المستثمرون الصينيون يتدفقون على دبي لشراء العقارات

يعمل فابيو في شركة لإدارة العقارات بدبي، وهو يشعر بتحسر كبير لأنه لايتحدث اللغة الصينية. "هناك أعداد متزايدة من المستثمرين الصينيين بدؤا يشترون العقارات بدبي، " ويضيف فابيو في تصريح لصحيفة "بيزنس تايم" الصينية ان "رغم أنه على مستوى العدد، لايزال عدد المستثمرين الصينيين أقل من المستثمرين القادمين من أوروبا وأمريكا، وروسيا والهند، لكنهم يمثلون المستقبل."

بعد أزمة العقارات التي عاشتها دبي في سنة 2008، تستقطب دبي الآن مستثمرين من كافة دول العالم، بما في ذلك المستثمرين الصينيين. وفي السنة الماضية، صعدت أسعار العقارات في دبي بقرابة 30%.

من أجل "القبض" على المستثمر الصيني، بدأت شركة النخيل المملوكة للدولة منذ السنة الماضية في إنتداب مسوقين يتحدثون اللغة الصينية. "نحن نشاهد عدد كبير من المستثمرين الصينيين يستقرون في دبي لأول مرة، وهذا نشهده لاول مرة." على حد قول علي رشيد رئيس المجموعة.

"أغلبية المستثمرين الصينيين من التجار الذين يعملون في دبي، وشراءاتهم تهدف أساسا للإستعمال الشخصي. وطبعا، نسجل زيادة في العقارات المعدة للإستثمار. " على حد قول مستشار مبيعات الشقق بشرطو بيتر هومس أكبر مؤسسة للخدمات العقارية ديريك خلال تصريح لصحيفة "بيزنس تايمز". "في الشهر الماضي، إشترى مستثمر صيني 3 شقق، مساحة الشقة الواحدة 75 متر مربع، سعر الواحدة بـ 500 ألف درهم إماراتي (مايعادل 800 ألف يوان صيني)."

لايقتصر الأمر على الإستثمارات الشخصية، بل تعمل المؤسسات العقارية الصينية في الحالي على زيادة عمليات شرائها في الخارج. حيث أعلنت الشركة الصينية لمشاريع الإنشاء في العام الماضي عن تأسيسها لشركة قابضة ذات رأس مال مشترك مع شركة SKAI الإماراتية، للإستثمار في فنادق وشقق فاخرة تفوق قيمتها 1 مليار دولار بالجزيرة الإصطناعية "بالم الجميرة". ومن المتوقع أن تبدأ أشغال المشروع في سنة 2016.

ووفقا لتقرير "مؤشرات أسعار المسكان في العالم" الذي أصدرته مؤسسة الإستشارات العقارية Knight Frank في الشهر الماضي، فإن أسعار العقارات في دبي قد إرتفعت بـ 28.5% حتى الفصل الثالث من عام 2013، متجاوزة معدل الزيادة في البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ بـ 21.6% و 16.1%، حيث حلت في المرتبة الأولى عالميا.

كما أشار تقرير مؤسسة غولدمان ساكس الذي صدر قبل فترة وجيزة إلى أن أسعار العقارات في دبي في الوقت الحالي رغم إنخفاضها عن مستوى عام 2008 بـ 36 نقطة مئوية، لكنها قد إرتفعت بقرابة 30% مقارنة بأدنى مستوى لها في الفصل الثاني من عام 2011.

لكن، الإرتفاع السريع لأسعار المساكن في دبي لايجلب للإمارة مشاعر التفاؤل فقط، بل تتصاعد موجة جديدة من الجدل حول ما إذا كان إرتفاع أسعار العقارات سيجلب لدبي جولة جديدة من الفقاعات العقارية.

"فازت دبي بتنظيم معرض إكسبو العالمي للعام 2020، وهذا يعني أن سوق العقارات في السنوات سيحافظ على آداء قوي على الأقل خلال السنوات الستة القادمة"، يقول ديريك. لأن تنظيم معرض إكسبو العالمي سيجلب المزيد من فرص العمل والمزيد من المهاجرين، ماسيرفع الطلب على الشقق، وهذا بالنسبة لديريك، يعد مؤشرا لايقبل التشكيك على" فقاعة العقارات".

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/