بكين   مشمس ~ غائم 11/1 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: مواصلة تنمية العلاقات الصينية ـ الأفريقية بما يضمن مصالح الجانبين

2013:03:22.15:06    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم22 مارس عام 2013- الصفحة رقم:21

قامت ديبورا بروتيجام مديرة مشاريع التنمية الدولية والأستاذة بقسم الخدمات الدولية بالجامعة بجامعة (جونز هوبكنز) الأمريكية في كتابيها،"هدية التنين ــــ القصة الحقيقية للصين في أفريقيا"و" المساعدات الصينية والتنمية الأفريقية: انطلاق الثورة الخضراء" وغيرها من الكتب الأخرى، بتكوين رؤية تاريخية عن تطور علاقات التعاون بين الصين والبلدان الإفريقية. وقد قامت ديبورا بروتيجام بأبحاث متعددة حول العلاقات الصينية ـ الأفريقية لأكثر من 30 عاما.

الخبراء الصينيون قدموا حقلا من المساعدات للأفارقة لتحقيق التنمية المحلية

منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بدأت ديبورا بروتيجام دراسة اللغة الصينية، وانتقلت إلى سيراليون عام 1984 للمساعدة في مشروع زراعة الأرز. وبعد انتهاء الحرب الأهلية في سيراليون عام 2009،رجعت مرة أخرى للاستمرار في مساعدة الصينيين في مشروع زراعة الأرز. لكن، البعض في عاصمة سيراليون فريتاون قال لها أن المشروع لم يعد له وجود،إلا أنها أصرت على البحث، وبعد يومين وصلت إلى مزرعة ياماها لامبا في مكان بعيد بمقاطعة كينيما بسيراليون على الحدود ليبيريا،واكتشفت أن مشروع تطوير زراعة الأرز الذي تم بمساعدة الصينيين جيد جدا.وقال السكان المحليون،أنه طيلة السنين الماضية، كان الخبراء الصينيين يأتون لهذه المنطقة من وقت لآخر، لتحسين السدود وأنظمة الري وتعليمهم تقنيات زراعة الأرز. وقد تأثرت ديبورا بروتيجام كثيرا لهذا، حيث أن الخبراء الصينيون لم يتركوا المشروع واستمروا في مساعدة السكان لتحقيق التنمية المحلية، بالرغم من الحرب الأهلية التي مزقت سيراليون.

الشركات الصينية تلتزم بخلق فرص عمل في إفريقيا

تتفق ديبورا بروتيجام مع الصين في تقديم المساعدات للدول الأفريقية و مقولة (( لا تعطيني سمكه ،علمني كيف اصطاد)). وذكرت بروتيجام مثال شركة هواواي الصينية التي أنشأت مدرسة للتدريب في بعض الدول الأفريقية. وأشادت بالأعمال التي قامت بها الشركة البعيد عن المعونات الخارجية ودون ضغط من الحكومة الصينية، وإنما تلبية للاحتياجات العملية لمشاريع التنمية. وإن ما تقوم به الشركة هو من اجل خلق فرص عمل للسكان المحليين، بدلا من جلب العمال الصينيين إلى أفريقيا.

كما تتفق ديبورا بروتيجام أيضا على أطروحة أن التنمية في أفريقيا هي فرصة للصين،وأن التنمية في الصين فرصة لأفريقيا.وقالت أنه بالمقارنة مع الغرب فإن الصين قد رأت في وقت مبكر فرصة التنمية في افريقيا، لا سيما من حيث البنية التحتية. وفي الوقت الحاضر، تستثمر الشركات الصينية كل سنة في البلدان الأفريقية بكثافة في خطوط السكك الحديدة والطرق السريعة، والحفاظ على المياه،وإنشاء البنية التحتية ومشاريع أخرى. كما تولي الاهتمام الخاص بإنشاء السكك الحديدية، إذ أن هذا سوف يقلل من تكاليف نقل السلع في إفريقيا. وانطلاقا من الإحصاءات السنوية عن الاستثمارات الصينية في افريقيا، فإن الاستثمارات الصينية في أفريقيا ترتكز في المجالات الموارد المعدنية والبنية الأساسية.كما أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا خلقت العديد من فرص العمل للسكان المحليين.

ومن جهة اخرى،تعتقد ديبورا بروتيجامو أن الفرق الطبية الصينية قدمت الكثير في تعزيز وتطوير الخدمات الصحية يف البلدان الأفريقية،وقد لعبت دورا هاما في تحسين صحة السكان في أفريقيا.لكن هناك جوانب أخرى ينبغي إعادة النظر فيها.حيث أن عمل الفرق الطبية الصينية شاق للغاية، لكن تنقصها اتصالات شخصية. وعليه ينبغي على الفرق الطبية الصينية أن تغير أسلوب عملها،وأن لا يبقى على مستوى العلاج فقط،بل ينبغي مساعدة السكان المحليين على التدريب الطبي على نطاق واسع، وهذا قد يكون له تأثير مضاعف.

مواصلة التعاون أساس تطور العلاقات الصينية ـ الأفريقية

قالت ديبورا بروتيجامو أن الصين تنظر إلى علاقة المنفعة المتبادلة مع الدول الأفريقية بعيون منفتحة،ومستمرة في فتح آفاق جديدة.حيث أن تحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مهم جدا. و لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة دون المعاملة بالمثل. وإن الحكومة الصينية والشركات الصينية قد عرفت ذلك من وقت طويل، وتحاول ممارسة ذلك بجهد.

وأشارت ديبورا بروتيجامو إلى أن زيارة الزعماء الصينيون للبلدان الأفريقية منذ التسعينات من القرن العشرين حتى الآن دليل واضح على مدى اهتمام الجانب الصيني بالعلاقات الصينية ـ الأفريقية. وإن الشركات الصينية لديها مزايا تكميلية للغاية في التنمية الأفريقية، مقارنة مع التكلفة العالية للشركات الأمريكية. كما أن العلاقات الصينية التي كانت في السابق مجرد وسيلة للمساعدات الخارجية أصبح أساسها اليوم المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة والتعاون الطويل الأجل والتنمية المشتركة، وإمكانية ظهور مشاكل جديدة، ولن يكون سلسا. ومع ذلك، فإن العلاقات الصينية ـ الأفريقية أكثر واقعية والتعاون المربح للجانبين لا يزال مستمر.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات