تعليق: تحسين العلاقات الصينية - الأمريكية يتطلب إدارة ملائمة للخلافات

واشنطن 12 ابريل 2013 /وسط التوترات المشتعلة في شبه الجزيرة الكورية والاتهامات الأمريكية المتزايدة للصين بشأن أمن الفضاء الإلكتروني، من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت زيارة للصين هي الأولى بالنسبة له منذ توليه المنصب.

وتأتي زيارة كيري المرتقبة بعد أقل من شهر من زيارة وزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو للصين، والتي أعاد قادة بكين الجدد فيها التأكيد على الالتزام بتطوير الشراكة التعاونية القائمة على الاحترام والنفع المتبادلين بين الدولتين.

وفيما تكمل الصين عقد قيادتها الجديدة، في تطور يحدث كل في عقد من الزمان، وبينما بدأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا فترة ولايتها الثانية، تمر العلاقات الصينية - الأمريكية حاليا بمنعطف جديد مع اكتمال التعديل الحكومي الأخير في البلدين.

وقد اعتمد الرئيس الصيني المنتخب حديثا شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما فكرة السعي إلى نمط جديد للعلاقات ينبذ النظرية الصفرية التقليدية، والتي تقوم على أنه من الحتمي أن تصطدم أية قوة صاعدة بالقوة الكبرى القائمة.

لقد أظهر النمو السريع في العلاقات الصينية - الأمريكية على مدار العقود الماضية أن مثل هذا الهدف ليس فقط ملائما ولكنه أيضا قابل للتحقق إذ احترم كل من البلدين المصالح والمخاوف الرئيسية للآخر وتمت معالجة الخلافات بطريقة ملائمة.

وعلى الرغم من الخلافات بين الجانبين بشأن قضايا تتعلق بالتجارة وحقوق الإنسان وتايوان والتبت وأمن الفضاء الإلكتروني والنزاعات على الأراضي في آسيا، تتقاسم الصين والولايات المتحدة نطاقا عريضا من المصالح لاسيما فيما يتعلق بالنهوض بالنمو الاقتصادي والمحافظة على السلم الإقليمي والعالمي، ومواجهة الاحترار العالمي، ومكافحة الإرهاب ، من بين قضايا أخرى.

وتمثل جولة كيري المزمعة في آسيا، والتي يزور خلالها أيضا كلا من كوريا الجنوبية واليابان، تمثل ضرورة إضافية بسبب التوتر المتصاعد بدرجة خطيرة في شبه الجزيرة الكورية، والذي يهدد السلام والاستقرار في منطقة آسيا- الباسيفيك ككل.

وتتقاسم واشنطن وبكين العديد من المصالح في منع هذا التوتر من الخروج عن السيطرة نتيجة لسوء الفهم وسوء التقدير.

وتعارض الصين أية تصرفات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية، فيما تدعو الأطراف المعنية إلى رأب الصدع عن طريق المصالحة والتعاون.

وخلال وجود كيري في بكين، من المتوقع أيضا أن يتطرق الجانبان إلى تفاصيل التشاور الثنائي المتواصل وآليات الحوار، وفي مقدمتها الحوار الإستراتيجي والاقتصادي، وتعزيز التنسيق في الأطر المتعددة الأطراف التي توفرها مجموعة الـ20 ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك، من أجل تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية، وتحقيق نمو متوازن ومستدام وقوي في الاقتصاد العالمي.

وبحكم أنه خبير مخضرم في شئون السياسة الخارجية لواشنطن والمسئول الأول في إدارة أوباما عن السياسات المتعلقة بالصين، من المتوقع أن يلعب كيري دورا مهما في تطوير العلاقات الصينية - الأمريكية من منظور إستراتيجي بعيد الأمد عن طريق توطيد الحوارات الثنائية والثقة والتعاون المتبادلين.

نبع شعور جديد بالتفاؤل إزاء العلاقات الصينية - الأمريكية عندما لمح كيري خلال جلسة لمجلس الشيوخ عقدت في يناير الماضي لتأكيد تعيينه للمنصب، إلى أنه على الرغم من التنافس الاقتصادي مع الصين ووجود كثير من الخلافات، يتعين على الولايات المتحدة عدم النظر إلى الصين كعدو.

ويرى كيري أن من الضروري أن تقوم واشنطن بتقوية التعاون مع الصين في عدد من القضايا ومن بينها القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والبرنامج النووي الإيراني وتغير المناخ.

والأمر الأكثر أهمية أن كيري حذر من مزيد من البناء العسكري الأمريكي في إطار ما يطلق عليه "محور" آسيا - الباسيفيك، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوات قد تقود إلى شعور الصين بالشك في محاولة الولايات المتحدة احتوائها عسكريا.

وبينما حاول الساسة الأمريكيون تخفيف النبرة تجاه الصين خلال جلسة مجلس الشيوخ بهدف كسب التأكيد على تعيين كيري للمنصب، سوف ينتظر الناس لرؤية ما إذا كان وزير الخارجية الأمريكي الجديد سوف يعمل على تحويل أقواله إلى أفعال في تعاطيه المستقبلي مع العلاقات الأمريكية - الصينية أم لا.

/مصدر: شينخوا/