مقابلة: النمو الصيني يقدم شيئا يعتمد عليه العالم

مدريد 11 مايو 2014 (شينخوا) يقدم نمط النمو الجديد الذي تبنته الصين دروسا للاقتصادات الأخرى بجميع أنحاء العالم، في الوقت الذي يوفر فيه هذا النمو فرصا لمن هو مستعد للحصول على المعرفة المحلية. هذه هي إحدى الرسائل التي فسرها لي هاي تاو الاستاذ في كلية تشيونغ كونغ للدراسات العليا في إدارة الاعمال خلال مقابلة له مع وكالة أنباء (شينخوا) خلال زيارته المقتضبة إلى اسبانيا. ويزور الاستاذ لي، وهو استاذ كرسي فى مجال المالية بالكلية، مدريد للترويج لدورة تدريبية في ماجيستر إدارة الأعمال تقدمها الكلية. ولديه أيضا خبرة واسعة ويعمل في هيئات المراجعة الدولية للتنظيم المالي وعلوم الادارة، كما عمل في جامعتي ميتشجان وكورنيل. بيد ان الأكثر أهمية، هو أنه مواطن صيني وشهد التغييرات الضخمة في البلاد على مدار السنوات الثلاثين الماضية. وأوضح "تغيرت الصين بشكل ملحوظ"، مضيفا "نشأت فى الصين وكانت الصين منذ ثلاثين عاما دولة فقيرة للغاية واقتصادها على حافة الانهيار ولكنها نمت على مدار الأعوام الثلاثين الماضية بحوالي 10 في المائة كل عام وانتقلت من اقتصاد صغير إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم." وأعرب لي عن تفاؤله بشأن أفق الاقتصاد الصيني.

وأكد لي لوكالة أنباء (شينخوا) "لا تزال هناك امكانيات هائلة للنمو في الصين وستكون خلال العقود القليلة المقبلة واحدة من محركات النمو في الاقتصاد العالمي." وعلق الاستاذ قائلا "أصبح العالم في عصر العولمة متعدد الأبعاد ولا يوجد نموذج فردي للنمو يعمل بشكل مثالي، حتى اقتصاد السوق الحر دخل فى مشاكل في الأزمة المالية عام 2008."

وقال "يحاول كل طرف الآن أن يجد أفضل سبيل لتحقيق النمو الشامل الذي يشمل ليس فقط الاغنياء ولكنه يشمل الجميع."

ويؤمن لي بان فلسفة كونفوشيوس تعطي الصين ميزة في هذه المسألة لاننا "نركز على المجتمع وليس الفرد."

كما ذكر الاستاذ لي إنه برغم ان الاقتصاد الصيني كان صغيرا قبل أن ينطلق النمو في نهاية القرن العشرين، إلا أنه تاريخيا كان قوة اقتصادية.

وأشار "ربما كان اجمالي ناتجنا المحلي ثلث اجمالي الناتج المحلي على مستوى العالم لألف سنة"، مضيفا ان سنوات النمو المستدام الثلاثين الماضية قد ساعدت في تعزيز ثقة هذه الأمة.

فتح النمو الصيني الباب أمام فرص لبقية دول العالم للاستثمار في الصين، بيد ان لي حذر من أن الأمر ليس ببساطة مجرد السفر إلى الصين وفتح مكتب هناك.

وقال "يجب ان تعرفوا الثقافة وتعرفوا الشعب وقواعد اللعبة. فلكل من الأوروبيين والأمريكيين والصينيين طريقته الخاصة في العمل، لذا يتعين عليكم أن تعرفوا كيف تقومون بالعمل في الصين"، مضيفة ان أفضل طريقة لفهم نمط العمل الصيني هو العمل مع المعرفة المحلية. وأضاف "من المهم للغاية الحصول على المساعدة المحلية والحصول على الاستشارة الداخلية حول كيفية العمل في الصين بدلا من مجرد الذهاب إلى ثقافة وبلد وبيئة اقتصادية مختلفة كليا."

/مصدر: شينخوا/