نيويورك 11 نوفمبر 2012 / اشاد وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري كيسنجر بانجازات التنمية في الصين، قائلا ان الصين تمضى قدما رغم الصعوبات التى ستواجهها فى السنوات القادمة.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة انباء ((شينخوا))، قدم كيسنجر تهانيه بمناسبة المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني، المنعقد حاليا في بكين.
وفى حديثه عن التقرير الهام الذي القاه الامين العام هو جين تاو امام مؤتمر الحزب، قال كيسنجر "لقد اعجبت للغاية بتأكيد التقرير على الاصلاح، وتعبيره عن الثقة بمستقبل الصين، وبنبرة التصالح فى السياسة الخارجية".
واصل كيسنجر، "كصديق قديم للشعب الصيني"، مراقبة الصين بشكل وثيق منذ زيارته الاولى لهذه الدولة النائية قبل 40 عاما.
وقد مهدت هذه الزيارة الطريق لاجتماع في بكين لأول مرة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي دونغ (1893-1976) والرئيس الامريكي الأسبق ريتشارد نيكسون (1913- 1994) عام 1972 والذي ادى فى النهاية الى تطبيع العلاقات الامريكية - الصينية في الاول من يناير 1979.
وقال كيسنجر، كشاهد على التنمية في الصين على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية خلال العقود الاربعة الماضية، لقد كان اداء رائعا للغاية.
وأضاف "لو وصف لي احد عندما رأيت الصين لاول مرة عام 1971، ما تبدو عليه الصين اليوم، او بعض صور للمباني التى يتخيلها، لقلت ان هذا جنون، لا يمكن ان يحدث، ولكنه حدث".
وقال انه مع تحول الصين الى نظام مالي عالمي لتصبح هى نفسها جزءا كبيرا منه، فانه من الممكن ان تتأثر الصين بالازمات في الأماكن الأخرى فى العالم، فى اشارة الى الازمة المالية في الولايات المتحدة 2008، وأزمة الديون الحالية في أوربا.
وأضاف "لكن المثير أن نرى فى كلا الأزمتين ان الحكومة الصينية، بعد فترة قصيرة من فهم المشكلة والتكيف معها، تمكنت من ركوب السفينة ومواصلة الإبحار فى الإتجاه الصحيح".
وفى حديثه عن التحديات التي تواجه الصين، قال كيسنجر ان الصين "دولة ذات حجم شاسع وطموحات ضخمة"، وقد بدأت عملية تنمية البلاد من الساحل الى الداخل ومن الريف الى المدن، وهي مشكلة فنية هائلة فى بناء البنية الاساسية والاسكان والاتصالات.
وعلاوة على ذلك، ونظرا لان الصين على اتصال مباشر بالعديد من الدول، وانها هى نفسها جزءا من النظام الدولي بدرجة غير عادية، فإن كيفية تعديل الزعماء الصينيين لسياسة البلاد لتتكيف مع هذا الوضع تمثل تحديا امامهم.
وبالنسبة لقضية محاربة الفساد التى تمت الاشارة اليها في تقرير المؤتمر ال18، قال كيسنجر انه لا سبيل تقريبا لتجنب الفساد خلال تطور البلاد من مستوى منخفض للغاية الى اخر مرتفع جدا، ولكن الزعماء الصينيين حددوه بأنه مشكله وصمموا على حلها.
وقال ان "خبرتي مع الزعماء الصينيين تقول بانهم يفون بوعودهم، ولذا فأننى متفائل".
وبالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، قال كيسنجر ان التعاون بين البلدين امر حيوى بالنسبة للسلام العالمي، وانه يتعين على الحكومتين الإرتفاع على المضايقات اليومية.
واضاف "عندما تكون دولتان عظيمتان على اتصال كل بالأخرى، سيحدث أحيانا أن تطأ كل منهما أقدام الأخرى. والمشكلة هي كيف نعالجها، والاكثر اهمية كيف نخلق رؤية للمستقبل".
وقال ان البلدين في حاجة لاستئناف وتكثيف المشاورات بين القيادتين، والعمل على مستويات متعددة، ومحاولة ايجاد مشروعات يمكنهما العمل فيها معا.
وباعتباره احد القلائل الذين اجروا تفاعلات مع كافة الاجيال الاربعة من الزعماء الصينيين، فإن لدى كيسنجر "آمال كبار" فى الجيل الجديد من الزعماء، والذين سيكشف عنهم عقب مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني.
وقال "والان، يتولى هذا الجيل موقعه في فترة من الاضطرابات، كما ان لديهم خبرة مختلفة في حياتهم الشخصية "، وأضاف "لقد واجهوا قدرا كبيرا من الصعوبات قوت من عزائمهم في مواجهة التحديات المتعددة التي يواجهونها اليوم".
وأضاف انه "استنادا الى خبرة الصين السابقة، فإننى أتوقع لها ان تمضى قدما. وبالطبع، ستكون هناك صعوبات، لكن التقدم ليس سلسا وليس متواصلا دون انقطاع على الإطلاق".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn