تقرير إخباري: التعاون بين الصين والإتحاد الأوروبي يدخل عصرا ايجابيا جديدا

بكين 27 مارس 2014/ أصبحت العلاقات الدبلوماسية متزايدة التقارب بين الصين والاتحاد الأوروبي من القضايا الساخنة مجددا على خلفية الجولة الحالية التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في أوروبا.

تركت الصين انطباعا إيجابيا لدى الأوروبيين بفضل دورها الفعال والبناء في الاندماج مع النظام الاقتصادي العالمي الحالي.

وقال محللون أجانب إن التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي سيساعد الجانبين في الاستفادة بعضهما من بعض والمشاركة فى عائدات الإصلاح وتعميق وضع مفيد للجانبين في إطار عملية الإصلاح لدى الجانبين.

وأشاروا أيضا إلى أن العلاقات الثنائية بين الجانبين تمر بأفضل مراحلها بفضل كثافة التبادلات والزيارات التي شملت قمة الاتحاد الأوروبي والصين التي عقدت في بكين في نوفمبر الماضي وزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لدول وسط وشرق أوروبا وزيارات زعماء أوروبيين لبكين.

وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوى في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الشراكة الاستراتيجية بين الإتحاد الأوروبي والصين من الممكن أن تلعب دورا هاما في تشكيل النظام العالمي، وقال إن الصين والإتحاد الأوروبي من أهم داعمي النظام العالمي المتعدد الأطراف مع وجود الأمم المتحدة في القلب منه.

وذكر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت الأمريكية أن "صناع القرار الصينيين يفهمون أن العالم يتغير وأن قوة واستمرارية الاقتصاد تعتمد على التكامل وليس العزلة".

وقد اعتبرت الصين دوما التكامل بمثابة بداية وحاولت أن تصبح قوة بناء وإصلاح في النظام الاقتصادي العالمي عن طريق التعاون.

وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن الإتحاد الأوروبي هو اكبر شريك تجاري للصين بحجم تبادل تجاري تجاوز 500 مليار دولار أمريكي على مدار ثلاثة أعوام متعاقبة. وارتفع حجم التبادل التجاري للصين مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 2.1% على أساس سنوي ليصل إلى 559.1 مليار دولار أمريكي في عام 2013.

لكن العلاقات الاقتصادية والتجارية ووجهت بضغوط دون شك بسبب الحاجة للتحول والتحديث بعد الأزمة المالية ،خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات التجارية والتحول من التجارة التقليدية إلى الاستثمار.

ومن الجدير بالملاحظة أن الجانبين أقرا بضرورة التعاون في مجال الاستثمار. وتم الاتفاق على بدء مفاوضات لتوقيع اتفاقية استثمارية في قمة الاتحاد الأوروبي والصين في فبراير عام 2012. وبدأت المفاوضات في القمة السادسة عشرة للإتحاد الأوروبي والصين في نوفمبر الماضي.

وقال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي كارل دي جوشت في بيان يوم الاثنين بعد يومين من المفاوضات في بروكسل ان "الاتفاق على اتفاقية استثمارية طموحة مع الصين سيكون خطوة هامة، ليس فقط من أجل تحسين دخول الأسواق وحماية المستثمرين وانما أيضا من أجل تعزيز العلاقات التجارية مع الصين ككل".

في الوقت نفسه أظهر إنهاء النزاعات التجارية المتعلقة بالنبيذ خلال الأيام الأخيرة وإنهاء نزاع الألواح الشمسية العام الماضي جهود التحول الاقتصادي للصين في ظل سعيها لخفض اعتمادها على الصادرات.

ومع تركيز الصين الآن على المزيد من الكفاءة الاقتصادية ،من الممكن أن يوسع الجانبان نطاق التعاون في مجالات مثل عملية الحضرنة والاستثمارات في الصين.

وقال محللون اتخذوا عملية الحضرنة كمثال إن تلك العملية من الممكن أن تحفز الطلب المحلي المحتمل للصين وأن تسهل دخول الاتحاد الأوروبي إلى الأسواق وهو ما سيؤدي لتوفير أفكار وتخطيط وتكنولوجيا وإدارة وخبرات للحضرنة في الصين.

وقال مدير بمعهد ميركاتور الألماني للدراسات الصينية إن هذا النوع من العلاقات الاقتصادية والتجارية يمكن أن يعتبر "تكافلا مثاليا".

وفي ظل مواجهة الاتحاد الأوروبي والصين تحديات اقتصادية متماثلة إلى حد ما ،قال فان رومبوي إن الجانبين يجب أن يكون لديهما مجال أوسع للتعاون في إطار تحقيق أهداف النمو الخاصة بكل منهما.

/مصدر: شينخوا/