تعليق: الصين والهند قادرتان على تحقيق نتائج متكافئة الكسب وحل النزاعات

بكين 10 مايو 2013/ إن زيارة وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد الجارية حاليا للصين أكدت مجددا على توافق الجارتين العملاقتين على تحقيق نتائج متكافئة الكسب والتعامل على نحو مناسب مع النزاعات تجاه بناء علاقات ذات نمط جديد بين البلدان الكبرى في العالم.

ولفتت هذه الزيارة انتباه العالم حيث أنها جرت بعد وقوع حادث على الحدود بين البلدين وميل وسائل الإعلام الغربية إلى تناول العلاقات الصينية - الهندية في ضوء "خلاف حدودي" أو "تنافس استراتيجي".

بيد أن الحقيقة تكمن في أن زيارة خورشيد للصين قد تم الترتيب لها منذ فترة طويلة قبل وقوع الحادث الحدودي، وإنها جزء لا يتجزأ من التبادلات رفيعة المستوي التي اتفق عليها قادة الجانبين.

وفيما لا ينبغى علينا التظاهر بعدم وجود نزاعات حدودية وقضايا تاريخية بين البلدين، من الصعب انكار أن المشكلات عادة ما تحل بأسلوب سريع حيث تزداد العلاقات الثنائية نضجا يوما بعد يوم.

وبالنسبة للمراقبين الدوليين، فإن التركيز على الخلافات الحدودية، وهى ليست بأمر نادر الحدوث بين دولتين متجاورتين، يجعلهم يخاطرون بعدم رؤية الصورة الكبري للاتجاه الإيجابي ككل للعلاقات الصينية - الهندية والفرص والمنافع الضخمة التي يمكن أن تجلبها للمنطقة والعالم.

فقد أعلنت القيادة الصينية الجديدة أنها تعتبر علاقاتها مع الهند أحد أهم العلاقات الخارجية بالنسبة لبكين. وأكد خورشد، بصفته وزير خارجية الهند، مجددا على رغبة نيودلهي في توسيع التعاون الثنائي خلال زيارته الجاريةا.

جدير بالذكر أن الصين والهند دولتان ذاتا حضارتين عريقتين وتتمتعان بثقافات متألقة، وقد أصبحتا الآن من الاقتصادات الصاعدة والدول الهامة التي تتحمل مسؤوليات مشتركة فيما يتعلق بحماية الأمن والازدهار في المنطقة والعالم.

وإن إمكانات تعاونهما ضخمة، إذ أصبحت الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين للهند، وتهدف الدولتان إلى رفع حجم تجارتهما السنوية إلى 100 مليار دولار أمريكي في عام 2015.

كما ذكرت نيودلهي أنها تعتزم جذب المزيد من الاستثمارات الصينية وتشجيع الشركات الهندية على استكشاف السوق الصينية الشاسعة.

ومن ناحية أخرى، تتمتع التبادلات الشعبية بين الجانبين بآفاق رحبة للنمو، إذ أن لا يقوم سوى 20 ألف صيني بزيارة الهند و300 ألف هندي بزيارة الصين سنويا.

وفي ظل تنامي نفوذهما العالمي، يحمل التعاون بين البلدين في الشؤون الإقليمية والعالمية مغزى أكبر.

جدير بالذكر أن الصين والهند تتعهدان ببناء عالم متعدد الأقطاب وتعزيز إقامة نظام سياسي واقتصادي عالمي أكثر نزاهة في ظل تطابق الطموحات وتقارب الاهتمامات حول قضايا مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.

وإن الضجيج، الذي يثير الإعلام الغربي حول ما يسمى بتنافس (التنين والفيل)، يتجاهل الحقيقة التاريخية التي تقول إن بكين ونيودلهى تناصران منذ أمد طويل حقوق ومصالح الدول النامية.

وليس هناك أدنى شك في أن الدولتين، اللتين استطاعتا رفع راية المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في خمسينات القرن المنصرم، ستقدران أيضا على إقامة شراكة تعاونية ذات نمط جديد بين الاقتصادات الكبرى في العالم في القرن الجديد.

وبالرغم من وجود نزاعات وأوجه قصور في علاقاتهما، إلا أن السياسات والإجراءات التي يتخذها قادة البلدين تثبت أنهم متحمسون لإقامة نمط جديد من التفاعل الإيجابي تجاه تحقيق نتائج متكافئة الكسب.

وعلاوة على ذلك، فإن لزاما على الدولتين أيضا الحفاظ على علاقات تعاونية وصحية لأن المنطقة والعالم لا يستطيعان تحمل رؤيتهما على خلاف مستمر.

/مصدر: شينخوا/