وزير الخارجية: الرئيس الصيني ينقل للعالم وجهات نظر بلاده وثقتها خلال قمة مجموعة العشرين

عرض الرئيس الصيني شي جين بينغ وجهات نظر بلاده وقدم مقترحات الصين ونقل ثقتها خلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت مؤخرا، حسبما ذكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة.

وفي كلمته خلال مؤتمر صحفي عقب القمة التي استمرت يومين في هذه المدينة الروسية، أشار وانغ إلى أن القمة جاءت في وقت تشهد فيه الدول المتقدمة بعض الانتعاش فيما تواجه الاقتصادات الصاعدة تباطؤا اقتصاديا وسط استمرار تأثير الأزمة المالية العالمية.

وذكر الوزير أنه على أساس خلفية كهذه، تراقب كل من الدول المتقدمة والاقتصادات الصاعدة الصين عن كثب.

ولفت وانغ إلى أن شي قدم ، نيابة عن القيادة الصينية الجديدة، مجموعة من الأفكار الجديدة في القمة ومن بينها التنمية الابتكارية، والنمو المترابط، والمصلحة المشتركة.

وحث الرئيس الصيني أعضاء مجموعة العشرين على إقامة شراكة أوثق، واعتبار أنفسهم مجموعة ذات مصائر مشتركة، والتعاون مع بعضها البعض وسط التنافس، وتحقيق نتائج متكافئة الكسب عبر التعاون.

كما دعا جميع الدول إلى تبنى سياسات اقتصاد كلي مسؤولة، والعمل معا لتحسين الحوكمة العالمية، وحماية اقتصاد عالمي مفتوح وتطويره.

وباعتباره زعيم أكبر دولة نامية في العالم، أشار شي إلى أنه ليس في مقدور العالم تحقيق تنمية مشتركة بدون تنمية حقيقية في العالم النامي الشاسع، حسبما ذكر وانغ.

وأكد الرئيس الصيني على الحاجة إلى إصلاح المؤسسات المالية العالمية، والدفع من أجل إقامة نظام مالي دولي نزيه وشامل، وزيادة تمثيل وصوت الدول النامية في الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وقال وانغ إن أفكار شي، التي أدرج الكثير منها في إعلان سان بطرسبرج لقادة مجموعة العشرين، نقلت صوت الصين ورفعت مكانة الصين وتأثيرها في الحوكمة الاقتصادية العالمية.

-- اقتصاد الصين

وذكر وانغ أن شي أطلع أيضا البلدان الأخرى على الآفاق الاقتصادية للصين، مؤكدا على أن الصين غدت محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي العالمي.

وقال شي إن الصين تحافظ في الوقت الراهن على قوة دفع جيدة في نموها الاقتصادي، مشيرا إلى أن الصين ستعمل على الدوام على تعميق الإصلاحات وتوسيع الانفتاح فيما تتبع استراتيجية انفتاح متكافئة الكسب.

وأوضح شي أن الصين لديها من الظروف والقدرة ما يمكنها من تحقيق نمو اقتصادي مستدام وصحي لتقدم بذلك اسهامات أكبر للاقتصاد العالمي.

وذكر وانغ أن تصريحات شي مكنت قادة العالم من الحصول على فهم أكثر موضوعية ودقة للأوضاع الحالية والآفاق المستقبلية لاقتصاد الصين.

وقال وانغ إنه قد أقر على نطاق واسع خلال القمة بأن الصين عازمة تماما على مواصلة مسيرة الإصلاح والانفتاح وتتخذ خطوات قوية في هذا الصدد. وسوف ينمو اقتصادي صيني معدل بجودة أعلى ويتيح فرصا جديدة وأكبر لسائر أنحاء العالم.

-- دبلوماسية القمة

وخلال القمة، قام شي أيضا بدبلوماسية نشطة مع القادة الآخرين المشاركين.

فخلال اجتماعه مع فلاديمير بوتين، اتفق شي مع الرئيس الروسي على مواصلة تعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والطيران.

وذكر وانغ أنهما تعهدا أيضا بتدعيم التواصل والتنسيق الاستراتيجيين حول القضايا الرئيسية، والارتقاء بشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.

وعند مقابلة الرئيس الأمريكي، أكد شي وباراك أوباما مجددا على جهودهما المشتركة لإقامة نمط جديد للعلاقات بين البلدان الكبرى.

واتفقا على تعزيز الحوار، وتعميق التعاون، وإدارة الخلافات والسيطرة عليها على نحو ملائم ، وإيجاد المزيد من النقاط الممكنة للتعاون، وتدعيم التواصل والتنسيق حول الشؤون الإقليمية والدولية.

وذكر وانغ أن الاجتماع يحمل أهمية كبيرة في التأكد من أن العلاقات الصينية-الأمريكية تمضى على المسار الصحيح.

وخلال اجتماعاته مع قادة المكسيك والأرجنتين والبرازيل وألمانيا، توصل شي إلى توافق جديد ومهم معهم لتعزيز الثقة المتبادلة وتعميق التعاون.

وشرح شي أيضا الموقف الأساسي للصين حول القضية السورية، قائلا إن الصراع ينبغى معالجته وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية.

وفي معرض إشارته إلى أنه يتحتم السعى لإيجاد حل سياسي للقضية السورية، برهن شي على المبدأ الدبلوماسي للصين القائم على حماية السلام ودعم العدالة.

-- تحرك دبلوماسي كبير للصين

وقال وزير الخارجية الصيني إن حضور شي لقمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج كان بمثابة تحرك دبلوماسي كبير آخر للصين.

وأضاف وانغ أن شي يدرك بدقة التغييرات الحاصلة في المشهد العالمي واتجاه تنمية الصين، ويوائم بين الظروف الوطنية والأوضاع الدولية، ومصالح الدول المتقدمة ومصالح الاقتصادات الصاعدة، وتنمية الصين والنمو الاقتصادي العالمي.

وفي منتدى هام متعدد الأطراف مثل قمة مجموعة العشرين، طرح شي أيضا مقترحات ستساعد في تسهيل تطوير آلية قمة مجموعة العشرين ودفع الحوكمة الاقتصادية والمالية العالمية.

وذكر وانغ أن الرئيس الصيني حافظ على رؤية صينية فيما أخذ في الاعتبار مصالح جميع الجوانب وسط جهوده الرامية إلى توسيع التوافق الدولي وتعزيز التعاون العالمي.

وأضاف الوزير أن شي أظهر للعالم ثقة الصين وانفتاحها وتسامحها ومسؤوليتها باعتبارها دولة كبرى وأكد مجددا على التصميم الثابت للصين في دفع الإصلاح والانفتاح وتعزيز السلام والتنمية العالميين.

وفي ظل الظروف الجديدة، ستقدم الصين المزيد من الاسهامات للشؤون العالمية وستتعاون مع بقية العالم لبناء عالم متناغم يسوده السلام الدائم والازدهار المشترك.

/مصدر: شينخوا/