بكين   مشمس جزئياً 11/0 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

سفير الصين لدى اليمن :الصداقة الصينية ـ العربية صامدة أمام اختبارات الزمن

2013:03:14.17:09    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 14 مارس عام 2013- الصفحة رقم:03

يتساءل الكثير من الناس عن مدى تأثير رياح التغيير التي هبت في بعض الدول العربية على الصداقة الصينية ـ العربية التقليدية. وأجيبهم، بأن الصداقة الصينية ـ العربية شجرة شاهقة صمدت أمام اختبارات الرياح والأمطار لآلاف السنين، وأن مشاعر الشعوب العربية اتجاه الشعب الصيني لم تتغير أبدا، وتوقعات الشعوب العربية من الصين في تزداد مستمر.

إن التغيرات المبهرة التي أحدثتها رياح التغيير التي اجتاحت بعض دول العالم العربي قبل عامين، جعل البعض يتساءل عن مدى إمكانية صمود الصداقة الصينية ـ العربية التقليدية أمام اختبار الرياح. وتساءل أيضا عن نظرة الأنظمة العربية الجديدة والشعوب العربية للصين. لكن باعتباري سفير الصين لدى اليمن، فقط كان ما حصل في اليمن خلال فترة الاضطرابات وتغيير النظام عبئا ثقيلا علينا.

دعيت أصدقائنا اليمنيين الذين سبق وأن درسوا في الصين في حفل استقبال عيد الفوانيس هذه السنة. وقد خططت لدعوة 100 شخص فقط، لم أتوقع أن ينتشر الخبر، ويصل عدد الحاضرين في النهاية ما يقرب 200 شخص. كما حضر الحفل مسئولون في الحكومة اليمنية وبعض الشخصيات من الحزب الحاكم والمعارضة اليمنية، وبعض من " شباب الثورة " في اليمن. وأعرب الحاضرون عن أن اي تغيير في النظام أو الزعماء في اليمن أو في دول عربية أخرى لن يؤثر على تقارب الشعوب العربية اتجاه الشعب الصيني، وأن وتوقعات الشعوب العربية من الصين في تزايد مستمر، لان الصداقة الصينية ـ العربية متجذرة في التاريخ وفي المجتمع الدولي،وهي شجرة شاهقة صمدت أمام اختبار الرياح والأمطار لآلاف السنين.

نعم. فإن التاريخ يؤكد أن توثيق التبادلات الصينية ـ العربية كان منذ فترة طويلة. فقد زرت ميناء عدن في اليمن منذ فترة قصيرة وشاهدت هناك نصب تذكاري لتشينغ خه شامخ. حيث قام الملاحون الصينيون منذ أكثر من 600 عاما بثلاث زيارات إلى عدن، ولا تزال العديد من القصص عن تشينغ خه منتشرة في اليمن.وبمناسبة عيد الربيع، قدم زعيم المعارضة اليمنية محمد باسندوة الذي تولى منصب رئيس وزراء اليمن بعد التغيرات السياسية التي حدثت في اليمن تهانيه الخالصة للشعب الصيني في الدوائر التلفزيونية المغلقة وقال:" إن الاتصالات الودية بين الشعب اليمني والشعب الصيني قد بدأت قبل ظهور الإسلام، وإن اليمن مؤسسة العلاقات الودية بين العالم العربية والصين."

بعد فترة قصيرة من بدأ عملي كسفير الصيني لدى اليمن، استلمت دعوة من احد أعضاء المنتخب اليمني لحضور اجتماع الجمعية العامة، وعند وصولي إلى مقر الاجتماع تبين لي أنني الدبلوماسي الأجنبي الوحيد بين الحاضرين. وبحسن نية قال لي وزير الرياضة اليمني الذي كان من المعارضة اليمنية:" نعم صحيح نحن لم ندعو إلا سفير الصين لدى اليمن، لان الصين اكبر مساهم في الرياضة اليمنية."وكان اللاعبين الشباب اليمنيين يهتفون" الصين !، الصين!"، وعدت بذهني إلى قبل 28 عاما.وفي عام 1985، عندما كنت طالبا جامعيا عملت في الترجمة بين الرياضيين اليمنيين والمدربين الصينيين. حيث أرسلت الصين مدربين من الدرجة الأولى لتدريب مجموعة من الرياضيين في اليمن ويتحولون من أبطال العرب إلى أبطال العالم، كما رفع من المعايير الشاملة للرياضة الشعبية في اليمن. كما ساهمت الصين في ستينات وسبعينات القرن الماضي في بناء مدارس مهنية في المدن اليمنية الرئيسية، للمساعدة على رفع المستوى التعليمي والثقافي للشعب اليمني، كما أن العديد من معلمي المدارس المهنية في العاصمة اليمنية صنعاء هم من الصين.وهناك الكثير من اليمنيين قد تكونوا في تلك المدارس وهم فخورين بذلك وقولون دائما:" كنت طالبا في تلك المدرسة!"، كما ساهمت الصين في إنشاء أول طريق وأول جسر وأول مصنع في اليمن، ووصل أول فريق طبي صيني إلى اليمن منذ أكثر من 40 عاما. ولا يزال أصدقائنا اليمنيين يتحدثون عن ذلك حتى الآن. ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية ـ اليمنية عام 1957، تغيرت الحكومة اليمنية عدة مرات،لكن الصداقة بين شعبي البلدين تزداد عمقا، كما أن اليمن ظلت تؤيد الصين بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين.

وصل وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي في مايو العام الماضي تونس التي حدث فيها التغيرات السياسية للمشاركة في الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي. وقد شارك فيها جميع وزراء خارجية الدول العربية تقريبا، والكثيرون منهم وجود جديدة. وأكد وزراء الخارجية العرب بإجماع على أن التغيرات التي تحدث في العالم العربي لن تؤثر على التعاون والصداقة الصينية ـ العربية،والدول العربية حكومات وشعوب ممتنين لدعم الصين على المدى الطويل للقضايا العربية وبالخصوص القضية الفلسطينية،ودعا إلى مواصلة تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي الصيني ـ العربي.

ولدينا أسبابنا الخاصة للوثوق في ذلك، لأنه طالما نأخذ التاريخ في الاعتبار، ونبذل كل الجهود الرامية إلى تعزيز الصداقة بين شعبي البلدين، فإن رياح الصداقة الصينية ـ العربية سوف تستمر إلى الأبد!.



/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات