تعليق: جولة الرئيس الصيني تهدف إلى إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية

مكسيكو سيتي 30 مايو 2013 / شهد العقد الماضي تدعيما مستمرا للعلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وستمنح جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتقبة للمنطقة هذه العلاقات دفعة قوية.

وقد قوبل التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية بمزيد من الاهتمام من جانب وسائل الإعلام والباحثين حول العالم في السنوات الأخيرة، ولذلك علاقة كبيرة بالأداء القوى للاقتصاد الصيني والنمو السريع لاقتصادات ناشئة مثل المكسيك والبرازيل، والتعاون الوثيق على نحو متزايد بين الصين والاقتصادات الناشئة في المنطقة.

ووفقا لورقة السياسيات الرسمية للصين تجاه أمريكا اللاتينية والكاريبي، ترى بكين أن الجانبين يمران بنفس مرحلة التنمية، ويواجهان نفس مهمة التنمية، ولديهما تطلع مشترك ألا وهو تعزيز الفهم المتبادل والتعاون.

وتتمتع الصين ودول المنطقة بمواقف متطابقة أو متماثلة حول القضايا المتعلقة بالعولمة الاقتصادية، والحفاظ على الاستقرار العالمي، وخلق نظام اقتصادي ومالي عالمي أكثر عدلا ونزاهة، ومكافحة الإرهاب.

وفي القرن الحادي والعشرين، منحت الزيارات المتكررة رفيعة المستوى قادة الجانبين فرصا لمقارنة المذكرات حول القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك، ودعم الآخر والتنسيق معه في الشؤون العالمية.

وساعدت الثقة السياسية بين الجانبين في تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة، والتعليم وفتحت آفاقا جديدة لتنمية العلاقات الثنائية بطريقة شاملة.

وتضاعفت التجارة الثنائية بين الصين وأمريكا اللاتينية في العقد الماضي، وشهد العام الماضي وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى 261.2 مليار دولار.

وعاد النمو السريع في حجم التبادل التجاري بالفائدة على التنمية الاقتصادية للجانبين. وقال بعض خبراء الاقتصاد إن الحجم الكبير لصادرات أمريكا اللاتينية إلى الصين في السنوات الأخيرة هو الذي حمي المنطقة من اللطمة الشديدة للأزمة الاقتصادية التي واجهها العالم بأسره.

ومن ناحية أخرى، يسعى الجانبان أيضا إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة.

ويتفق توسيع الاستثمارات في أمريكا اللاتينية مع إستراتيجية "التوجه نحو الخارج" التي تتبعها الشركات الصينية، ويلبى أيضا احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية لدول أمريكا اللاتينية.

وفي الوقت الحاضر، تصل الاستثمارات غير المالية للصين في أمريكا اللاتينية إلى ما يزيد عن 54 مليار دولار، وتنحصر أساسا في مجالي التعدين والطاقة.

وتعد المكسيك، وهى أحدى الدول الثلاث في المنطقة التي سيزورها الرئيس شي، سوقا ناشئة هامة تتمتع الصين معها بشراكة إستراتيجية.

وقال يوليسيس جرانادوس، الخبير المكسيكي في شؤون الصين، إن العلاقات الصينية-المكسيكية شهدت بعض التقلبات خلال فترة الحكومات المكسيكية السابقة، ولكن الرئيس الجديد إنريكي بينا نيتو يولى اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات مع الصين.

ويعرب عن اعتقاده بأن زيارة شي ستفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية حيث تأمل المكسيك في توسيع التعاون مع الصين في مجالات الزراعة، وتربية الحيوانات، والطاقة، والسياحة.

وتعد كوستاريكا، المدرجة أيضا في جولة شي المرتقبة، الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطي التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وتحافظ على علاقات تعاونية وثيقة مع الصين فيما تضخ الصين استثمارات ضخمة في كوستاريكا، بما فيها مشروع لتكرير النفط.

وذكرت تقارير إعلامية محلية إن كوستاريكا تأمل في توسيع التبادلات والتعاون مع الصين في مجالات مثل الطاقة، والتجارة، والبيئة، والبنية التحتية، والتعليم، والثقافة.

وستصبح زيارة شي لترينيداد وتوباغو ستكون أول مرة يزور فيها رئيس صيني دولة كاريبية ناطقة بالإنجليزية.

وأصدرت وزارة خارجية ترينيداد وتوباغو بيانا تؤكد فيه على الإسهامات التي قدمها الصينيون في البلاد للتنمية الاقتصادية والثقافية المحلية.

ومع تعليق آمال كبيرة على هذه الزيارة، فإنها سترتقي دون شك بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.

/مصدر: شينخوا/