بكين   مشمس 7/-3 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق اخباري: مزارع من الضفة الغربية يصنع العلم الفلسطيني من العنب

2012:11:13.08:18    حجم الخط:    اطبع

الخليل (الضفة الغربية) 12 نوفمبر 2012 / يحاول المزارع سهيل بريغيث من بلدة بيت أمر في شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية جلب الأنظار للزراعة الفلسطينية من خلال محصول العنب الذي حوله إلى رموز فلسطينية.

واستخدم بريغيث ، ولأول مرة ، العنب، لتشكيل علمين فلسطينيين أحدهما صغير والآخر كبير، وشعار الأمم المتحدة حاملا الرقم (194) في إشارة إلى الرغبة بأن تكون فلسطين هي العضو رقم 194 في المنظمة الدولية.

وجمع المزارع الفلسطيني ما يقارب 80 كيلوجراما من العنب بأصنافه وألوانه المختلفة من الكروم المنتشرة في الخليل،لتصنيع الرموز الفلسطينية بالفاكهة التي تشتهر بها مدينته التي يطلق عليها أيضا (خليل الرحمن) نسبة إلى النبي إبراهيم بأصناف وألوان مختلفة.

ويملك بريغيث في بلدته بيت أمر ما يقارب الـ 70 دونما زراعيا، ويحظى محصول العنب بالمساحة الأكبر منها.

ويقول بريغيث لوكالة أنباء ((شينخوا))، " إن فكرة صناعة الرموز من العنب جاءت من رحم المعاناة التي يعيشها المزارع الفلسطيني في الخليل، والمتمثلة بعدم القدرة على تسويق محصوله من العنب ، بسبب إغراق السوق بعنب المستوطنات الإسرائيلية".

ويضيف "بتصنيعي لهذه الرموز أحاول أن أثبت أن الفلسطيني قادر على صنع علمه وأي شيء آخر يرمز إلى وطنيته من إنتاجه المحلي دون الحاجة إلى أي إنتاج آخر".

وشكل بريغيث علما فلسطينيا كبيرا قال إنه الأطول الذي يتم صنعه من العنب المجفف، مشيرا إلى انه بطول 2.4 متر وعرض 1.7 مترا ويزن 6 كيلوجرامات.

ويضيف بريغيث: "ان صناعة العلم استغرقت ثماني ساعات متواصلة".

أما العمل الثاني الذي يحمل علمي فلسطين بألوانه الأخضر والأحمر والأبيض الأسود، والأمم المتحدة بلونه الأزرق وعليه حرفا (يو ان) ومنتصفهما كتب الرقم (194) ورسم غصنا زيتون فيقول بريغيث، إنه يأتي دعما لتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة.

ويشير بريغيث ، إلى أنه سيقدم هذا الرمز الذي صنع أيضا من العنب المجفف بطول 2.4 متر وعرض 1.2 متر، كهدية للرئيس عباس قبل تقديم طلب الحصول على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة الشهر الجاري.

ودفع الجمود المتواصل بعملية السلام مع إسرائيل السلطة الفلسطينية العام المنصرم إلى طلب عضوية كاملة من مجلس الأمن الدولي الأمر الذي قوبل بمعارضة صارمة من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هددت خلالها باستخدام حق النقض (الفيتو) ونجحت في منع نيل الطلب الفلسطيني الأصوات اللازمة لعرضه على التصويت.

وهذا الشهر سيكرر الفلسطينيون مسعاهم وهذه المرة من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل مكانة دولة غير عضو حيث لا تملك واشنطن حق النقض لكنها تهدد بفرض عقوبات صارمة في حال نجاحهم بذلك.

ويشرح بريغيث طريقة تصنيع رموزه التي استخدم فيها الألوان الصناعية قائلا: "بدأت بجمع العنب من 15 قرية وبلدة من محافظتي الخليل وبيت لحم، ومن ثم قمت بمساعدة أسرتي بعصره وطهيه واستخراج الملبن، وصبه على ألواح من الخشب".

ويشير إلى أنه خلال تصنيعه العلم الفلسطيني من عصير العنب اصطدم بتنوع ألوانه التي تغلب عليها من خلال خلط أصباغ الأطعمة بعصير العنب".

ويتكون العلم الفلسطيني من ثلاثة خطوط أفقية متماثلة: أسود، وأبيض، وأخضر، فوقها مثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته عند بداية العلم،ورأسه واقع على ثلث طول العلم أفقيا.

وأوضح بريغيث ان كل الأدوات التي استخدمها في صناعة الرموز كانت من صنعه وبمواد فلسطينية بحتة، مشيرا إلى أنه قام بتصنيع مكبس عصر العنب والألواح الخشبية وغيرها بنفسه وبأدوات فلسطينية.

ويعتبر بريغيث، أن الفلسطيني يستطيع الاستغناء عن منتجات المستوطنات الإسرائيلية "الجاثمة على الأراضي الفلسطينية".

ويشير إلى أن إنتاج المستوطنات من العنب الإسرائيلي يغرق السوق الفلسطينية ما يؤثر سلبا على وضع المزارع في الخليل.

ويقطن بريغيث في المناطق التي تصنفها إسرائيل (ج) الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية مما زاد من معاناته بحسب ما يقول.

ويضيف بريغيث، أنه يسكن بالقرب من التجمع الاستيطاني (كفار عتصيون) فأراد من خلال صناعة الرموز إثبات وجوده كمزارع منتج لمحصول العنب".

ويحيط بقرية بيت أمر التي يقطنها بريغيث من الشمال مستوطنة (غوش عتصيون)، ومن الجنوب تحدها مستوطنة (كرمي تسور)، إضافة إلى طريق التفافي للمستوطنين.

وتقسم الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) الذي وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 إلى ثلاثة أقسام هي: (أ) وتخضع للسيطرة الفلسطينية الأمنية والإدارية الكاملة، و(ب) وتخضع للسيطرة الإدارية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، و(ج) وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية.

ويسرد بريغيث قصة معاناته مع المستوطنين الإسرائيليين قائلا: "أتعرض يوميا لاعتداءاتهم ومضايقاتهم، وهذا أثر على وضعي الاقتصادي والمعيشي (..) لقد أصبحنا على عتبات التسول بسبب اعتداءاتهم وحرقهم لممتلكاتنا الخاصة وذلك بهدف تهجيرنا من المنطقة".

ويقول "إن الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه جعلني أفكر بعمل شيء جديد يلفت إلينا الأنظار من أجل تحسين وضعنا ومساعدتنا في تسويق إنتاجنا من العنب".

ويضيف بريغيث، أن العنب الفلسطيني لا يحظى بفرصة جيدة لتسويقه ويباع بأقل الأسعار ما يؤدي إلى خسارة الموسم الزراعي، وذلك بسبب إغراق السوق بالمنتج الإسرائيلي، مقابل أن الجانب الإسرائيلي لا يأخذ شيئا من إنتاجنا".

ويتابع: "نحن كمزارعين نبحث دائما عما يحسن وضعنا، لتسويق إنتاجنا"، داعيا الرئيس عباس إلى "النظر بعين الأب لأبنائه المزارعين لشد أزرهم في ظل معاناتهم جراء منافسة المنتجات الزراعية الإسرائيلية لمنتجاتهم".

وبهذا الصدد يقول مدير مديرية زراعة الخليل التابعة للسلطة الفلسطينية بدر الحوامدي ل(شينخوا)،"إن الزراعة تعتبر من أهم المهن التي يمارسها أهالي محافظة الخليل.

ويذكر الحوامدي، أن إنتاج محافظة الخليل من العنب يقدر ب 33 ألف طن سنويا، كما يوجد 17 صنفا منه.

ويشير إلى أن زراعة العنب تواجه الكثير من المشاكل، وعلى رأسها مصادرة الأراضي الزراعية من قبل إسرائيل ، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في المناطق (ج)، إضافة إلى وجود جدار الفصل الإسرائيلي الذي عزل الأراضي عن أصحابها، وكذلك اقتلاع المستوطنين لمئات الأشجار سنويا".

ويوضح الحوامدي، أن الخليل تحيط بها أكثر من 30 مستوطنة إسرائيلية، و40 بؤرة استيطانية، إضافة إلى أكثر من 80 مدخلا للمحافظة ما يؤدي إلى صعوبة القدرة على ضبط إدخال العنب إلى الأسواق الفلسطينية.

ويقول الحوامدي، إن وزارة الزراعة تقوم بتنفيذ خطة "إستراتيجية" من أجل تحسين وتطوير قطاع العنب في فلسطين والوصول إلى أعلى إنتاج بأقل التكاليف، وذلك بالتعاون مع مجلس العنب والفواكه الفلسطيني، كما تحاول الوزارة فتح أسواق خارجية لتسويق العنب.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات