تحليل اخباري: قمة شي-اوباما تركز على "الصورة الكبيرة" للعلاقات الصينية-الأمريكية

واشنطن 6 يونيو 2013 /من المقرر أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الامريكي باراك اوباما غدا وبعد غد للمرة الأولى منذ تولي القيادة الجديدة زمام الأمور في البلدين.

وسيركز القادة خلال القمة التي ستعقد في ولاية كاليفورنيا، على دفع "الصورة الكبيرة" للعلاقات الثنائية قدما في الوقت الذي يعتنيان فيه بمصالحهما، بحسب ما قال محللون امريكيون.

وقال مراقبون إن قادة اكبر اقتصادين في العالم سيسعيان لتحقيق شراكة شخصية اوثق عبر اجتماعات العمل غير الرسمية واللقاءات الثنائية. وذكر مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق زبجنيو بريجينسكى فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن القمة القادمة بين الرئيس الصينى شى جين بينغ والرئيس الامريكى باراك اوباما تأتى " فى وقتها تماما " و"مطلوبة بشدة " .

واشار الى ان " إن العلاقات الأمريكية الصينية هى أهم علاقات ثنائية فى العالم. والاستقرار الاقتصادى العالمى والأمن العالمى يعتمدان بشدة على العلاقات الصحية والودية والتعاونية والتى تتسم بالمواءمة المتبادلة بين امريكا والصين " .

بالنسبة للسفير الأمريكي السابق لدى الصين ستابلتون روي، فان حقيقة ان اجتماعهما هو الاول منذ تولي شي منصب الرئيس واعادة انتخاب اوباما مرة اخرى "يجعل الاجتماع الاكثر اهمية".

قال بوني جلاسير، مستشار بارز لشؤون اسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو بيت خبرة مقره واشنطن، إن القمة "هامة للغاية"، لأن قادة البلدين سيعقدان مباحثات طويلة ومعمقة بشأن العلاقات الامريكية-الصينية فضلا عن القضايا الاقليمية والعالمية.

وقال دوجلاس بال، نائب رئيس الدراسات في معهد كارنجي لدراسات السلام، بيت خبرة متخصص في السياسة الدولية بواشنطن، إن القادة سيتحدثان عن "الصورة الكبيرة" للعلاقات الثنائية.

واضاف خلال حديثه مع وكالة انباء ((شينخوا)) "الامر يتعلق بكيف يمكن للولايات المتحدة والصين تجنب الصراع، كيف يمكننا ايجاد سبل لتحقيق مصالحنا الخاصة بطرق تتلائم مع مصلحة كل دولة منهما ، او على الاقل لا تتعارض مع مصلحة الدولة الاخرى".

واقترح بال، في مقالة شارك في كتابتها الخريف الماضي، عقد قمة امريكية-صينية غير رسمية في 2013 لبحث المصاعب التي تواجه العلاقات الثنائية، "لتحويل تنافسنا الاستراتيجي إلى تعاون استراتيجي". واضاف إن قمة شي-اوباما الوشيكة فرصة للجانبين للعمل انطلاقا من "اساس جيد وبناء"، وليست مجرد ارث لسجل الصراع والتعاون في الماضي، وتجاوزه. كما سيبحث جدول اعمال القمة كيفية تجنب سياسة المباراة الصفرية التي نراها عادة فى تاريخ العلاقات بين قوتين قائمتين احداهما صاعدة وبناء نمط جديد من العلاقة القوية بين العملاقين.

واضاف روي " انه تطور ايجابى ان يدرك قادة البلدين المخاطر الموجودة في تزايد التنافس الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة واقر كل منهما بشكل منفصل مفهوم تطور نمط جديد من علاقة القوى الكبرى، يمكنها احتواء هذا التنافس والحد منه".

وعلاوة على ذلك، فإنه من المتوقع أن يبحثا "وجهات النظر حول منطقة اسيا-الباسفيك والمنظومة الدولية، والعلاقة الاستراتيجية الشاملة بين الولايات المتحدة والصين"، بحسب ما قال جلاسير.

واضاف "اذا تمكن قادة البلدين من الاتفاق على تلك القضايا الكبرى، سيخلقان اساسا افضل للتعاون بشأن قضايا معينة"، مثل تحديات الامن الالكتروني ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

بيد أن الخبراء حذروا من التفاؤل المفرط بشأن نتائج القمة المقبلة.

واضاف روي "من الخطأ ان نعتقد بأن كل قمة بين قوتين كبيرتين مثل الصين والولايات المتخدة يجب أن تخرج بنتائج هامة ملموسة للمراقبين في الخارج".

ومضى "مع ذلك، فإنه لايجب تضييع مثل تلك الفرص، لاسيما في المجالات التي قد يكون فيها ادارة العلاقات الثنائية اكثر صعوبة".

/مصدر: شينخوا/