تعليق: تحسن العلاقات الصينية - اليابانية يتوقف على طوكيو

بكين 6 سبتمبر 2013 /اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لفترة قصيرة يوم الخميس على هامش قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج بروسيا.

وكانت المقابلة، التي غلفتها الكياسة وجرت في غرفة مخصصة لكبار الشخصيات المشاركة في القمة، أول إتصال مباشر بين زعيمي البلدين منذ أن رفضت الحكومة اليابانية تحذير بكين وقامت "بتأميم" جزر دياويو، التي تمثل أراضي موروثة للصين، في سبتمبر من العام الماضي.

وقد تدهورت العلاقات بين الجارتين الواقعتين في شرق آسيا منذ ذلك الحين.

ورغم الدعوات المتكررة التي أطلقتها إدارة آبي لعقد قمة ثنائية بهدف إصلاح العلاقات المتدهورة، إلا أن بكين لم تبد إهتماما بتلك العروض بسبب عدم مصداقية طوكيو.

فلم تتوقف اليابان قط، حتى وهى تمد غصن الزيتون، لم تتوقف عن الأداء بتصريحات هجومية والقيام بتحركات استفزازية لإفساد أجواء الحوار.

وفي أحدث تحرك، لم يتبع آبي تقليدا دام لعقدين من الزمان عندما أهمل التعبير عن الندم على العدوان الذي شنته اليابان على آسيا في الماضي وذلك في الذكرى الـ68 لاستسلامها في الحرب العالمية الثانية، وهى علامة بعثت القلق في نفوس جيرانها ومن بينهم الصين التي كابدت معاناة شديدة جراء الأعمال الوحشية التي ارتكبت على أيدي الغزاة اليابانيين.

إن استمرار طوكيو في إنكار التاريخ وموقفها المتشدد إزاء النزاع على الأراضي يحولان دون خروج أية محادثات بنتائج مثمرة.

وربما تصبح هذه المقابلة بداية طيبة، إذ تظهر رغبة بكين في إعادة علاقاتها مع اليابان إلى المسار الصحيح ولكن حدوث ذلك من عدمه مازال يتوقف على طوكيو.

ومن الأفضل للفاعل أن يتوقف عما يفعله. فاليابان هى من خلق "الصعوبات الكبيرة" أمام العلاقات الثنائية، لذا ينبغى عليها أن تأخذ بزمام المبادرة لكسر هذا المأزق.

وإذا كانت اليابان مخلصة في دعوتها إلى إجراء محادثات بغية تحسين العلاقات ، فعليها أن تتجاوز القول وتقوم بفعل حقيقي لتستعيد ثقة جيرانها وتعمل على تهيئة المناخ الصحيح.

فلا شك أن القول على نحو والفعل على نحو آخر درب خاطئ لا ينبغى السير عليه.

وبدون إتخاذ موقف صحيح تجاه تاريخها في وقت الحرب وبدون وجود نية حسنة لحل النزاع الإقليمي عبر المفاوضات، لا تضع اليابان الأساس لتحسين العلاقات .

ومن أجل صالح البلدين والمنطقة بأسرها، يرجع الأمر لليابان في إتباع الخيار الصحيح والمسؤول.

/مصدر: شينخوا/