تقرير إخباري: العلاقات الصينية - الروسية تحرز مزيدا من التقدم

موسكو 6 ديسمبر 2012 / أحرزت العلاقات بين الصين وروسيا تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بفضل جهود البلدين.

وأحدث معلم من معالم تقدم هذه العلاقات الزيارة الحالية التي يجريها رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو لروسيا ومشاركته في الاجتماع الدوري الـ17 بين قادة الحكومتين الصينية والروسية والذي تستضيفه موسكو.

ومنذ أن وقعت كل من الصين وروسيا على معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي عام 2001، والتي وضعت أساسا متينا لدفع العلاقات الثنائية قدما، تمخض التعاون العملي بين البلدين عن نتائج مثمرة في شتى المجالات.

وفي هذا الصدد، قال سرجي ساناكويف، رئيس مركز روسيا - الصين للتعاون التجاري والاقتصادي، إن "العلاقات السياسية رفيعة المستوى" بين البلدين تواصلت خلال العام الجاري.

وأبلغ ساناكويف وكالة الأنباء ((شينخوا)) بأن الصين كانت من أوائل الدول التي زارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي أعيد انتخابه مؤخرا- ضمن أولى جولاته الخارجية. وفي الربيع الماضي، زار نائب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ روسيا، ما أدى إلى رفع مستوى التعاون الثنائي بين البلدين إلى درجة أعلى.

وعقب زيارة بوتين للصين في يونيو المنصرم، ومشاركة الرئيس الصيني هو جين تاو في اجتماع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك (أبيك) في مدينة فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا في سبتمبر المنقضي، تمثل زيارة ون جيا باو الحالية لروسيا حدثا مهما آخر في العلاقات الصينية - الروسية.

وفي هذا الصدد، أشاد لي هوي، سفير الصين لدى روسيا، بآلية الاجتماعات رفيعة المستوى الدورية بين البلدين، داعيا إلى إطار عامل ذي تصميم جيد على أن يكون "فريدا بين العلاقات الخارجية الصينية، ونادرا في العلاقات بين القوى الكبرى".

وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ قوه بينغ إن العلاقات الوثيقة بين الجارتين روسيا والصين تزدهر وبخاصة في مجالي الاقتصاد والتجارة، إذ وصل حجم التبادل التجاري الثنائي إلى 73.6 مليار دولار أمريكي في الأشهر الـ10 الأولى من العام 2012، بزيادة قدرها 13.4 بالمائة على أساس سنوي.

ولفت الدبلوماسي الكبير إلى أن هذا انجاز نادر في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وصرح لي هوي لـ ((شينخوا)) قائلا إن التجارة الثنائية بين البلدين تحافظ على زخم نمو جيد، وسوف تصل إلى الهدف المتمثل في 100 مليار دولار عام 2015 و200 مليار دولار عام 2020.

وتتمتع الصين وروسيا، بصفتهما اقتصادين صاعدين رائدين، بإمكانية نمو ضخمة. وتحتاج كل منهما الأخرى في قطاعات السوق والتكنولوجيا والاستثمار من بين مجالات أخرى، كما تمتلكان ميزات تكاملية.

ولفت لي هوي إلى أن البلدين بذلا جهودا مشتركة للنهوض بالتبادلات الشعبية والثقافية على مدار العقدين الماضيين.

وكانت الصين قد نظمت عام السياحة الروسية في العام 2012، ومن المقرر تنظيم عام السياحة الصينية في روسيا العام المقبل، كما اتفق قادة البلدين.

وتشمل الفعاليات التبادلية بين البلدين أيضا الاحتفال بالعام الوطني عامي 2006 و2007 وعام اللغة في 2009 و2010، ما ساهم في الارتقاء بالتبادلات الشعبية وتوطيد الأسس الاجتماعية للعلاقات الثنائية.

من ناحية أخرى، تعمل الصين وروسيا على تقوية التنسيق بينهما على الساحة العالمية في حين يشهد العالم تغيرات سريعة.

وفي هذا الإطار قال فدور لوكيانوف، رئيس تحرير صحيفة "روسيا في الشئون العالمية"، لـ((شينخوا)) إن الصين وروسيا تتقاسمان وجهات نظر متشابهة حول بناء عالم متعدد الأقطاب، وتناصر كل منهما احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للبلدان.

ويتعاون البلدان، العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، عن كثب في القضايا الدولية الرئيسية مثل السعي إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، والدفع من أجل استئناف سريع للمحادثات النووية الإيرانية، والمشاركة في المحادثات السداسية بهدف حل المشكلات القائمة في شبه الجزيرة الكورية، حسبما قال خبراء محليون.

ووفقا للخبير لوكيانوف، فإن المستوى الحالي للعلاقات الصينية - الروسية "يوشك أن يبعث على التفاؤل"، مضيفا أن "روسيا والصين لم تتمتعا بمثل هذه العلاقات الطيبة من قبل. لا توجد مشكلات قادرة على تشويه العلاقات".

وصرح السفير لي هوي في مقابلة مع وسائل إعلام صينية وروسية مؤخرا بأن البلدين يتطلعان إلى دفع شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بينهما قدما في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والطاقة والتبادلات الشعبية.

وتحتاج كل من روسيا والصين إلى بعضهما البعض في تنميتها باعتبار أن كل واحدة منهما تمثل بالنسبة للأخرى أكبر جار وبصفتهما قوتين اقتصاديتين وسياسيتين كبيرتين في العالم.

وذكر لي هوي أيضا أن "ثمة حاجة إلى وجود علاقات مزدهرة وودية ومستقرة بين الصين وروسيا من أجل دفع التنمية في العالم بأسره".

/مصدر: شينخوا/