كلمة رئيس مجلس الدولة الصيني بمقر الاتحاد الإفريقي
![]() |
ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ كلمة يوم الاثنين (5 مايو) بمقر الاتحاد الافريقي لعرض سياسة الصين نحو إفريقيا.
وحدد لي كه تشيانغ خلال كلمته أربعة مبادئ لزيادة تعميق التعاون الصيني-الإفريقي، تتمثل في التعامل بصدق ومساواة، وتقوية التضامن والثقة المتبادلة، والسعي معا للتنمية الشاملة، وتعزيز الإبداع في التعاون الثنائي العملي.
ودعا لي كه تشيانغ الجانبين الصيني والإفريقي إلى تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والشؤون المالية وتقليل الفقر وحماية البيئة والتبادلات الشعبية والسلام والأمن من أجل خلق نسخة محسنة من التعاون الثنائي الشامل.
كما رسم لي كه تشيانغ في كلمته حلما بربط كافة العواصم الإفريقية بشبكة سكك حديدية فائقة السرعة من أجل تعزيز الاتصال والتنمية داخل القارة، مشيرا إلى أن الصين طورت تكنولوجيات رائدة عالميا في هذا المجال، مؤكدا أنها مستعدة للعمل مع القارة الإفريقية بلا تحفظ لتحقيق هذا الحلم.
فيما يلي النص الكامل لكلمة لي كه تشيانغ:
رئيس الوزراء السيد هايلى ماريام المحترم، السيد الرئيس زوما المحترم، أيها السيدات والسادة، أصدقائي الأعزاء، السلام عليكم. أنا مسرور جدا بالوصول إلى أديس أباب التي تعتبر العاصمة السياسية في أفريقيا، وإلقاء كلمة في مركز الاجتماعات للاتحاد الأفريقي والذي يعتبر رمزا للصداقة الصينية الأفريقية.
أشكر كلا من الرئيس زوما ورئيس الوزارء هايلي ماريام على كلمتيهما المفعمتين بالحماسة، وشكرا لدعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تتولي بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي، وشكرا للترتيبات الدقيقة التي قامت بها الحكومة الأثيوبية والمفوضية الأفريقية. وأعبر هنا نيابة عن الصين حكومة وشعبا عن أعمق التحيات والتمنيات للشعوب الأفريقية!
وهذه هي المرة الأولى التي أزور فيها أفريقيا منذ أن توليت منصب رئيس مجلس الدولة الصيني، كما أنها المرة الثانية التي أصل فيها إلى هذه القارة الساحرة. إن جيلنا من الصينيين أفاقوا على قصص حركة الاستقلال القومية الأفريقية وبناء خط تنزانيا وزامبيا الحديدي. وقبل 5 سنوات، زرت مصر واليوم أنا في أثيوبيا التي تعتبر سقف أفريقيا، وأشعر بأن الشعب الصيني والشعوب الأفريقية تتمتع بتجارب مماثلة ومهام تنموية مشابهة ومسعى روحي مشترك. حيث حققت الدول الأفريقية إنجازات جديدة من خلال الوحدة والنهضة الذاتية، وهذا أمر مشجع وقد دخل التعاون الصيني الأفريقي مرحلة جديدة تتركز على الارتقاء بنوعية التعاون ويتمتع بآفاق مشرقة. وفي نظرة الناس، فإن أفريقيا اليوم تتمتع بحيوية فياضة ولها وزن كبير في المعادلة السياسية والاقتصادية العالمية. وفي نظرتي، فإن أفريقيا تمثل محورا في ثلاثة مجالات.
أولا، فهي محور مهم في المسرح السياسي العالمي. حيث توجد في أفريقيا 54 دولة وتحتل أكثر من ربع مقاعد الأمم المتحدة وتلعب دورا مهما في المحافظة على السلام والاستقرار العالميين. وتشهد الدول الأفريقية تقوية مستمرة لقوتها الشاملة وتتسارع عملية التكامل الاقليمي في القارة السمراء وتوحد هذه الدول كلماتها ومواقفها حول التنمية والتغيرات المناخية وإصلاح نظام الإدارة العالمية وغيرها من القضايا الهامة وتتحدث بصوت واحد.
وفي ظل نهضة الدول النامية، يحتاج العالم كله للاستماع إلى صوت أفريقيا، ولا بد لمختلف الأطراف أن تحترم دور أفريقيا التي أصبحت قوة مهمة في دفع التعددية العالمية وديمقراطية العلاقات الدولية.
ثانيا، تعتبر أفريقيا محورا جديدا في التنمية الاقتصادية العالمية. حيث تتمتع بأراضي واسعة وموارد وافرة وشعوب مجتهدة وتطلق طاقتها الكامنة الكبيرة التي تتكون من مليار نسمة. ومنذ بدء القرن الجديد، تسرع أفريقيا خطواتها التنموية ويتجاوز معدل النمو الاقتصادي السنوي 5% مما جعلها من أسرع مناطق العالم من حيث النمو الاقتصادي ونقطة مضيئة في ظل الأزمة المالية الدولية. وقد وصل إجمالي الحجم الاقتصادي الأفريقي تريليوني دولار أمريكي وتعتبر سوقا ناشئة مهمة في العالم.
ثالثا، تعتبر أفريقيا محورا ملونا في الحضارة البشرية. حيث تتمتع أفريقيا التي تعتبر منبع الحضارة العالمية بتاريخ عريق وثقافة مشرقة بتأثيرات عميقة وطويلة المدى على التنوع الحضاري والتبادلات الثقافية. فقرع الطبول بالإيقاع المرح والرقصات البسيطة المفعمة بالحيوية، كلها من بطاقات هوية أفريقيا البارزة.
"يمكن للعنكبوتات القبض على الأسد إذا وحدوا قوتهم"، هذا القول الأثيوبي يوضح حقيقة بسيطة: أن الوحدة قوة. وتتقدم أفريقيا اليوم نحو التكامل، ويلعب الاتحاد الأفريقي دورا أكبر فأكبر في الشؤون الأفريقية والعالمية. ونحن نحترم الشعوب العظيمة التي تعيش على هذه القارة ونثق ثقة ثابتة بأن أفريقيا تتمتع بمستقبل مشرق!
سيداتي وسادتي،
قبل خمسين سنة، قام رئيس مجلس الدولة الراحل شيو أن لاي بزيارة إلى عشر دول أفريقية طرح خلالها خمسة مبادئ تعالج بها الصين علاقاتها مع الدول الأفريقية والعربية وثمانية مبادئ تقدم بموجبها الصين مساعدات اقتصادية وتقنية إلى الخارج، وهو ما أرسى أساسا متينا لتطوير العلاقات الصينية الأفريقية. وخلال السنوات الخمسين الماضية، تبادل الشعب الصيني والشعوب الأفريقية الدعم والتأييد وأقاموا صداقة متينة وقوية. ويقول أحد الشعراء: "من يضحك معك قد تنساه، ومن يبكي معك لن تنساه أبدا." خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ساعد الشعب الصيني، رغم وضعه الاقتصادي الصعب، على بناء سكة حديد تنزانيا – زامبيا، من أجل دعم دول جنوبي أفريقيا لتحقيق التحرير القومي ودحر نظام العزل العنصري. وفي عملية بناء هذا الطريق، طريق الحرية للشعوب الأفريقية، استشهد 65 من أبناء الشعب الصيني ودفنوا في الأراضي الأفريقية. وفي نفس السياق، شارك الإخوة الأفارقة الشعب الصيني الفرح العارم الذي تحول إلى البكاء عندما نجحت الصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. فهذا هو تاريخنا المشترك الذي كنا نشارك فيه السراء والضراء مع بعضنا البعض، ويشكل منبعا لن ينضب يغذي تطور العلاقات الصينية الأفريقية في المستقبل.
ومنذ مطلع القرن الجديد، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وأفريقيا باطراد، وتكثفت الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، وأحزر التعاون الثنائي تقدما منشودا ليصبح نموذجا لتعاون الجنوب – الجنوب. أما الزيارة الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أفريقيا العام الماضي، فقد رفعت الشراكة الصينية الأفريقية الجديدة النمط إلى مستوى جديد. وفي عام 2013، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا 210.2 مليار دولار، وهو أكثر من 2000 ضعف ما كان عليه عام 1960. وصارت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا للسنة الخامسة على التوالي. أما الاستثمارات الصينية المباشرة في أفريقيا فقد زادت على 25 مليار دولار أمريكي. لقد برهنت حقائق الماضي واليوم على أن الصين الماضية قدما في التنمية تتيح الفرص لأفريقا وأن أفريقيا الماضية قدما في التنمية تفيد الصين أيضا، وبالصين وأفريقيا المتطورتين، سيصبح العالم أجمل.
يشهد العالم حاليا تغيرات عميقة ومعقدة. ويعمل الاتحاد الأفريقي الآن على وضع خطة لعام 2063 لرسم الطبعة الزرقاء لأفريقيا خلال ال50 سنة المقبلة بينما تبدأ الصين عملية جديدة لتعميق الإصلاحات وتعمل على تحقيق نهضة الأمة الصينية العظيمة. حيث تواجه الصين وأفريقيا مهاما تنموية مشتركة لتحقيق التحديثات وتدخل العلاقات الصينية الأفريقية مرحلة جديدة. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لافريقيا في العام الماضي المبادئ الصينية لتطوير العلاقات مع أفريقيا، وظلت الصين متمسكة بهذه المبادئ وستواصل العمل مع الجانب الأفريقي للارتقاء بالعلاقات الصينية الأفريقية إلى مستوى جديد. وحسب رأيي فإن العلاقات الصينية الأقريقية هي علاقات التلاحم في السراء والضراء وعلاقات التنمية المشتركة وعلاقات تقوم على الاستفادة المتبادلة. ومن أجل تعميق التعاون الصيني الأفريقي، يتعين على الجانبين الالتزام بالمبادئ الأربعة التالية.
أولها، التعامل الصادق والمتساوي. حيث تتشابه الحضارة الصينية والحضارة الأفريقية وتتمتعان بميزات ثقافية بارزة وتتمسكان بالهوية الذانية وتدعوان إلى العدالة والمشاركة والتعاون والتضامن. فنحن جاران روحيان. ويقول ابن أفريقيا نيلسون مانديلا: لم أنس طبيعتي الأفريقية رغم أنني أعيش في الحضارة الغربية. ويستحق سعيه المتعصب للعدالة احتراما كبيرا. وكانت الصين وأفريقيا قد تعرضتا لغزو واضطهاد الاستعمارية والإمبريالية وتعرفان ثمن الاستقلال والعدالة. ويتعين على الجانبين عدم فرض إرادته الخاصة على الجانب الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتمسك بتسوية المشاكل التي تظهر في التعاون عن طريق المشاورات المتساوية. وتلتزم الصين بمساعدة أفريقيا بدون شروط. وكل ذلك هو الأساس المهم للتطور المستمر للصداقة الصينية الأفريقية.
ثانيا، تعزيز التضامن والثقة المتبادلة. إن الاحترام المتبادل هو أساس الثقة السياسية المتبادلة وظلت الصين وأفريقيا يحترم كل منهما المصالح الجوهرية والاهتمامات للآخر، حيث تدافع الصين عن حقوق أفريقيا ومطالبها المعقولة بينما تدعم أفريقيا بثبات جهود الصين للمحافظة على مصالحها الوطنية. ويتمتع الجانبان باهتمامات مشتركة ومواقف متشابهة على المسرح الدولي المتعدد الأطراف. وفي مجال حماية الأمن والاستقرار الأقليمي، ظلت الصين وأفريقيا تحافظان على الاتصالات والحوار الجيد.
تعتبر الصين أكثر الأعضاء الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي من حيث عدد المشاركين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أفريقيا. والتضامن الصيني الأفريقي والثقة المتبادلة بينهما لا يساعد على تنمية الجانبين فحسب، بل يساعد على تعزيز السلام والتقدم العالمي أيضا.
ثالثا، السعي معا للتنمية المنفتحة. مازالت الصين أكثر دولة نامية في العالم من حيث عدد السكان وأكبرها من حيث مساحة الأراضي. أما أفريقيا، فهي أكثر قارة من حيث عدد الدول النامية. وتتمتع الصين بأساس علمي وتكنولوجي جيد وأموال وافرة نسبيا بينما تتمتع السوق الأفريقية بقوة كامنة كبيرة وأيدي عاملة متوافرة، ويكمل الجانبان بعضهما البعض اقتصاديا وتتكثف التبادلات الاستثمارية والتجارية فيما بينهما باستمرار.
نحن مستعدون لتبادل خبرات التنمية مع الدول الأفريقية والمشاركة معها في فرص التنمية لدفع التنمية المنفتحة. والصين مستعدة لتقاسم التقنيات المتقدمة كاملة مع الدول الأفريقية. وتدعم الصين بشكل صادق تعدد شركاء التعاون لأفريقيا وزيادة المجتمع الدولي الاستثمارات في أفريقيا، وأنها مستعدة للتعاون مع جانب ثالث في أفريقيا.
رابعا، الإبداع في التعاون الثنائي العملي. ما زالت أفريقيا في مرحلة بدائية في نهضتها الاقتصادية، وتتسارع عملية اندماجها إلى العولمة الاقتصادية بينما تعمل الصين على تعميق الإصلاحات الشاملة وتسرع في تغيير نمط النمو الاقتصادي. ويتفق التعاون الصيني الأفريقي مع تيار العصر، ويجب على الجانبين مراعاة اهتمامات الجانب الآخر والبحث عن نقاط التقاء المصالح وتوسيعها انطلاقا من المراحل التنموية التي يمر فيها كل من الجانبين.
ولا يجب أن يكون التعاون الثنائي محصورا في مجالات الطاقة والموارد والمنشآت الاساسية، بل يجب أن يتوسع إلى مجالات الصناعات والحضرنة وتحديث الزراعة وغيرها من المجالات، مع إيلاء المزيد من الاهتمام للتنمية الصديقة للبيئة وحماية البيئة البيولوجية.
سيداتي وسادتي،
لقد سجل التعاون الثنائي بين الصين وإفريقيا فصلاً رائعاً، ويفتح الآن صفحة جديدة. حيث أصبحت المصالح المشتركة بين الصين وإفريقيا أكثر اتساعاً، وأساس التعاون أكثر صلابة، كما يواجه التعاون بين الجانبين فرصة تاريخية نادرة. وبالاتجاه نحو المستقبل، فالصين مستعدة للعمل مع الدول الإفريقية لدفع التعاون الصيني الإفريقي الشامل قدماً والتركيز على تطوير ستة مشروعات كبرى.
أولاً، مشروع التعاون الصناعي. شهد التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا نمواً سريعاً خلال السنوات الأخيرة، ففي المرحلة التالية، من اللازم توسيع التجارة وتحسين نوعيتها، والعمل معا لأن يصل حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا إلى حوالي 400 مليار دولار بحلول عام 2020 وحجم الاستثمارات الصينية المباشرة في إفريقيا إلى 100 مليار دولار .
إن الصين ستشارك بنشاط في عملية التصنيع في إفريقيا، وستعمل على تقوية التعاون الصناعي معها لتعزيز الصناعات الخفيفة والغزل والنسيج والملابس والأجهزة المنزلية وغيره من الصناعات الكثيفة العمالة الأخرى، فضلاً عن دفع التحول الصناعي ورفع مستوى صناعة الموارد والطاقة، من أجل الارتقاء بقدرة إفريقيا على التنمية الذاتية.
تعتبر البنية التحتية أساس التنمية الصناعية، والصين ستشارك بنشاط في بناء الطرق والسكك الحديدية، والاتصالات، والكهرباء وغيرها من المشاريع الأخرى في المناطق المختلفة بأفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، سوف نقيم مركز أبحاث للسكك الحديدية فائقة السرعة في أفريقيا.
ثانياً، مشروع التعاون المالي. إن التعاون الفعلي بين الصين وإفريقيا يحتاج إلى الدعم المالي. لقد قررت الصين زيادة 10 مليارات دولار من القروض إلى الدول الإفريقية، ليرتفع سقف القروض إلى 30 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، قررت الصين إضافة مليارين في صندوق التنمية الصينية الإفريقية، ليرتفع حجمه إلى 5 مليارات دولار. كما يدعم الجانب الصيني تعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات المقاصة بالعملات المحلية وتبادل العملات وإنشاء الفروع للمؤسسات المالية.
ثالثاً، مشروع التعاون للحد من الفقر. يعتبر الفقر العدو المشترك للبشرية. وحققت الصين إنجازات كبيرة في عمل الحد من الفقر خلال السنوات ال20 الماضية، وما زال هناك أكثر من 200 مليون فقير وفقاً لمعايير البنك العالمي، وتواجه الدول الإفريقية أيضا تحديات كبيرة في الحد من الفقر. وستصدر الصين والاتحاد الإفريقي هذه المرة برنامجاً مشتركاً لتعزيز التعاون في الحد من الفقر، ونرغب في تبادل الخبرات مع الدول الأفريقية في مجال الحد من الفقر. وفي الوقت نفسه، إن الصين ستواصل إرسال فرق طبية إلى الدول الإفريقية وتعزيز التعاون الطبي بين الصين وإفريقيا.
يصادف هذا العام عام الزراعة والأمن الغذائي في إفريقيا. وإن الصين ستنفذ مع الدول الإفريقية مشروعاً مشتركاً للإنتاج الزراعي العالي " بهدف تعزيز مستوى التكنولوجيا الزراعية والإنتاج الزراعي في الدول الإفريقية. وبالإضافة إلى ذلك، ستنفذ الصين " برنامج النور الزراعي حيث تقوم بإعداد 2000 كادر فني وإداري للدول الإفريقية خلال السنوات ال5 المقبلة.
رابعاً، مشروع التعاون لحماية البيئة. إن حماية البيئة هي مسؤوليتنا المشتركة. وقررت الحكومة الصينية توفير 10 ملايين دولار من المساعدات لأفريقيا لحماية موارد الحيوانات البرية.
وسوف نعمل أيضا لبناء "مركز البحوث المشتركة بين الصين وأفريقيا" في كينيا والذي سيركز على حفظ التنوع الأحيائي ومكافحة التصحر والزراعة الحديثة وغيرها من الموضوعات.
خامساً، مشروع التبادلات والتعاون الثقافي. إن التبادلات الثقافية تساعد على تعزيز تفاعل القلوب. فسنبذل جهودا مشتركة لمواصلة تنفيذ " برنامج شركاء الثقافة الصينية الأفريقية " وغيره من المشاريع الرائعة القائمة، وإنشاء المزيد من المراكز الثقافية الصينية ومعاهد كونفوشيوس، لتتجذر الصداقة الصينية الأفريقية في قلوب الشعب الصيني والشعوب الإفريقية.
وستعزز الصين بشكل شامل " برنامج المواهب الأفريقية "، لتحقيق الهدف المتمثل في في توفير 18 ألف منحة دراسية حكومية وتدريب 30 ألفا من الكوادر في العديد من المجالات للبلدان الأفريقية.
وستساعد الصين الدول الإفريقية على تحسين نوعية الموارد البشرية من خلال التدريب المهني وغيرها من الوسائل. وتشجع المزيد من المواطنين الصينيين للسفر إلى القارة السمراء، كما نرحب بالمزيد من الأصدقاء الأفارقة للسفر والدراسة والاستثمار في الصين.
سادساً، مشروع التعاون الأمني. إن الصين تدعم بثابت الجانب الإفريقي في تسوية القضايا الإفريقية بالطرق الأفريقية، وسوف نواصل التنفيذ المعمق " لمبادرة شراكة السلام والأمن بين الصين وإفريقيا"، والبحث بشكل إيجابي في تقديم المساعدات لبناء الجيش الإفريقي وقوة الرد السريع.
وندعم بناء آلية الأمن الجماعي في أفريقيا، ومستعدة لتوسيع التعاون مع الجانب الإفريقي في تدريب الموظفين وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريبات المشتركة وغيرها من المجالات، من أجل مساعدة الجانب الإفريقي على تقوية قدراته من أجل حماية الأمن ومكافحة الإرهاب، ومكافحة القرصنة وغيرها من المجالات. ولمواجهة الأزمة الإنسانية في دولة جنوب السودان، قررت الصين توفير 50 مليون يوان إضافية من المساعدات الإنسانية لدولة جنوب السودان.
يعتبر منتدى التعاون الصيني الإفريقي منصة مهمة لتعميق العلاقات بين الصين والدول الإفريقية. ويؤدي المنتدى دوراً مهماً لتعزيز الحوار الجماعي وتعزيز التعاون العملي بين الجانبين خلال هذه السنوات. فيجب علينا أن نواصل إكمال وتحسين آلة المنتدى واثراء محتوى التعاون، مما يجمل المنتدى أكثر فعالية.
ويصادف العام المقبل الذكرى ال15 لإقامة المنتدى، وإن الصين على استعداد للعمل مع الجانب الإفريقي لإنجاح الاجتماع الوزاري السادس وطرح المزيد من الإجراءات التي تتفق مع احتياجات الجانبين، لدفع التعاون الصيني الإفريقي قدماً وإحراز المزيد من الإنجازات.
سيداتي وسادتي،
إن أثيوبيا دولة حضارية قديمة تشمخ على هضبة شرق أفريقيا، حيث تشرق الشمس ل"ثلاثة عشر شهرا"، وتعتبر موطنا للقهوة العطرة. والشعب الأثيوبي شعب مجتهد وشجاع ومصر على الحرية ومعروف بتاريخه المجيد المقاوم للعدوان الخارجي. ومنذ تولي الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية الحكم، شهدت أثيوبيا تطورات وتغيرات مستمرة، وتلعب دورا مهما في الشؤون الإقليمية الأفريقية. ونتمنى بكل صدق أن يحقق الشعب الأثيوبي المزيد من المنجزات في مسيرة بناء الوطن.
تقول حكاية أفريقية إن طائر فينيكس يحرق نفسه كل خمسمائة سنة ليعود إلى الحياة من الرماد. وهناك حكاية مماثلة في الصين عن طائرة العنقاء. وترمز الحكايتان إلى النهضة العظيمة لكل من الأمة الصينية وأفريقيا. فلننتهز هذه الفرصة المتاحة حاليا، ونعمل معا لخلق مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية الأفريقية.
وشكرا لكم!
/مصدر: إذاعة الصين الدولية/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn