تقرير اخباري: تواصل الاشتباكات بين الجيش الحر و النظامي بمحيط مطار دمشق وانباء عن انشقاق مسؤول بالخارجية السورية

دمشق 3 ديسمبر 2012 / تواصلت الاشتباكات اليوم (الاثنين) بين الجيشين السوري النظامي والحر على اطراف مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي ، بالتزامن مع سريان أنباء عن انشقاق الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي ، وفراره الى لندن عبر بيروت .

وقال ناشط سوري لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان " بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة بها في ريف دمشق ( شرقا ) والمحاذية لطريق مطار دمشق الدولي ، تعرضت اليوم للقصف العنيف من قبل قوات الجيش السوري ، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة ".

وكانت بلدة بيت سحم شهدت مجزرة ، يوم السبت الماضي، حيث بلغت حصيلة القتلى أكثر من 25 قتيلا من بينهم رئيس البلدية وجرح ما لا يقل عن 35 شخصا جراء القصف المركز على البلدة.

واشار الناشط السوري إلى ان اشتباكات عنيفة تدورعلى أطراف مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي ، بين الجيشين السوري والحر بغية السيطرة على هذا الموقع الحساس .

فيما قال مواطن سوري من محافظة السويداء (جنوبا) لوكالة ((شينخوا) ) ان طريق المطار انقطع منذ ساعات الصباح الباكر بسبب الاشتباكات المستمرة على طريق المطار، وسط تحذيرات من عدم الذهاب والمرور هناك لانتشار عناصر من الجيش الحر على طريفي الطريق الدولي للمطار .

وفي دمشق تعرضت الأحياء الجنوبية من المدينة للقصف اليومي ، حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الأسود ( جنوبا )، وفقا لما أكده شهود عيان لوكالة ((شينخوا)) بدمشق .

وأشارت وكالة الانباء السورية ((سانا)) أن الجيش السوري استهدف عدة تجمعات لمسلحين في مناطق بيت سحم وعقربا وجسرين والغسولة وعدة مناطق أخرى في محيط طريق مطار دمشق الدولي ، ما أدى لمقتل وجرح العشرات من المسلحين ، فيما أكد مصدر عسكري أن مجموعات الجيش "الحر" في هذه المناطق حاولت التسلل من أكثر من محور للوصول إلى طريق المطار.

كما لاتزال تسمع في دمشق وريفها اصوات سقوط القذائف من قبل مدفعية النظام ، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي فوق الغوطة الشرقية ، اضافة الى سماع اطلاق صواريخ عبر راجمات الصواريخ بين الحين والاخر من بساتين المزة باتجاه ريف دمشق ( جنوبا) .

وفي سياق أخر اكد مصدر سوري مطلع لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان الخارجية السورية اعفت الناطق باسم خارجيتها جهاد مقدسي من منصبه بسبب " ارتجاله مواقف خارج الموقف الرسمي السوري " ، في اشارة الى تصريحات أطلاقها المقدسي قبل اشهر حول ان بلاده قد تستخدم السلاح الكيميائي ، ما سبب احراج للقيادة السورية مع حليفها الروسي حول ذلك وشكل ورقة ضغط عليها من قبل الادارة الامريكية .

واضاف المصدر ان مقدسي لم يأت الى الوزارة منذ حوالي اربعة ايام ، وان هاتفه مغلق .

وتضاربت الأنباء ، حول انشقاق مقدسي عن النظام السوري ، ففي حين تحدثت مصادر معارضة عن أن انشقاق مقدسي لافتة إلى أنه سيعلن هذا من لندن خلال الساعات القادمة، تناقلت وسائل الإعلام تصريح لمصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية يبين أن الوزارة أقالت مقدسي من منصبه لخروجه عن "النص الرسمي السوري".

ويرى مراقبون في سوريا ان يبان الخارجية السورية الذي صدر اليوم ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حول تحذير دمشق من استخدامها السلاح الكيميائي ضد السوريين ، بأن سوريا لن تستخدم الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري أن وجدت تحت اي ظرف كان ، جاء متزامنا مع اعلان اعفاء مقدسي الذي اطلاق مثل هذه العبارات حول السلاح الكيميائي في سوريا للتخلص من الحرج الذي وقعت فيه امام روسيا.

وكان المتحدث بإسم الخارجية السورية جهاد مقدسي اكد في تصريحات سابقة "موقف سوريا المتمثل بأن أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبداً في الاحداث السورية، وهذه الأسلحة مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية ولن تستخدم أبداً.

واضاف ان "عنوان هذا البيان هو رسالة للداخل والخارج أن هذه الأسلحة لن تستخدم في النزاع الداخلي".

وكانت الملحق الدبلوماسي في السفارة السورية في بكين، هدى أورفلي أعلنت، الشهر الماضي، الانشقاق عن النظام السوري وانضمامها لصفوف المعارضة نظرا لممارسات "النظام السوري اللإنسانية ضد الشعب السوري".

وكان السفير السوري السابق في العراق نواف الفارس أعلن في الـ 12 من يوليو الماضي "الانشقاق عن النظام السوري والتحاقه بصفوف المعارضة السورية .

سياسيا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، إن "روسيا وتركيا ستواصل التعاون بشأن التسوية السورية"، مشيرا الى ان "وزيري الخارجية في البلدين قد تم تكليفهما بالعمل على هذا الاتجاه، حيث انه ظهرت لدى موسكو وأنقرة " افكار جديدة " حول التسوية السورية، لكنه من السابق لأوانه الكشف عنها".

وأضاف بوتين ، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تركيا، ان "مواقف روسيا وتركيا تتطابق في ما يخص تقدير الوضع في سوريا، ولكن لم يتم التوصل الى مبادئ مشتركة بشأن سبل التسوية " .

ومن جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان النظام في سوريا يمكن ان يسقط "في اي وقت"، معتبرا انه يواجه معارضة تكسب مزيدا من الأرض كل يوم.

ومن جهة اخرى تواصل هيئة التنسيق الوطنية المعارضة مباحثاتها مع المسؤولين الايرانيين ، عقب زيارة لها الى موسكو ، بهدف اقناعها بضرورة الجلوس الى طاولة الحوار مع النظام في سوريا .

كما أعلنت الأمم المتحدة اليوم أنها قررت إجلاء جميع موظفيها الدوليين غير الأساسيين من سوريا وتعليق كافة الجولات الميدانية خارج العاصمة دمشق، بسبب تفاقم الوضع الأمني فيها.

وقال المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، رضوان نويصر، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) وهي الخدمة الإخبارية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن "الوضع الأمني أصبح صعباً جداً بما في ذلك في دمشق.. وطالما أن الأطراف في هذا النزاع لا تحترم القانون الدولي الإنساني بالكامل وطالما أن أمن العمال الإنسانيين ليس مضموناً بالكامل، فإن على وكالات الأمم المتحدة أن تعيد النظر بحجم وجودها في هذا البلد وبطريقة تقديم المساعدة الإنسانية هناك".

وتشهد مدن سورية منذ نحو 21 شهرا احتجاجات مناهضة للسلطة، ما لبثت ان تطورت الامور الى مواجهات عسكرية حادة بين الجيش ومعارضين مسلحين، بالتزامن مع اعمال قصف وتفجير، اسفرت عن سقوط الاف الضحايا، ونزوح مئات الالاف داخل وخارج سوريا.

/مصدر: شينخوا/