بكين 26 نوفمبر 2012/كانت الهند في الكتابات الصينية بالعصور القديمة بمثابة أرض مقدسة نشأت فيها البوذية السمحة وبشرت بتعاليمها التى تدعو لحب الخير.
وكانت الحضارتان تتسمان بشكل واضح بالنمط السلمي لقرون مع بعضهما البعض عبر جبال الهيمالايا. وجاء بعد ذلك الغزاة الغربيون الذي زرعوا بالخديعة بذور النزاعات الاقليمية بين البلدين وحتى أنهم اشعلوا حربا حدودية في عام 1962.
واليوم، يبدو أن النزاعات القائمة والمنافسة بين البلدين، والتي تغطيها العديد من وسائل الإعلام الغربية بشكل كبير، اصبحت هي كل ما تمثله العلاقة بين القوتين المتصاعدتين.
ومع ذلك فإن القصة الحقيقة للتنين والفيل لا يزال يمكن كتابتها في مزيد من الصفحات من اجل تحقيق التعاون بدلا من المواجهة. في الوقت الذي يتم فيه المبالغة على نحو غير ملائم بشأن نزاعاتهما.
فقد قامت الصين والهند بافتتاح جولة جديدة من الحوار الاقتصادي الاستراتيجي اليوم (الاثنين) في نيودلهي. وتعد المحادثات منبرا هاما للحوار من اجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجموعة من المجالات من بينها البنية التحتية والتكنولوجيا الفائقة والطاقة.
وفي الحقيقة فإنه على مدار سنوات قليلة ماضية، جعل التوسع السريع في التجارة الثنائية الصين اكبر شريك تجاري للهند. كما تمثل الامكانيات الاقتصادية التي لم تكتشف بعد على نطاق واسع في البلدين امكانيات هائلة للنمو التجاري المستدام.
وعلى صعيد متصل فقد بدأت شركة هواوي وزد تي آي، للاتصالات في الاستثمار في الهند منذ عام مضى. في الوقت الذي يجري فيه العمل بالفعل في مشروع مشترك بقيمة 1.75 مليار دولار امريكي لانتاج سيارات فاخرة من طراز "جاجوار ولاند روفر"، بمشاركة كل من شركة "تاتا" الهندية لتصنيع السيارات وشركة "تشيري" الصينية.
وفيما يتعلق بالمميزات التي تتمتع بها كل دولة، فإن الصين يمكنها تعلم كيف تطور الهند صناعة البرمجيات وتنظم قطاعاتها المالية، لا سيما في المناطق الريفية، في حين أن خطط الهند الطموحة للاستثمار في البنية التحتية على مدار السنوات الخمسة قد يوفر العديد من الفرص للشركات الصينية ذات الخبرة.
وتأتى الثقة فى محافظة البلدين على العلاقات الاقتصادية التى تزدهر بشكل مطرد من مهامهما الصعبة المشتركة لتعزيز اقتصاداتهم، وتقليل الفجوة في الثروة وتحسين المستويات المعيشية.
وعندما يتعلق الامر بمواجهة بعض اكثر التحديات الحاحا فى العالم مثل التغير المناخي وتعزيز تمثيل الدول النامية في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإن الدولتين الاعضاء في مجموعة البريكس سيكونا على نفس الصفحة ايضا.
بيد أنه يتعين على البلدين أن يعملا معا بطريقة ذكية ومخلصة لحل خلافاتهما القائمة بشأن الحدود حتى يحولا دول فقدان السيطرة على الوضع.
ومن المريح بالنسبة لقادة البلدين أن يستعدا للتفاوض على المشكلة الحدودية. كما يتفقون على أن العالم كبير بما يكفي للصين والهند لكي يطورا اقتصاداتهما دون اثارة الصراعات.
ويجب على بكين ونيودلهي أن يدركا جيدا ويستعدا لامكانية ان يستغرق الامر سنين او عقود حتى يتم التوصل الى حل نهائى للقضايا الاقليمية الشائكة القائمة بينهما.
ويجب على القادة توخى الحذر حتى لا تصبح العلاقة الصينية-الهندية مهددة بسبب الاحاديث الطنانة حول الخلافات بين البلدين وامكانية مواجهة محتملة، والتى يأتى معظمها من الدول الغربية.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn