غزة 14 نوفمبر 2012 / إن مقتل قائد حماس أحمد الجعبري يوم الأربعاء في ظل تصاعد أعمال العنف بين الحركة الإسلامية والجيش الإسرائيلي قد يعرقل مسعى الفلسطينيين لرفع مكانتهم في الأمم المتحدة.
وردا على وابل الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل في الأيام الماضية، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على هذا الجيب الفلسطيني الساحلي، ما أسفر عن مقتل سبعة مسلحين فلسطينيين من بينهم الجعبري وإصابة 37 آخرين، حسبما أفادت المستشفيات في غزة.
جاءت الهجمات التي تعرضت لها غزة يوم الأربعاء بعد أسابيع من أعمال عنف انتقامية متبادلة بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين بقيادة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ يونيو 2007.
وما يحدث لغزة الآن يذكر سكانها بالهجوم الإسرائيلي عام 2009، أو عملية "الرصاص المصبوب"، الذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 1400 فلسطيني وإصابة 5 آلاف آخرين.
وبعد انتهاء عملية "الرصاص المصبوب"، التزمت حماس بوقف غير رسمي لإطلاق النار مع إسرائيل.
وأوضح مراقبون ومحللون أن الهجمات الحالية على قطاع غزة لا تضرب فقط أهدافا على الأرض، وإنما تضرب أيضا قضايا للفلسطينيين، ولا سيما مسعاهم نحو لنيل وضع دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
وقال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إسرائيل تريد أن تظهر للعالم أن "الفلسطينيين إرهابيون ولا يستحقون بناء دولة تنال اعتراف العالم".
وذكر هو ومحللون آخرون أن إسرائيل "تحاول ضرب جميع القضايا الفلسطينية وتقويضها... بيد أن القضية الوحيدة التي لا تستطيع إسرائيل تقويضها هي الوحدة الفلسطينية، ما يعنى إنهاء حالة الانقسام بين حماس وفتح وتحقيق مصالحة حقيقية".
وصرح مخيمر أبو سعدة، وهو محلل وأستاذ علوم سياسية، لـ((شينخوا)) بأن إسرائيل لا تريد فقط تقويض المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين وإنما تريد أيضا إثارة المزيد من التوترات لتخدم متطلبات الحملات الانتخابية تجاه يناير 2013.
وقال مصطفي الشواف، وهو محلل سياسي بغزة وينتمي لحماس، لـ((شينخوا))، إن السبب وراء الضربات الإسرائيلية الحالية هو إضعاف حماس "التي أصبحت أكثر قوة".
ومن جانبها، ذكرت حماس أن مقتل قائد جناحها العسكري في غزة يعد بمثابة "إعلان حرب" مع إسرائيل.
وذكر فوزي برهوم المتحدث باسم حماس أن إسرائيل "ارتكبت جريمة خطيرة وتجاوزت كل الخطوط الحمراء"،وقال إن "الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنا غاليا".
وسيؤدي مقتل الجعبري (52 عاما) على الأرجح إلى تصعيد شديد في أعمال العنف التي من المحتمل أن تستخدم فيها حماس جزءا كبيرا من قدرتها العسكرية لمهاجمة أهداف إسرائيلية وستهدد إسرائيل في المقابل باستهداف قادة كبار بحركة حماس.
جدير بالذكر أن الجعبري أصبح القائد الفعلي لكتائب عز الدين القسام بعدما أوقعت إسرائيل إصابة خطيرة بالقائد محمد الضيف في محاولة اغتيال وقعت عام 2003. ونجا الجعبري من عدة غارات إسرائيلية استهدفته، وكان أخطرها في عام 2004 عندما ضرب طائرات منزله لتقتل ثلاثة من أقاربه وأحد أبنائه.
واضطلع الجعبري بدور رئيسي في المفاوضات التي قادت إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس في عام 2006 من خلال مبادلته بما يزيد على ألف أسير فلسطيني.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn