مقابلة: وكالة أممية تقول ان امريكا اللاتينية والصين تشتركان في تحديات مماثلة في سعيهما لتحقيق المساواة الاجتماعية

بوينس ايرس 11 نوفمبر 2012/ صرحت مسؤولة بارزة لوكالة اقليمية تابعة للامم المتحدة ان تحديات التحول الهيكلي من اجل المساواة الاجتماعية في دول امريكا اللاتينية والكاريبي "مماثلة بدرجة كبيرة لتلك الموجودة في الصين".

وقالت اليشيا بارسينا السكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لامريكا اللاتينية والكاريبي لوكالة انباء ((شينخوا))، ان "الصين تمر بتغيير هيكلي عميق، واكثر التحديات تعقيدا فيه هو كيفية حل الفجوات المحلية، بين المناطق الحضرية والريفية، وبين شرق البلاد، الأكثر تقدما بما حققه من الاختراقات التكنولوجية والصناعية، والغرب الذي يتطلب المزيد من التقدم".

وقالت المسؤولة التي قامت بزيارتها الأولى للصين الشهر الماضي، ان "هناك تحديات مشتركة أيضا بين امريكا اللاتينية والصين، كما في حالة الحماية الاجتماعية وادارة التوترات المستقبلية ".

واضافت ان مشروع الصين الذي "يرسى المساواة في مركز استراتيجية التنمية هام للغاية لان امريكا اللاتينية تمر ايضا بعملية وضع المساواة في المركز ".

وفي جلسة كل عامين عقدت في سبتمبر في السلفادور، اكدت اللجنة الإقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبى على الحاجة الى تطوير تغيير هيكلي في المنطقة يسمح بالتقدم تجاه قطاعات المعرفة المكثفة، والتقارب للحد من الفجوات الداخلية والخارجية في الدخل والانتاجية، وتحقيق تقدم فى المساواة في الحقوق.

وخلال اقامتها في بكين، التقت بارسينا بوزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي، ونائب رئيس مجلس الدولة هوي ليانغ يوى، ومسؤولين اخرين بوزارة الخارجية.

وعلاوة على ذلك، حضرت قمة الأعمال السادسة بين الصين وامريكا اللاتينية في مدينة هانغتشو شرق الصين، كما حضرت اجتماعات في عدد من مراكز البحوث والمعاهد الاكاديمية.

وقالت ان رحلتها كانت "شيئا مبهرا"، حيث سمحت لي بان اكون في الصين لحضور تلك المناسبة، كما اتاحت لي الفرصة للالتقاء بمسؤولين بارزين ورؤية التقدم الذي حققته البلاد في كل اتجاه، والتحديات التى تواجهها ".

واضافت ان "هناك جوانب تقدم هامة وتحديات كبرى".

واشارت المسؤولة الى ان التغيير الهيكلي في الصين "عميق للغاية نظرا لان التعداد السكانى للحضر والريف يتحول سريعا".

وقالت "يمكننا هذه الايام رؤية عملية حضرنة فى الصين تبلغ حوالى 51 في المائة، فيما اصبحت امريكا اللاتينية بالفعل قارة 80 بالمائة منها مناطق حضرية"، ويمكن للجانبين تبادل الدروس المستفادة من هذه العملية.

وقالت بارسينا انها متشوقة لرؤية كيف استثمرت الصين بنجاح في مجال العلوم والتكنولوجيا، والذى حسن بدرجة كبيرة من انتاجية البلاد.

وأضافت "ولذلك، فان هذا النوع من الاعمال، اى الانشطة التي تم القيام بها فى هذه العملية، بالغة الأهمية بالنسبة لنا".

واوضحت ان نموذج التنمية الصينية يختلف عن نظيره في امريكا اللاتينية "بمعنى ان الصين، بعد تجاوز معدلات الاستثمار فيها 40 بالمائة، تحاول الآن التحول نحو زيادة الاستهلاك المحلي، وهذا التعديل الهيكلي سوف يستمر سنوات طويلة جدا".

وقالت ان "لدى الصين، الى حد ما، عملية، وبرنامج، وجدول في الخطة الخمسية ال12 والتي تولي اهمية كبرى لضمان الأحوال المعيشية لسكانها، وتضع التوسع في الطلب المحلي كأحد الموضوعات المركزية. كما يتوقع ان تغير سياسة التجارة الخارجية نحو تجارة داخلية أكثر، وسنرى هذه التغييرات الكبيرة قريبا جدا."

وتوقعت بارسينا ان يتم استبدال تجارة الشمال - الشمال بين عامي 2017 و2020 بتجارة اقوى بين الجنوب - الجنوب.

وقالت "على سبيل المثال، فإن التبادلات الاقتصادية بين اسيا - الباسيفيك وامريكا اللاتينية أمامها آفاق كبرى باعتبار ان لدى المنطقتين طبقة متوسطة صاعدة من ناحية، حتى اذا وقعنا فى"شرك متوسط الدخل"، والذى لا يختلف عن كيفية معالجتنا لعدم المساواة الداخلى فى الدول".

وبحسب المسؤولة، فقد نشرت اللجنة الاقتصادية لامريكا اللاتينية والكاريبي الطبعة الاولى من مجلتها الرسمية باللغة الصينية الشهر الحالى، وتشمل مقالات عن الصين في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الثنائي.

وستعقد الوكالة الاممية ندوة حول الحماية الاجتماعية عام 2013 بمشاركة أخصائيين صينيين.

/مصدر: شينخوا/