مقالة : مغزى زيارة الرئيس الصيني إلى منطقة وسط آسيا في عيون الخبراء الصينيين

بقلم شيماء خه

بكين 4 سبتمبر 2013 / بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء زيارة إلى أربع دول في وسط آسيا تستمر حتى 13 سبتمبر الجاري، من المقرر أن يحضر خلالها القمة الثامنة لرؤساء دول مجموعة العشرين والاجتماع الـ13 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون. وفيما يلى أبرز علامات الاستفهام المطروحة وإجابات الخبراء الصينيين عليها.

-- ماذا يعني وسط آسيا بالنسبة للصين؟

قالت تشن يوى رونغ، الأمينة العامة لمركز الدراسات الصيني لمنظمة شانغهاى للتعاون، إن دول وسط آسيا تعني للصين الكثير: "حسن الجوار، وشريك التعاون المهم كان تاريخ الإتصال بين الصين وهذه المنطقة طويل.

وأضافت أن الصين ودول وسط آسيا كانت تقع على طريق الحرير الذي ربط الصين بوسط آسيا قديما وساهم في نقل حضارة الصين إلى دول المنطقة. واليوم، بات طريق الحرير مفعما بحيوية جديدة بفضل التعاون الاقتصادي المتعمق بين الصين ودول وسط آسيا.

وأشارت تشن إلي أن الصين تعتبر أكبر شريك تجاري لقازاقستان وتركمانستان وثاني أكبر شريك تجاري لقرغيزستان وأن التعاون الاقتصادي بين الصين ومنطقة وسط آسيا يتعمق ويتسع باستمرار.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قالت تشن إن منطقة وسط آسيا تتمتع بمغزى مهم بالنسبة للصين. فدول وسط آسيا ليست جيرانا مهمين في غرب الصين فحسب، بل هي أيضا أعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون (باستثناء تركمانستان) ويرتبط استقرار غرب الصين باستقرار وسط آسيا.

-- ما هي مجالات التعاون بين الصين ومنطقة وسط آسيا؟

قالت تشن إن التعاون في مجال الأمن يأتي على رأس أولويات التعاون بين الصين ووسط آسيا. إذ تقع منطقة وسط آسيا في نقطة التقاء قارتي آسيا وأوروبا، ولم يهدأ الوضع هناك بعد الحرب الباردة. وبدأت الصين ودول وسط آسيا التعاون الأمني الفعال في إطار منظمة شانغهاى للتعاون للحفاظ علي استقرار المنطقة.

وأضافت تشن ان زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ يمكن وصفها بأنها رحلة لتطوير وتعزيز التعاون العملي، حيث تأمل دول وسط آسيا التي تمر بمرحلة نمو سريعة في الحصول على التكنولوجيا والدعم الصينيين. فعلى سبيل المثال، هناك تعاون واسع النطاق بين الصين وقازاقستان في التكنولوجيا والبنية التحتية ؛ وترغب قازاقستان في الحصول على التكنولوجيا الصينية في مجال المرور؛ ويجري التعاون الصيني- التركماني في مجال الطاقة بشكل جيد؛ وتوجد طلبات من تركمانستان في مجالي التكنولوجيا العالية والبنية التحتية.

وترى تشن أن زيارة شي سوف تضخ حيوية جديدة في الإتصالات والتعاون في العلوم الإنسانية بين الصين ودول وسط آسيا. كما أنها تشكل فرصة سانحة لتعزيز معرفة شعب وسط آسيا عن الصين ودفع الإتصالات الشعبية.

-- هل سيضر الخلاف الامريكي-الروسي بقمة مجموعة العشرين؟

رأت هوانغ وي، نائبة مدير مكتب دراسات الحوكمة العالمية بقسم الاقتصاد والسياسة العالميين لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، أن قلق المجتمع الدولي "مقبول" إزاء احتمال تأثير الخلاف الأمريكي -الروسي على قمة المجموعة العشرين. ولكن الخلاف لا يغير من أهمية القمة حيث تهدف الدول الأعضاء الى دفع تنمية الاقتصاد العالمى، لافتة إلى أن إصرار أوباما علي المشاركة في القمة في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو يعكس أيضا أهمية هذه المنصة.

وأوضحت هوانغ أن أنظمة التعاون بمجموعة العشرين قائمة على مستويات مختلفة. فهناك اجتماعات لفرق المهام واجتماعات لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الأعضاء وغيرها . وفي حقيقة الأمر تجري أعمال مجموعة العشرين بشكل جيد، مشيرة الى أن قمة مجموعة العشرين هى منصة اقتصادية ومالية أصلا ، لا تشكل قضية الأمن والسياسة الخارجية الموضوع الرئيسي للقمة. لذلك لن يسيطر حادث سنودن (المستشار الاستخباراتي السابق المتهم بتسريب معلومات سرية عن برامج المراقبة العالمية للولايات المتحدة) وأزمة سوريا على برامج القمة.

-- ما هو الدور الذي تلعبه الصين في مجموعة العشرين؟

قالت هوانغ وى إنه بالرغم من أن الصين لم تشارك في الحوكمة العالمية منذ وقت طويل، لكنها أدرجت في قائمة رواد الحوكمة العالمية ومصممي بعض الأنظمة، مضيفة أن الصين هى وحدة اقتصادية ذات ثقل في العالم، وعنصر هام من بين أعضاء مجموعة العشرين، حيث يمكن أن يؤثر الاقتصاد الصيني على غيره بشكل مباشر؛ وفي نفس الوقت كان اقتصاد الصين اقتصاد مفتوح، ويمكن أن تترك التجارة العالمية تأثيرا كبيرا عليه. ورغم أن الصين لم تتوافر لديها تجارب كثيرة في الحوكمة العالمية، إلا ان ذلك لن يعرقل مساهمتها فى هذا الصدد.

وإتفق جيا تشينغ قوه، نائب رئيس معهد العلاقات الدولية لجامعة بكين معها، قائلا أن الصين تتمتع بتجربة في إدارة الاقتصاد, ويجب على قادة مجموعة العشرين أن يتعلموا من بعضهم البعض. فلا يمكن أن ينفصل اقتصاد الصين عن اقتصاد العالم والعكس، لذلك شاركت الصين بنشاط في عملية مجموعة العشرين ووضع النظام العالمي.

-- ما هو الدور الذي تلعبه منظمة شانغهاي للتعاون في وسط آسيا؟

قالت تشن يوى رونغ إن قمة منظمة شانغهاى للتعاون هي ذات مغزى خاص لاستقرار المنطقة، مشيرة إلى أن القمة تأتي في مرحلة خاصة حيث ستنسحب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2014، ويشكل الوضع الافغاني مصدر قلق لمنطقة وسط آسيا؛ علاوة على ذلك ما زالت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه اضطرابات سياسية، لذلك، ستكون القضية الأولي التي سيناقشها قادة منظمة شانغهاى للتعاون هى كيفية مواجهة هذا الوضع الجديد.

وأشارت تشن إلى أنه بالرغم من أن منظمة شانغهاى للتعاون ما زالت منظمة إقليمية شابة، لكنها حققت إنجازات واقعية على صعيد النمو الاقتصادي لمنطقة وسط آسيا وخاصة دفع التعاون الاقتصادي الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار المنظمة. كما لعبت دورا محوريا في حفظ استقرار وأمن هذه المنطقة .

/مصدر: شينخوا/