن تحقيق التنمية المستديمة. من جهة أخرى يجب تعجيل التعديلات الهيكلية في الصناعة، "في السابق لم نهتم بطاقة تحمل الجو والبيئة، ما تسبب في فائض كبير في العديد من مجالات التصنيع، وخاصة الصناعة الثقيلة."
    والآن تجبر المشاكل البيئية بقيادة الضباب الدخاني مختلف المستويات الحكومية على تسريع معالجة القطاعات المستنفذة للطاقة وعالية التلوث، والقضاء على قوة الإنتاج المتخلفة. وخلال الفترة الأخيرة، أعلنت منطقتي هايديان وتشاويانغ ببكين عن طرد 41 و138 شركة ملوثة للبيئة.
    وأشار الباحث بقسم إستشارات السياسات والأبحاث بالمعهد الوطني للإدارة دينغ يوان تشو، بأن الصين بصدد دفع عملية التمدن، عليها أن تقوم بالتحول الإقتصادي وتعميق مختلف جوانب الإصلاح، ولا يمكنها الإستمرار في إعتماد نمط التنمية القديم، بل يجب تنفيذ عملية التمدن ذات جودة عالية من خلال حفز التناغم الإيكولوجي والإقامة المريحة للسكان.
    هناك بعض المدن قد أدركت هذه النقطة. مثلا، في الوقت الذي تعمل فيه مدينة ينتشوان حاضرة إقليم نينغشيا لقومية هوي المسلمة خلال السنوات الأخيرة على توسيع نطاق المدينة، تعمل أيضا على بناء "أفضل مدينة في شمال غربي الصين من حيث جودة الحياة وفرص العمل "، وتأسيس صورة للمدينة تستجيب لـ "المدينة الصحية في الصين"، "مدينة الحدائق في الصين"، من خلال تحسين "البيئة الناعمة".
    من جهة أخرى، يرى الخبراء أن دفع عملية الحضرنة من خلال مفهوم الحضارة الأيكولوجية لا يتجسد في المنظر العام للمدن فقط، بل التفاصيل لا يمكن تجاهلها أيضا. مثلا تخطيط المدن يجب ألا يسعى وراء الساحات الكبيرة والطرق الواسعة فحسب، بل يجب أن يفكر كذلك في بناء مناطق لإستراحة السكان ومناطق خضراء، وإنشاء "حلقات إيكولوجية صغيرة" في المدن يطيب فيها العيش.

    تابعنا على